الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسونامي إقتصادي

ضياء رحيم محسن

2016 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الأزمة الإقتصادية التي يمر بها العراق، تشبه الى حد بعيد إعصار تسونامي، الذي عندما يكون فاعلا؛ فإنه يدمر كل شيء أمامه، وكذلك فإن هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية، ستكون ذات نتائج مدمرة على الإقتصاد العراقي، على المديين القريب والمتوسط، بسبب إتكال الحكومات العراقية على الواردات النفطية، كأساس لتمويل الموازنة العامة للبلد.
أمام هذا التسونامي الكبير، تقف الحكومة مكتوفة الأيدي، لا تعرف ماذا تفعل بما تملكه من خبراء ومستشارين في الوزارات ذات العلاقة (التخطيط والمالية)، فوزارة التخطيط المعنية بوضع خطط لكيفية تحريك القطاعات الإقتصادية وتمويل هذه القطاعات، وكذلك توجيه واردات البلد، لا أحد يعلم ماذا تفعل سوى أنها تقوم بتوجيه الكتب الرسمية، وإصدار الإحصاءات حول نسب الفقر والتضخم، لكن عندما قامت التخطيط بهذا العمل، هل وضعت خطط لمعالجة هذا الخلل؟ الجواب بالنفي قطعا، ذلك لأننا لم نر أي معالجة طيلة السنين الماضية.
وزارة المالية معنية برسم السياسة المالية للبلد، وطيلة السنوات السابقة، لم نر شخصا ذو إختصاص برسم السياسات المالية تبوء هذا المنصب، بحكم أن المناصب الوزارية تخضع للمحاصصة الطائفية المقيتة، التي لم تجلب للبلد سوى الدمار، فمن وزير شيعي الى وزير سني، وأخيرا وليس أخرا وزير كردي، والجميع لا يمتون الى المالية والتخطيط المالي بصلة، فمن وزير إختصاص هندسة، الى دكتور إختصاص في جراحة العظام، الى خريج علوم سياسية، فمن أين للسياسة المالية أن تستقيم وتقوم وزارة المالية بعملها بصورة صحيحة.
الرجوع عن الخطأ فضيلة، هذا المبدأ متعارف عليه بين الناس، من هنا فإن على رئيس الحكومة الإلتفات قليلا الى ما يحصل، والضرب بمبدأ المحاصصة عرض الحائط، خاصة إذا ما تعلق الأمر السياسة المالية والنقدية للبلد، ووضع شخصيات تعرف ماذا تفعل وكيف تخطط سياسة البلد الإقتصادية، بعيدا عن المصالح الحزبية والقومية والمذهبية، لأن هذا هو ما أوصل البلد الى قاع الهاوية الذي لن يستطيع أيا من هؤلاء الموجودين أن ينقذ العراق منه، فمع أول هزة إقتصادية لن تجد أحدا حولك، وستكون وحدك الملام.
ولات ساعة مندم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه