الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورية الوفاء للوطن ..!

وردة بية

2016 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يرحل الثوريون عن عالمنا ، نفقد البوصلة والرؤية الواضحة للوطنية التي حملها هؤلاء على أعناقهم، كما نفتقد معها الحديث عن معاني العزة ، الشموخ والوفاء..
بالأمس القريب ، رحل عنا السياسي المجاهد حسين آيت أحمد ودم الوطنية الثورية يسري في عروقه، وكأنه يتراءى لنا أمام أعيننا من دون غشاوة، فهو المعارض العنيد ذو الشخصية الكارزمية المتميزة بمواقفها الواضحة دون لبس..
شخصية قد يختلف حول تفاصيلها البعض ، ولكن لا يختلف على وطنيتها اثنان ، رجل حمل الجزائر في قلبه وعقله ، وفي نضاله السياسي ، وأبدى وفاء كبيرا لقناعاته فسار نحو أهدافه بعنفوان الآباء الى آخر رمق..
في سنة 1999 ترشح للانتخابات الرئاسية قبل أن ينسحب من السباق. وفي ديسمبر 2012، وجه رسالة لحزبه الأفافاس قائلا: "إن قناعاتي وحماسي لا زالا متقدين مثلما كان الامر في الساعات الأولى من سنواتي الـ70 من النضال واستطيع القول أن الوقت قد حان بالنسبة لي لتسليم المشعل وأنني لن أتقدم لرئاسة الحزب في العهدة المقبلة". .. إنه فقيد الجزائر الزعيم "الدا الحسين".،
لم تمر الا أيام معدودات ، ويشاء القدر أن يرحل من بعده ، الكاتب الثوري الطاهر بن عيشة ، الأب الروحي للصحافة الجزائرية.. رحل و لم يترك وراءه كتابا مطبوعا ، وهو الملقب بـ "الموسوعة التي تمشي على قدمين" ، حفاظة من نوع خاص لا يتكرر في زماننا المنحدر ، ومجادل بارع في التاريخ الإسلامي ولا يغلب.. صاحب مواقف صلبة لا يخشى فيها لومة لائم ، تميز النقاش معه بأنه يبدأ حادا مزلزلا ، وينتهي بابتسامة عريضة تظهر منها روحه النقية ، وعرف عن" ابن سوف" أنه وإن بدا في بعض الأحيان متعصبا لفكرته، إلا أنه يتميز بقبوله للاختلاف ...ومن شدة جرأته ،كان أصدقاؤه - بحسب المصادر - يخافون عليه من تصريحاته المباشرة، خصوصا وأنه يحمل قناعات فكرية مختلفة تماما مع قناعات مجتمعه .. وقد ذكر علي بوخزنة قائلا :عندما طلبت منه أن يقوم للصلاة قال لي: "دعني أعبد الله بطريقتي..!".
قيل أن الرئيس بومدين كان يقول عنه بدعابة : في الجزائر لدينا مثقفان مجنونان ، نايت قاسم وبن عيشة.. وقيل أيضا أن الرئيس بوتفليقة سأله ذات مرة : هل لا زلت شيوعيا؟ فرد بن عيشة بعفوية وبداهة الرجل " لقماري" : "إمام الشيوعيين ويداي نظيفتان" .. فرد بوتفليقة بابتسامة : "يشهد الله أن هاتين اليدين النظيفتين لم تكتبا إلا جميلا".
كان يتميز بخفة دم كبيرة ، ويذكر أنه خلال مناقشة جمعته بأحمد حماني، الذي قال له يوما : لو كنت ذا شأن لما انتسبت لأمك، فأجابه بن عيشة: اثنان في تاريخ البشرية جمعاء من نسبا لأمهما ، عيسى بن مريم والطاهر بن عيشة .
دافع عن فكره في كل المناسبات حيث قال "إن الاشتراكية جميلة ومعدنها طيب, وهي مذهب كل العظماء من الكتاب والشعراء...قد يستحيل أن تكون لبيراليا وتفكر في قوت الفقراء".
من تيزي وزو الى وادي سوف ، تشاء الأقدار أن يرحل هذان العظيمان ، وفي نفسيهما شيء عن الجزائر ، ماتا بعيدا عن ضجيج السياسة، فصنعا تاريخا بأيديهما حافلا بالعزة ، وظلاّ وفيين لمبادئهما دونما غلوّ، اصطفا في الصفوف الأمامية لعموم هذا الشعب من خلال الانتقاد المؤلم للسلطة ولسانهما لا يسكت عن المنكر ..
فرحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا