الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب الملك في واشنطن ينصت له جيدا ولكن.....

أسعد العزوني

2016 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



زيارات جلالة الملك عبد الله الثالني بن الحسين إلى واشنطن بخاصة والغرب بشكل عام ، ناجحة بكل المقاييس ، ويعتد بها ، ويتوجب على الجميع أن يبنوا عليها ، ولكن ....
معروف أن جلالة الملك يمتاز عن غيره من الحكام العرب ، بطلاقة لسانه باللغة الإنجليزية ، ومعرفته التامة بمواضع التأثير النفسي عند الغرب ، فيخاطبهم وفق مفاهيمهم ، ليوصل مفهومه إليهم ، وجها لوجه ، ومباشرة دون ترجمان يتلاعب بالنصوص لحاجة في نفس يعقوب.
آخر زيارة قام بها جلالة الملك إلى واشنطن ، سجلت نجاحا باهرا ، وفق الحسابات الواقعية ، وبعيدا عن المغالاة في النظرة ، سواء كانت سلبية أم إيجابية ، وهذا ما يؤكد أن هذه الزيارة وفي هذا الوقت بالذات ، حملت في طياتها الكثير الكثير .
بعد وصول جلالته إلى واشنطن ، نشر أن جلالته لن يتمكن من عقد قمة مع الرئيس الأمريكي أوباما ، بحجة إنشغالات الأخير وإزدحام جدوله ، وأنه سيتم فرز نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن للقاء جلالة الملك.
لكن الأمور تقاس بخواتيمها ، إذ أن القمة قد تمت ، وفي قاعدة عسكرية أمريكية ، ويقيني أن ذلك لم يتم لولا أن الرئيس أوباما ، علم أن لدى جلالة الملك ما يقوله ويستحق منحه الوقت الكافي الذي يليق بملك .
لو نظرنا إلى زيارات جلالة الملك لواشنطن على وجه الخصوص ، لوجدنا أنها متخمة بالمواعيد واللقاءات ذات الأهمية البالغة ، ولا تتعلق بالأردن فقط ، بل تركز على الوضع في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة منذ ما يزيد على قرن ، بعد زرع مستدمرة إسرائيل فيها عنوة ، ورغبة من القائمين على الجريمة ، أن يتخلصوا من يهود بحر الخزر ليبنوا دولا مسيحية خالصة خالية من اليهود .
لا يكتفي جلالته بلقاء الرئيس أوباما فقط ، مع ان هذه القمة تكفي ، ويسعى لها أي حاكم في هذا العالم ، أن يعود إلى بلده بعد قمة مع الرئيس الأمريكي ، لكن جلالة الملك يلتقي أيضا بصناع القرار الأمريكي ومفاتيحه ، من رجال كونغرس ، ومال وأعمال وإعلام ويتحدث إليهم بلسان خبير ، ينصحهم ويفتح مداركهم لخطورة سياساتهم الخارجية ، لمصلحة أمريكا والأردن والمنطقة ، ويشنفون آذانهم ويستمعون له جيدا ، ويقيني أن كلماته تتفاعل في دواخلهم بغد مغادرته القاعة لأنها من القلب إلى القلب .
ولا يكتفي جلالته أيضا بلقاء صناع القرار الأمريكيين فقط ، بل يحرص في معظم زياراته ، أن يخصص وقتا ليس بالقليل للقاء اللوبي اليهودي ذلك المفتاح الرئيسي لصانع القرار المريكي ، ويتحدث معهم بما يحدث ثورة في تفكيرهم وهزات في مشاعرهم ، بعد أن يكتشفوا أن هناك ملكا عربيا بهذه المدارك والجرأة على مخاطبة هؤلاء بالطريقة التي يفهمونها ، ويرطن معه بلكنة أمريكية يفهمون مداخلهل ومخارجها .
زبدة القول ، أن خطاب جلالة الملك في واشنطن ، وفي كافة محطات التنوير التي يقوم بها ، يفعل الكثير لدى الطرف الآخر الذي كان يحسب أن كلمته هي المسموعة فقط في واشنطن ، وأن وجهة نظره هي المقنعة ، ولهذا نجد يهود مستدمرة إسرائيل الخزرية يهاجمون جلالته على الدوام في محاولة لثنيه عن مواقفه .
لا يتصور الطرف الآخر أن هناك حاكما عربيا لديه مثل هذه المقدرة والبراعة في مخاطبة الوجدان الأمريكي والنجاح في تغيير وجهات النظر التي كانت إلى حد قريب معلبة ، بخصوص الموقف من مستدمر إسرائيل ، وقد نجم عن خطاب جلالته ولقاءاته حتى مع اللوبي اليهودي في واشنطن ، أن رأينا من يقول لنتنياهو :كفى عبثا ، وما عدنا علكة في فمك تعلكنا بين أضراسك.
هذا التحول يزعج قادة مستدمرة إسرائيل ، وفي يمقدمتهم نتنياهو الذي تحدى الرئيس أوباما في عقر داره ، وأهانه خلال زيارته قبل مدة حين صافحه على باب المكتب ، وأشار له لإلى موقع السيارة ، وهذا بطبيعة الحال لا يليق بمسؤول هو الأول ، أن يعامل مسؤولا يعد بمثابة ولي نعمته ، ولولا الدعم الأمريكي لمستدمرة إسرائيل ، لما كانت خارطة الشرق الأوسط بوضعها الحالي ، لكن من يتمعن في الموقف الإسرائيلي من الأم الحنون بريطانيا لن يستغرب من موقفها مع امريكا ، وها هي تغزل ناعما مع موسكو ، عدوة واشنطن.
كان يمكن لجلالته أن يذهب لواشنطن ومعه الوقت الكافي لبحث قضية محددة ، وهي التعنت الإسرائيلي ورفض قادة تل الربيع الوفاء بما وقعوا عليه مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، لكنه يذهب على الطائر الميمون وهو محمل بملفات ينوء عن حملها جبل ، وهي بطبيعة الحال الأوضاع المتفجرة في الشرق الأوسط ، وها نحن حاليا منشغلون بالصراع العربي- الإيراني الجديد ، والتدخل الروسي العسكري في سوريا ومهزلة الخوارج الجدد داعش ، نا هيك عن الوضع الإقتصادي الأردني السيء ، وبالتالي فإن قضية التعنت الإسرائيلي لا تأخذ حقها في النقاش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي تستهدفه الطائرات الحربية الإسرائيلية في ضاحية بيروت


.. مسيرة بمدينة نيويورك الأمريكية في ذكرى مرور عام على حرب إسرا




.. مشاهد تظهر حركة نزوح واسعة من مخيم -صبرا وشاتيلا- بعد الغارا


.. مشاهد توثق موجة نزوح كثيفة من مخيم صبرا وشاتيلا بعد الغارات




.. سقوط أكثر من 25 غارة إسرائيلية ليلية على الضاحية الجنوبية لب