الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النواطير الجدد

ابو الفضل علي

2016 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لكل وطن نواطير يصونونه من العاديات ويدافعون عنه فالوطن هو الدين في حياة الفرد، وحب الوطن هو ركيزة الوفاء ، فنحن اولا وآخراً مدينون للوطن والرب ، كون الوطن هو المأوى في التجرد بالمعنى وكون الروح هي هدية الرب التي تتسامى في معانيها لتنقلنا الى الارتقاء في فهم معاني الانتماء للوطن فكلما تسامت الارواح كلما تسامى معنى الوطن وخرج من معنى التجريد الى معنى الدين والولادة ، لكن المصالح تدفع البعض الى الخيانة العظمى بحق الوطن ، فنجد بعض الافراد يمتهن الرذيلة ليرتمي في حضن الهويات الاخرى مبتعداً عن دوره الرسالي والتأريخي والوطني من اجل حفنة دولارات بعد أن فقد توازنه الانساني والوطني ليفقد بعد ذلك حس الارادة ولتضيع عنده مقاييس المواطنة وليكون عاملا مشاركاً في القهر الاجتماعي للوطن ،اولئك هم ليسوا نواطير الوطن بل هم نواطير على مصالح المتربصين به ورغم ان الاتهامات كانت متوجهة ( كلاسيكيا ) نحو نواطير الغرب الا اننا نجد نواطير جدد ظهروا على الساحة السياسية وبذلك لم يعد نواطير الغرب وحدهم من يسرح ويمرح بل اصبح لدينا نواطير لكل الاتجاهات بل احيانا نجد نواطير مزدوجي الهوية ويعملون لعدة جهات في آن واحد ورغم انهم يظنون ان التأريخ اخرس الا اننا نراه ناطقاً وإن كان مكرها على الهمس في بعض الاحيان ، وما كان من دخول القوات التركية الى اراضينا الاّ مثالا واضحا على النواطير الجدد اللذين تعفنت ذممهم كون الانتهازية والفئوية ايدلوجية اتخذوها وليسقطوا كالأذلاء في خانة مخابرات الآخرين ،في تصريح للرئيس التركي أردوغان وهو يصف النائب التركي ديمرتاش بالخيانة كونه طالب بالحكم الذاتي للاكراد ، فبماذا يصف اردوغان نواطير تركيا من بعض السياسيين في العراق ؟! نحن نرى ان هؤلاء العبيد لايصنعون مستقبل العراق وانهم سيتعفنون داخل دروعهم فهم غير قادرين على تحرير الموصل كون التحرير يحتاج الى الاحرار الاقوياء ولايحتاج الى من يقف في طوابير الرذيلة والنفاق السياسي ، ان الاحرار الاقوياء هم نواطير العراق المخلصين الذين لايتعالى عليهم المال والساعين الى تحرير الضعفاء من الذل والتعسف ، وضرب الظلم على خرطومه ، من اجل هؤلاء تتوهج الشمس وينير القمر دروب الباحثين عن الحقيقة ، إن نواطير العراق هم من وضعوا أذانهم على قلوب الفقراء والمظلومين ليحافظوا على معاني النبل والايمان فعلا وليس قولا فحسب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب