الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في شأن الملابس الداخلية الليبي(1): العويلة الحمر............لن يأتوا !!

احمد الحسين التهامي

2016 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


مقال في السياسة الليبية
تعليقا على حدث زليتن...
في شأن الملابس الداخلية الليبي (1)
العويلة الحمر ........لن يأتوا !!
للكاتب احمد الحسين التهامي
لست مع حكومة التوافق... ولست ضدها .. لكنني مع اجراء حساب دقيق وتفصيلي لمجريات المشهد السياسي الليبي الحالي .. ولو انني تورطت في نظرة مثالية للأمور لكنت طالبت السياسيين الليبيين الحاليين بالتوقف عن الكذب!!ولكنني اعلم جيدا ان النظرة المثالية هي منتج ذهني تطوره الطبقة الوسطى في أي مجتمع لتعالج المسافة الفاصلة بين الواقع والحلم عندها !! ومن جهة اخرى ومع انني اعتبر كل السياسيين الليبيين مراهقي سياسة !! عديمي خبرة !! فأنهم مع حداثة سنهم في السياسة نجحوا في تسويق الوهم الكامل للتدخل الاجنبي ليس من خلال خطاباتهم المباشرة فهي اكثر رداءة منهم !! بل من خلال مجريات مسرحية التفاوض الطويل الامد التي يمثلونها منذ مدة نجحوا في تسويق الكثير حتى وصل الى اكثر اعماق المجتمع الليبي هشاشة وطراوة !! وخاصة منذ مسرحية توقيع اتفاق الصخيرات تحت اشراف المراهق الاممي الاكبر برناردينو ليون.. حيث شاع لدى الكثيرين ان الدول الغربية تدعم الاتفاق وهي على استعداد لإرسال جنودها الى ليبيا لدعم تنفيذه وفرضه وتطبيقه !! ووصل الامر الى حد ان بروليتاري رث ليبي يقول: يبوا يلعبوا معا العويلة الحمر هاذوم!! تعليقا على ماجرى في زليتن والقصد بالفصحى هو السخرية ممن يريدون رؤية ملابس رئيس حكومة التوافق الداخلية واعتباره أي الرئيس مدعوما من العويلة الحمر وهو تعبير ليبي بروليتاري رث يعني تحديدا جيوش الغرب الإمبريالي !! فتخيلوا معي الى أي حد نجح هولاء في تسويق الوهم وشخصيا فأنني جد مؤيد لاتفاق الليبيين ومؤيد ومحب ايضا وربما حتى مصلحتي الشخصية(باعتباري كاتب سيناريو عاطل حاليا) تقتضي ان يتصالح الليبيون وان ينتشر فوقهم وعلى جنوبهم ومن تحت ارجلهم حتى!!أريج المحبة والود.. ولكن...حساب الرغبات الخاصة شئ وحساب السياسة والأمر الواقع شئ اخر تماما!!و من جملة حساب الواقع ان الدول الغربية جميعها فيما عدا ايطاليا لم تعبر يوما عن رغبتها في ارسال جنودها الى ليبيا !! وحتى ايطاليا التي سبق لها وعبرت اشترطت صدور قرار من مجلس الامن ومشاركة الدول الغربية الاخرى في التدخل! وعلي قولة المثل الليبي الشعبي : (ياعمتي قولي لسيدي!!) وهذا الامر أي اجراءت مجلس الامن سبق اختبارها فعرضت على المجلس اسماء معرقلي الحوار المفترضين وتم تجاهل الامر وطواه النسيان !! ومن جهة اخرى فان هذه المنظمة الراعية للحوار الليبي (الامم المتحدة) سبق وجربت عدة مرات في قارات عديدة الفشل الذريع في حل مشكلات الحروب الاهلية ومالصومال عنا ببعيد !! وقد بلغت ازمتها من العمر عتيا !! ثم هناك التجربة الفاشلة للأمم المتحدة في العراق التي كانت ضمن اولويات السياسة الامريكية ومع ذلك لم تنجح لا الامم المتحدة ولا الولايات المتحدة في دفع خطر داعش عن العراق بل وصل الامر ان ارتضت الولايات المتحدة بتسليم العراق حكومة وشعبا وأرضا وبترولا للميليشيات الشيعية التابعة لايران !! تخيلوا الى هذا الحد لا تفكر الولايات المتحدة في ارسال جنودها الى خارج حدودها !! الى حد تسليم العراق لايران !! هنا في هذه اللحظة بالذات قد يعترض البعض مذكرا بحقائق هامة فيقول:( لكن هذه ليبيا وليست العراق... انها الساحل الجنوبي لاوربا ) وسيكون محقا جدا في فهمه للجغرافيا والكثير من احداث السياسة يتوقف فهمه على فهم الجغرافيا لكن...!! الحيوية والاندفاع السياسي ماتا في اوربا بالسكتة القلبية بعد الحرب العالمية الثانية و ولدا في امريكا حتى وصل بها الامر الى شن حربين في ان واحد في العراق وأفغانستان فدفعت خسارة امكانية حسمهما لتتعلم الدرس الثمين والذي تعلمته اخيرا... ومفاده ان المنظمات الارهابية تفرح فرحا شديدا حين ترسل امريكا جنودها الى خارج حدودها !! واختارت بانتخاب الرئيس اوباما الا تفعل هذا مجددا! وفيما اغلب دول اوربا على حافة اعلان افلاسها تتزايد المصاعب المالية الداخلية للولايات المتحدة وهذا يعني العجز عن تمويل أي حرب! كل هذا من ناحية واحدة اما الناحية الاخرى فان القوى البحرية لأوربا تقف على بعد امتار من الساحل الليبي مستعدة لإيقاف أي خطر داهم يجتاز البحر فماهي الحاجة اذن لإحراق الجنود في الصحراء القاحلة !!..
الامر الذي لابد ان يفهمه الليبيون اولا وأخيرا هو ان لهذه الدول الغربية اصدقاء وحلفاء وعملاء حتى داخل ليبيا وهولاء هم عامل مد سطوة هذه الدول الى عمق الاراضي الليبية فينقلب هكذا التدخل الاجنبي المفترض خارجيا الى جزء صغير من اللعبة السياسية الليبية الداخلية التي تجري في الزمن الضائع !! أي ان العويلة الحمر هم الان عمليا متورطون الى اعناقهم في الازمة الليبية !! لذا فعلى المراهنين على نجاح حكومة التوافق التوقف عن النط والقفز فرحا بها وإنزال ارجلهم الى الارض الصلبة! ليتأملوا الواقع المر.. ولأنني رجل واقعي جدا فأنني اعرف جيدا ان الكذب هو زاد السياسيين في كل مكان وليس في ليبيا فقط وحتى في اكثر الديمقراطيات العتيقة يكذبون لكن الفارق في الخبرة طبعا .. ولأنني واقعي جدا اعرف انه يوما ما سيكذب علينا سياسيونا وسيصعب علينا ان نكتشف كذبهم فحتى هم .. حتى هم سيتقنون يوما حرفتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم