الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتفال ب-السنة الأمازيغية- من أجل تجديد الارتباط بالأرض وبالبيئة

الحسين أيت باحسين

2016 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ثلاثة أسئلة حول السنة الأمازيغية من طرف "وكالة المغرب العربي للأنباء" المغربية
(ذ. إبراهيم بن حمو)

طلب مني أن أقدم باختصار؛ من خلال هذه الأسئلة الثلاث التي طرحها علي الأستاذ الإعلامي السيد إبراهيم بنحمّو؛ "السنة الأمازيغية" من حيث دلالاتها ومن حيث الطقوس والعادات والتقاليد التي ترافق الاحتفال بها وكذا من حيث مدى إمكانية اعتبار يوم الاحتفال عيدا رسميا ويوم عطلة مؤدى عنه استجابة لمطلب الحركة الأمازيغية.

1- ما هي الدلالات التي يكتسيها الاحتفال بهذه المناسبة؟
أولى الدلالات التي يكتسيها الاحتفال بهذه المناسبة هي أن هذا الاحتفال يتقاسمة المغاربة، سواء منهم الناطقون بالأمازيغية أو غير الناطقين بها؛ بل يتقاسمه المغاربة مع كثير من مناطق شمال إفريقيا، ويشكل بذلك إحساسا بقواسم مشتركة بين هذه الدول.
ومن بين دلالاته أيضا:
- الاعتزاز بالخصوصيات الثقافية والهوياتية في مواجهة عولمات جارفة محتملة لهذه الخصوصيات،
- الاعتزاز بالعمق التاريخي للمجتمع المغربي وللمجتمعات التي تتقاسمه معه،
- تكريس التضامن الذي يُتّخذ كأرضية للاحتفال،
- إبراز التنوع الثقافي المميز للمجتمع المغربي والالتحاق بنادي الشعوب التي تضيف لأعيادها الدينية والوطنية احتفالا بيئيا نظرا لما تشكله قضايا البيئة في عصرنا الحالي من أهمية حاضرا ومستقبلا،
- الوعي بضرورة خلق الانسجام مع البيئة،
- التعود على تدبير الندرة أو القلة،
- تمرير الذاكرة التاريخية للأجيال المستقبلية.

2- هل من توضيح بخصوص بعض الطقوس والعادات والتقاليد التي ترافق الاحتفال بالسنة الأمازيغية؟
في ما يتعلق بالطقوس والعادات والتقاليد المصاحبة له، تجدر الإشارة إلى ملاحظتين أساسيتين:
- الأولى تتجلى في كون تلك الطقوس والعادات والتقاليد تتنوع بتنوع مناطق المغرب،
- الثانية تتجلى في كونها ترتبط بالطبيعة والبيئة وتستمد بعضها من الطقوس والعادات والتقاليد التي كانت؛ ولا زال البعض منها؛ مرتبطا بفصول السنة كما هو الشأن لطقوس الخصوبة في فصل الربيع وطقوس الماء والنار في فصل الصيف وطقوس الاستسقاء في فصل الخريف وطقوس التضامن في فصل الشتاء.
لكن لهذا الاحتفال طقوس يكاد يختص بها، بالرغم من الارتباطات مع بعض تلك الطقوس الفصلية، وهي:
- الطقوس التحضيرية الخاصة بكل ما يقام من أجل توفير ما يستلزمه الاحتفال،
- الطقوس التطهيرية المتعلقة بكل ما يقام من أجل التخلص منه قبل دخول السنة الجديدة تيمنا تيمنا في التخلص مع كل ما هو سلبي في السنة المنصرمة وتيمنا في استقبال كل ما هو إيجابي في السنة المقبلة،
- الطقوس التغذوية المتمثلة في تحضير أطباق جد متنوعة، بحسب تنوع المناطق ومواد التحضير الموجودة بكل منطقة وأخذا بعين الاعتبار دلالات هذا الاحتفال المشار إليها أعلاه،
- الطقوس التجميلية التي تضيف بهجة للاحتفال والتي يلجأ إليها الجميع ...
- الطقوس الصيدلية التي تتمثل في قطف أنواع من النباتات وغسلها وتجفيفها وتيبيسها ومزجها بمواد أخرى كالعسل وغيره قصد تهيئ أدوية يتم اللجوء إليها عند الضرورة،
- الطقوس الرمزية التي تتجلى في كل ما من شأنه تنشئة الأطفال تنشئة ثقافية واجتماعية على الموروث الثقافي المرتبط بدلالات هذا الاحتفال.

3- هل يمكن لهذه الذكرى أن تصبح يوما عيدا وطنيا في المغرب في ظل تنامي مطالب الحركة الأمازيغية بهذا الشأن؟
نظرا لكون هذا الاحتفال عيدا شعبيا ووطنيا ومدنيا وبيئيا؛ ونظرا لكون المنتظم الدولي مقبل على أجيال جديدة من حقوق الإنسان مثل الحق في البيئة والحق في الأمن، بما في ذلك من حق في الأمن الثقافي والحق في تملك التراث ( (Patrimonialisation ونظرا لكون المغرب سيستقبل الدورة الثانية الاتفاقية الدولية لحماية البيئة، وتثمينا للفلاح المرتبط ارتباطا وطيدا بالطبيعة وبقضايا البيئة وللمرأة التي حافظت بهذا الموروث الثقافي العريق ومساهمة في تمرير الذاكرة التراثية والثقافية لأجيالنا المستقبلية؛ فالأمر (أي أن تصبح الذكرى يوما عيدا وطنيا في المغرب، بل وفي مناطق أخرى من شمال إفريقيا).

الحسين أيت باحسين
باحث في الثقافة الأمازيغية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهمت تركيا في العثور على مروحية الرئيس الإيراني المحطمة


.. كأس الاتحاد الأفريقي: نادي الزمالك يحرز لقبه الثاني على حساب




.. مانشستر سيتي يتوج بطلا لإنكلترا ويدخل التاريخ بإحرازه اللقب


.. دول شاركت في البحث عن حطام مروحية الرئيس الإيراني.. من هي؟




.. ما المرتقب خلال الساعات المقبلة حول حادثة تحطم طائرة الرئيس