الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السنة الأمازيغية : بعد احتفالي، حدث تاريخي ومطلب سياسي

الحسين أيت باحسين

2016 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الاحتفال ب"السنة الأمازيغية" باختصار شديد هو احتفال مرتبط بالاحتفالات المدنية والبيئية. يتقاسمه المغاربة، سواء منهم الناطقون بالأمازيغية أو غير الناطقين بها؛ كما يتقاسمونه مع مناطق أخرى من سكان شمال إفريقيا. تطلق عليه أيضا؛ حسب المناطق التي يتم فيها الاحتفال به؛ تسميات أخرى، مثل "أسكّاس أماينو" (السنة الجديدة)،"ئنّاير الفلاحي"، "ئض ن ئنّاير" (ليلة ئنّاير)، "ئخف ن ئنّاير" (رأس السنة الأمازيغية)، "تاكّورت ن ؤسكّاس" (بداية السنة)، "حاكوزة"، "لحوادس" وغيرها من التسميات بحسب المناطق في المغرب وفي شمال إفريقيا. والاحتفال بالسنة الأمازيغية له بعدان: بعد احتفالي وبعد تقويمي؛ كما أنه أصبح مطلبا سياسيا.

في ما يتعلق بالبعد الاحتفالي، يرتبط بالأعياد البيئية والطبيعية التي نجد كثيرا من الشعوب في مختلف القارات تحتفل بها، بالإضافة إلى أعيادها الوطنية والدينية. كما أنه يرتبط أيضا بالاحتفالات البيئية التي كانت تقام في مختلف الفصول كاحتفالات فصل الربيع المرتبطة بطقوس الخصوبة واحتفالات فصل الصيف المتعلقة بطقوس الماء (العنصرة) والنار (شعّالة) واحتفالات الخريف التي تقام فيها طقوس الاستسقاء واحتفالات الشتاء التي تقام فيها طقوس التضامن. لكن احتفالات السنة الأمازيغية تتميز بمجموعة من الطقوس والعادات والتقاليد التي تكاد تختص بها. من بينها طقوس تحضيرية وتطهيرية وتغذوية وتجميلية وصيدلية ورمزية. وهذه الطقوس لها دلالات كثيرة، من بينها الاعتزاز بالخصوصيات الثقافية والهوياتية؛ والاعتزاز بالعمق التاريخي للمجتمع المغربي، كما سيتبين ذلك أثناء الحديث عن البعد التقويمي؛ تكريس التضامن الذي يتخذ كأرضية للاحتفال؛ إبراز التنوع الثقافي المميز للمجتمع المغربي ثقافيا واجتماعيا؛ وحرصهم على الانسجام مع الطبيعة؛ والتعود على تدبير الندرة أو القلة؛ وتمرير الذاكرة التاريخية للأجيال المستقبلية.

أما البعد التقويمي، فيعود إلى أهم حدث تاريخي وسياسي في تاريخ الأمازيغ، حين وصلوا إلى حكم مصر في القرن العاشر قبل الميلاد، مع اعتلاء شيشونق الأول عرش الفراعنة وأصبح ابنه كبير كهنتها في معبد أمون، كما استطاع جيش من الأمازيغ حماية مصر من أعدائها، وكذا طبقة من الفلاحين من تأمين سكان مصر مما يحتاجون إلية من رخاء العيش بعد إفلاس حكم الفراعنة الذين خلفتهم الأسر الثانية والعشرين والثالثة والعشرين والرابعة والعشرين الأمازيغية، والتي دام حكمها ما يقرب من قرنين ونصف القرن. لقد ورد ذكرها في الكتابات المصرية خاصة في مباني الأقصر التي خلفها الأمازيغ (وخاصة في الكرنك)، كما ورد ذكرهم في الثوراة. واستطاعوا أن يعيدوا للحضارة الفرعونية هيبتها بعد أن كانت قاب قوسين من الانقراض. وتبعا للسنة التي اعتلى فيها شيشونق الأول الأمازيغي حكم مصر، وهي 950 قبل الميلاد، ثم التوافق على هذا التاريخ كبداية لتقويم أمازيغي؛ الشئ الذي يجعل سنة 2016 ميلادية و1437 هجرية توافق السنة الأمازيغية 2966.
وبناء على هذا نكون أمام التوافق التقويمي التالي، بالنسبة للسنة الحالية:
- الخميس 3 ربيع الثاني 1437 هجرية،
- الخميس 14 يناير 2016 ميلادية،
- الخميس 1 يناير 2966 أمازيغية.

وأما كون الاحتفال بالسنة الأمازيغية قد أصبح مطلبا سياسيا، فيتجلى ذلك في مطالبة الحركة الأمازيغية بجعل يوم الاحتفال بالسنة الأمازيغية يوم عطلة مؤدى عنها لاعتبارات كثيرة منها ارتباطها بالذاكرة الجماعية لكل المغاربة، بل ولشعوب شمال إفريقيا، وارتباطها كذلك بقضايا البيئة التي أصبحت من اهتمام كل المجتمعات البشرية اليوم واستجابة لتوصيات المنتظمات الدولية المهتمة بالتراث العالمي اللامادي وتجسيدا لما نص عليه دستور فاح يوليوز 2011 من ضرورة النهوض بتراثنا الأمازيغي من أجل جعله وسيلة ناجعة لتحقيق التنمية المستدامة.

الحسين أيت باحسين
باحث في الثقافة الأمازيغية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علامات استفهام وأسئلة -مشروعة- حول تحطم مروحية الرئيس الإيرا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن نبأ مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي




.. دعم وقلق.. ردود فعل على حادث طائرة الرئيس الإيراني


.. ردود فعل دولية وعربية بشأن وفاة الرئيس الإيرانى إثر حادث تحط




.. الشعب الإيراني مستاءٌ.. كيف تبدو الانطباعات الشعبية بعد موت