الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميشال سماحة ... مرشح الاسد للرئاسة اللبنانية

مسعود محمد

2016 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


فاروق مردك بك المفكر السوري كتب على طريقة القاص السوفياتي غوغول وبمستوى عالي من السخرية المؤلمة التي كثيراً ما تبكي بدل ان تضحك من شدة الألم الذي تسببه تلك الحقيقة التي يسخر منها وبما يشبه النبؤة " نوّه بعد ظهر اليوم الجنرال علي المملوك، في تصريحٍ أدلى به إلى وكالة الأنباء الدوليّة "روسيا اليوم"، بنزاهة القضاء اللبناني، و قال إنّ الرئيس الأسد لم يتّخذ بعد قراراً نهائيّاً في صدد تعيين السيّد ميشال سماحة رئيساً للجُمهوريّة اللبنانيّة". لا يتصف الاستاذ فاروق مردم بك بالخفة، فهو يعلم ما يقول، الا انه يتصف بقدرة كبيرة على السخرية بمنطق وادب ولطف مما هو بعكس المنطق، وتسابق قيادات 14 آذار الموصوفة بالسيادية، على ترشيح حلفاء سوريا لرئاسة الجمهورية هو قمة سخرية القدر، والاستخفاف بدم شهداء ثورتي الأرز وسوريا، لذلك رسم الاستاذ فاروق بقلمه الساخر بصورة درامية تظهر مدى الانحدار الذي وصلت اليه سياسة استقلاليي لبنان، وتلفت نظرهم الى ان تناطحهم قد يؤدي الى ما هو اسؤ من إطلاق سراح المجرم سماحة وهو ان يفاجئهم الرئيس السوري بشار الأسد، بحسم السباق الرئاسي الى قصر بعبدا بترشيح سماحة لرئاسة الجمهورية اللبنانية ولو إضطر الى تعديل القانون لمرة واحدة واستثنائية بسبب مقتضيات الظروف وعدم انتماء سماحة للطائفة المارونية، لأن الرئيس في لبنان حسب الدستور ماروني.
وزير العدل السابق شكيب قرطباوي كان قد أعلن في 11/8/2012 ان السلطات اللبنانية أحالت وزيرا سابقا (ميشال سماحة) للقضاء بتهمة التخطيط لتفجيرات لصالح نظام الأسد الذي يتعرض لثورة تطالب بإسقاطه. اليوم 14 يناير 2016، قررت محكمة التمييز العسكرية صباحاً بالاجماع إخلاء سبيل سماحة بكفالة مالية عالية وقرار معلل. وقدرت الكفالة المالية التي حددتها المحكمة للافراج عن سماحة بـ 150 مليون ليرة، شرط أن يتعهد سماحة بحضور كل الجلسات.
بيروت أوبزرفر كان لها شرف ات تكون اول من كشف ألاعيب المجرم ميشال سماحة وتعاونه مع الأمن السوري، ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، للإيقاع بمعارضي ذلك النظام المجرم، والإنتقام من القوى السيادية التي حررت البلد من هيمنة جيشه وإخراجهم منه مُهانين مطأطأي الرأس بعد اكثر من ثلاثين عاماً من احتلالهم لها. وصولاً الى التخطيط لفتنة مذهبية، لو قدر لها ونفذت لسرعت تفجير البلد نتيجة الإحتقان الطائفي، وشعور فئة كبيرة من اللبنانيين بفوهة بندقية حزب الله الموجهة الى رأسهم. دخلت بيروت أوبزرفر بقلم كتابها بمواجهة مفتوحة مع سماحة عبر الإعلام، فعمل على تهديد كتابها، وفتح النار على الموقع عبر إطلالاته الإعلامية، كاتب هذا المقال هو أحد ضحايا تلك المواجهة، حيث نشرت صورته بخلفية علم إسرائيلي واتهم بالتعامل معها، لأنه رفض هيمنة الجهاز الأمني السوري اللبناني على البلد وقال لهم بحبر قلمه وأعلى صوته، "لبنان أولاً" وأقسم قسم جبران بان يعمل على ان يبقى شعب لبنان مسلمين ومسيحيين موحدين الى أبد الآبدين. وعمل بوحي الشهيدين جورج حاوي، وسمير قصير، الأول عندما قال " ان ثورة الأرز لن تنجح طالما لم يسقط أميل لحود رأس النظام الأمني اللبناني السوري" وتحولت تلك الدعوة الى شبه وصية بأن لا يسمح بوصول رئيس يشبه لحود الى قصر بعبدا بعد خروجه منه ومن هنا كان اعتراضه على ترشيحي إفرنجية وعون، والثاني عندما قال " ان ربيع العرب حين يزهر في بيروت إنما يعلن اوان الورد في دمشق". فرفع علم ثورة الأرز بيمينه، وعلم الثورة السورية بيساره، وجعل من جسده جسراً يربط البلدين يعبر عليه الثوار ليحققوا الربيع ويسقطوا الدكتاتور القابع في قصر المهاجرين. أشار بقلمه الى حزب الله بصفته حامياً للمتهمين بقتل شهداء ثورة الأرز، وذكر ان ذلك الحزب قد قتل سابقاً مقاومين وطنيين وهم يتجهون الى قتال اسرائيل، ومفكرين يساريين لرفضهم وجهه الطائفي، وقراره بتحويل لبنان الى تابع لولاية الفقيه. كلفه ذلك تهديداً لحياته وعائلته، وحرماناً من لبنان لأكثر من خمس سنوات. اليوم صدم كاتب المقال، ككافة اللبنانيين الشرفاء، بأن المجرم برأ من جريمته بموجب قرار جماعي فبرك في المحكمة العسكرية، مما شكل سابقة بتاريخ القضاء اللبناني، تجعل منه مشرعاً للإجرام بدل ان يكون محاكماً للمجرمين. دولة الرئيس فؤاد السنيورة قال عن قرار إطلاق سماحة " ان القرار جاء مناقضاً للعدل والعدالة وللحق والمنطق، ليقدم هدية للمجرم على طبق من ذهب. وهو يشكل اساءة كبيرة للقضاء والقانون ولمنطق قيام المؤسسات في لبنان، لانه عملياً يشجع المجرمين على الاستمرار في ارتكاب جرائمهم ويشعرهم بأن في استطاعتهم ان يكونوا خارج الحساب والمحاسبة". ورأى ان "هذا القرار الجائر بحق العدالة يأتي بالفعل تشجيعاً للمجرمين ولاولئك الذين يخططون لارتكاب الجرائم على المضيّ في هذا السبيل ويأتي ايضاً تزهيداً للمواطنين المطالبين بالدولة العدالة والقادرة، بإمكانية تحققها".
كتبت مستشارة قائد القوات اللبنانية السيدة أنطوانيت جعجع على صفحتها " عذراً وسام الحسن لم نعلم ان ثمن استشهادك 150 مليون ليره لبنانية، وأكلة صبير" وهي كانت تلمح الى قيمة الكفالة التي فرضت على سماحة لإطلاق سراحه، فالشهيد وسام الحسن هو مهندس كشف الوجه الأمني لسماحة وعمل على إيقاعه والقبض عليه، وكان بالتوقيع على القبض عليه، وفضح ادوار القيادات الأمنية السورية المخلة بالأمن في لبنان بمن فيهم ادوار رأس النظام الأمني السوري اللواء علي المملوك، كمن وقع على قرار اغتياله، من قبل قيادة النظام السوري.

إطلاق سماحة لحظة سوداء في تاريخ لبنان، وهي فرصة لتلك القوى التي قالت انها سيادية لتستفيق من نومها العميق وتلتفت الى ما يخطط لتغيير وجه لبنان الديمقراطي الحر، ليكون محكوماً بنسخة مشوهة من النظام السوري. انها لحظة للوقوف والمراجعة، لإعادة الإعتبار لشهدائنا، لإعادة الإعتبار لثورة الأرز التي دفنت بحماقات قياداتها مرة بالنوم في قصر طاغية دمشق الذي أمر بقتل شهدائنا، ومرة أخرى بالتناطح والتسابق على ترشيح حلفاء طاغية دمشق لرئاسة لبنان.
ليتوجه الشعب اللبناني الى المحكمة العسكرية، ويحاصرها بالأعلام اللبنانية، ويرفض فك الحصار عنها لحين إسقاط أولئك الضباط الخونة الذين خانوا قسمهم بالحفاظ على علم لبنان، عبر توقيعهم على قرار إطلاق المجرم ميشال سماحة. وليحاسب أولئك الذين ائتمنهم على دماء شهداءه، حتى لا يستخفوا بها ويرشحوا من هو مسؤول بشكل او بآخر عن اهدار تلك الدماء.
" ما حدن اكبر من بلده" هكذا كان يقول الرئيس الشهيد رفيق الحريري ان البلد بحاجة لإعادة الاعتبار لثورة الأرز وانتخاب رئيس حلم يشبه لبنان الذي نتمناه يشبه حلم احرار لبنان " نسيب لحود".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة