الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفيتو الأمريكي سيف مسلط على رقاب العرب!!
محمود سعيد كعوش
2016 / 1 / 17مواضيع وابحاث سياسية
الفيتو الأمريكي سيف مسلط على رقاب العرب!!
محمود كعوش
لا أعتقد أن عاقلاً عربياً واحداً لم يصل بعد كل هذه المعاناة المريرة والأليمة مع السياسة الأمريكية الى قناعة تامة بأن الولايات المتحدة لم ولن تسعى يوماً في تعاطيها مع ملف الصراع العربي - الصهيوني لغير خدمة احتكاراتها ومصالحها في دائرة الاستراتيجية الأمريكية الأعم والأشمل التي يمثل كيان العدو الصهيوني فيها وضعاً خاصاً ومميزاً، باعتبار أنه يشكل القاعدة الأمامية والوحيدة المعتمدة والموثوقة من قبلها في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الوطن العربي بالطبع.
في ظل هذه السياسة الحمقاء التي تبنتها جميع الادارات الأمريكية التي تعاقبت على السلطة في واشنطن تقريباً منذ الولادة القيصرية لكيان العدو في خاصرة الوطن، يمكن القول دون أدنى عناء أو تردد إنه مهما بلغ حجم التنازلات التي يقدمها النظام الرسمي العربي بما فيه السلطة الوطنية الفلسطينية فإن الولايات المتحدة لن تسعى في مطلق الأحوال لغير تحقيق أحلام هذا الكيان اللقيط وطموحاته التوسعية العدوانية غير المشروعة، التي تشغل عقل وقلب رئيسها الحالي باراك أوباما مثلما شغلت عقول وقلوب من سبقوه الى البيت الأبيض، وبالأخص منذ عقد الستينات في القرن الماضي.
وفي الوضعية الشاذة التي تحولت معها الادارات الأمريكية الى رهائن بأيدي المتنفذين من الصهاينة والمتصهينين في منظمة “ايباك” والكونجرس الأمريكي ومطبخ القرار الأمريكي الخاص بملف الصراع العربي - الصهيوني الذي تسيطر عليه حفنة من المحافظين اليمينيين المتطرفين، تسقط أي مراهنة على احتمال أن يطرأ تبدل جذري أو حتى نسبي على السياسة الأمريكية المنحازة بشكل سافر وأعمى لكيان العدو الصهيوني. وفي اطار هذه السياسة تجيء المواقف الأمريكية المتعاقبة ضد العرب وقضاياهم في مجلس الأمن الدولي، والتي شكلت على حد قول بعض خبراء السياسة الدولية “سجلاً أمريكياً أسود”.
فمنذ عدوان 5 يونيو/ حزيران 1967 وحتى يومنا هذا، استخدمت الإدارات الأمريكية التي تعاقبت على السلطة في واشنطن حق النقض "الفيتو" أكثر من ثمانين مرة ضد مشاريع قرارات عربية واسلامية ودولية طالبت بإدانة كيان العدو على ممارساته العدوانية ضد العرب عامة والفلسطينيين خاصة وتأييد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، في حين صوّتت ضد عشرة قرارات تنتقد جنوب افريقيا وثمانية تتصل بناميبيا وسبعة تتصل بنيكاراجوا وخمسة أخرى تتعلق بفيتنام.
وكي نتذكر دائماً ولا ننسى أبداً، تستوجب الضرورة ذكر أهم مشاريع القرارات هذه مع الاشارة باختصار الى الوقائع والأحداث التي افترضت صدورها:
في يونيو/ حزيران 1967 صوتت واشنطن للمرة الأولى ضد القرار الدولي الذي صدر اثر عدوان الخامس من ذلك الشهر الذي شنه الجيش الصهيوني ضد ثلاثة من البلدان العربية هي مصر وسوريا والأردن والذي قضى بانسحاب القوات المتحاربة الى خطوط الهدنة السابقة.
في 26 يوليو/ تموز 1973 اعترضت واشنطن على مشروع قرار تقدمت به الهند وإندونيسيا وبنما وبيرو والسودان ويوغسلافيا وغينيا يؤكد حقوق الفلسطينيين في أراضيهم، ويطالب كيان العدو بالانسحاب من الأراضي التي اغتصبها جيشه.
في 8 ديسمبر/كانون الأول 1975 صوتت واشنطن ضد مشروع قرار يدين شن "إسرائيل" ضربات جوية على لبنان.
في 26 يناير/كانون الثاني 1976 صوتت ضد مشروع قرار ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير ويدعو "إسرائيل" للانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينة.
في 25 مارس/آذار 1976 صوتت ضد مشروع يدعو "إسرائيل" للالتزام بحماية الأماكن المقدسة.
في 29 يونيو/حزيران 1976 صوتت ضد مشروع قرار يؤكد حق الشعب الفلسطيني في عودة اللاجئين وحقه في تقرير المصير.
في 25 يناير/ كانون الثاني 1978 استعانت واشنطن بحق النقض “الفيتو” لمنع قرار تقدمت به باكستان وبنما وتنزانيا ورومانيا ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير واقامة دولة مستقلة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.
في 30 أبريل/ نيسان 1980 أجهضت واشنطن مشروع قرار تقدمت به تونس نص على ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
في 20 يناير/ كانون الثاني 1982 استخدمت واشنطن “الفيتو” ضد مشروع قرار كان يقضي بفرض عقوبات على كيان العدو لضمه مرتفعات الجولان السورية دون وجه حق.
في 20 أبريل/ نيسان من ذات العام 1982 استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار عربي بإدانة حادثة الهجوم على المسجد الأقصى.
في 8 يونيو/حزيران من ذات العام أيضاً صوتت ضد مشروع قرار يدعو "إسرائيل" إلى سحب قواتها من لبنان.
في 25 يونيو/ حزيران من ذات العام كذلك استخدمته ضد مشروع قرار فرنسي بشأن الاجتياح الصهيوني للبنان.
في 26 يونيو/حزيران 1982 صوتت ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري لأعمال العنف في لبنان.
وفي 6 أغسطس/ 1982 كذلك عرقلت صدور قرار يدين الكيان الصهيوني العنصري جراء سياساته التصعيدية في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في لبنان، وصوتت ضد مشروع قرار يدين عدم التزام "إسرائيل" بقراراي مجلس الأمن 516 و517 .
في 15 فبراير/ شباط 1983 صوّتت واشنطن ضد مشروع قرار استنكر مذابح مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا التي أشرف عليها الإرهابي الصهيوني إرييل شارون، ونفذتها فصائل تابعة لجيش الاحتلال المجرم بالتعاون مع ميليشيا حزب الكتائب اللبناني الذي كان متواطئاً، بل متآمراً، مع حكومة تل أبيب.
في 2 أغسطس/آب 1983 صوتت ضد مشروع قرار يعتبر بناء المستوطنات "الإسرائيلية" غير شرعي.
في 6 سبتمبر/أيلول 1984 صوتت ضد مشروع قرار يدعو "إسرائيل" إلى احترام سيادة واستقلال لبنان.
في 12 مارس/آذار 1985 صوتت ضد مشروع قرار يدين الممارسات "الإسرائيلية" ضد المدنيين في جنوب لبنان.
في 13 سبتمبر/أيلول 1985 صوتت ضد مشروع قرار يستهجن الإجراءات القمعية "لإسرائيل" ضد السكان العرب.
في 17 يناير/كانون الثاني 1986 صوتت ضد مشروع قرار يدين الممارسات "الإسرائيلية" ضد المدنيين في جنوب لبنان.
في 30 يناير/كانون الثاني 1986 صوتت ضد مشروع قرار يدين الانتهاكات "الإسرائيلية" للمسجد الأقصى، ورفض اعتبار القدس عاصمة "لإسرائيل"، ويدعوها للالتزام بحماية المقدسات الإسلامية.
في 6 فبراير/شباط 1986 صوتت ضد مشروع قرار يدين اعتراض "إسرائيل" لطائرة ليبية.
في 18 يناير/ كانون الثاني 1988 استخدمت واشنطن “الفيتو” ضد مشروع قرار دعا الى استنكار الاعتداءات العسكرية الصهيونية على جنوب لبنان وطالب حكومة تل أبيب بوقف التعديات على الأراضي اللبنانية.
في 1 فبراير/شباط 1988 صوتت ضد مشروع قرار يدعو "إسرائيل" للموافقة على تطبيق اتفاقيات جينيف الأربعة، ويطالب بالحد من عمليات الانتقام "الإسرائيلية" ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
في 15 أبريل/نيسان 1988 صوتت ضد مشروع قرار يحث "إسرائيل" على الالتزام باتفاقيات جينيف الأربعة، ويدين الاحتلال لاستخدامه سياسة القبضة الحديدية تجاه الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة في أعقاب طردها ثمانية فلسطينيين.
في 10 مايو/أيار 1988 صوتت ضد مشروع قرار يدين غزو القوات "الإسرائيلية" لجنوب لبنان.
في 14 ديسمبر/كانون الأول 1988 صوتت ضد مشروع قرار يدين الهجوم "الإسرائيلي" على الأراضي اللبنانية الذي حدث في التاسع من ذات الشهر.
في 1 فبراير/ شباط 1989 أوقف “الفيتو” الأمريكي جهود مجلس الأمن لاصدار بيان يرفض ممارسات جيش الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويدعو حكومة العدو الى الالتزام باتفاقية جنيف الخاصة بحقوق المدنيين في زمن الحرب.
في 17 فبراير/شباط 1989 صوتت ضد مشروع قرار يدين السياسات "الإسرائيلية" والممارسات في الأراضي المحتلة.
في 9 يونيو/حزيران 1989 صوتت ضد مشروع يدين السياسات "الإسرائيلية" والممارسات في الأراضي المحتلة.
في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1989 صوتت ضد مشروع قرار يدين السياسات "الإسرائيلية" والممارسات في الأراضي المحتلة.
في 31 مايو/أيار 1990 أحبط “الفيتو” الأمريكي مسعى لارسال لجنة دولية لتقصي الحقائق حول الممارسات القمعية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في أراضيه المحتلة قامت به مجموعة دول عدم الانحياز من خلال تقديمها مشروع قرار بهذا الشأن لمجلس الأمن الدولي.
في 17 مارس/ آذار 1995 أفشل “الفيتو” الأمريكي مشروع قرار طالب حكومة كيان العدو بوقف قرارها الخاص بمصادرة 53 دونماً من الأراضي في المدينة المقدسة.
في 7 مارس/ آذار 1997 أعاقت واشنطن صدور قرار طالب حكومة الصهاينة بوقف أنشطتها الاستيطانية في شرق القدس المحتلة.
في 27 مارس/ آذار 2001 استخدمت واشنطن حق النقض لمنع مجلس الأمن من اصدار قرار يسمح بإنشاء قوة مراقبين دوليين لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
في 14 ديسمبر/كانون الأول 2001 صوتت ضد مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري لأحداث "العنف الإسرائيلية – الفلسطينية".
في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2002 أحبطت واشنطن مشروع قرار اقترحته سوريا لادانة قتل القوات الصهيونية عدداً من موظفي الأمم المتحدة، وتدميرهم المتعمد لمستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل ذلك بشهر واحد فقط.
في 16 سبتمبر/ أيلول 2003 أفشلت واشنطن من خلال استخدامها “الفيتو” مشروع قرار لحماية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عقب قرار الكنيست الصهيوني الذي قضى بالتخلص منه.
في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2003 صوتت ضد مشروع قرار يمنع "إسرائيل" من توسيع سياج الأمن، وهو الجدار الذي أقامته على الأراضي الفلسطينية.
في 25 مارس/ آذار 2004 صوتت واشنطن لاسقاط مشروع قرار يدين الدولة العبرية على قيامها باغتيال المجاهد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية “حماس”.
في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2004 صوتت ضد مشروع قرار يطالب الاحتلال بوقف عمليات الاستيطان والانسحاب من قطاع غزة.
وفي 13 يوليو/ تموز 2006 فشل مجلس الأمن في تبني قرار طالب بإطلاق سراح الجندي الصهيوني المحتجز من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة مقابل اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وذلك بسبب الموقف الأمريكي المتعنت.
أما ال “لا” الأمريكية التي جاءت في ذات العام فكانت ضد اصدار ثلاثة قرارات تتعلق بالحرب العدوانية على لبنان: الأول عقب القتل المتعمد لأربعة مراقبين من قوات الطوارئ الدولية، الثاني عقب مجزرة “قانا” الثانية، والثالث ضد وقف اطلاق النار، وهو ما عنى في حينه منح جيش الاحتلال الصهيوني فرصة اضافية لمتابعة عدوانه واستكمال تنفيذ الخطة الأمريكية الصهيونية من خلال استراتيجية "الأرض المحروقة" التي نفذها في لبنان وبالأخص في جنوبه.
في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2006 صوتت ضد مشروع قرار يدين المجزرة التي ارتكبتها "إسرائيل" في بيت حانون بقطاع غزة وأسفرت عن استشهاد 20 فلسطينياً وإصابة العشرات.
وفي 18 مارس/آذار 2011 صوتت ضد مشروع قرار يدين عمليات الاستيطان منذ عام 1967 في الضفة الغربية والقدس ويعتبرها غير شرعية.
وفي 30 ديسمبر/كانون الأول 2014 صوتت ضد مشروع قرار عربي يدعو إلى إعلان الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الصهيوني خلال عامين من تاريخه.
هكذا تمضي القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية في دورانها بين شقي رحى الأمم المتحدة ومجلس الأمن دون أن يبرز أي نور في نهاية نفق سيف الفيتو الأمريكي المسلط على رقبة أي قرار يقترب من إدانة "إسرائيل" أو محاولة ذلك ولو كان عن طريق توجيه اللوم أو حتى العتاب!!
ألا يكفي هذا "الموجز" لسجل الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي للتدليل على ما تكنه من عداء سافر للعرب وقضاياهم الوطنية والقومية وبالأخص القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني وهيمنته على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص؟
أظنه يكفي ويزيد.
وللحديث بقية إن شاء الله......
أطيب تحيات
محمود كعوش
كاتب وباحث فلسطيني مقيم بالدانمارك
[email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر