الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الشوفيني , يساري أم يميني ؟

احمد مصارع

2005 / 11 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بكل أسى وأسف يمكن للمثقف فيه أن يغادر شرقه المأفون , المحدود والمغلق على الثقافة المرائية , والتي تحاول جزافا , صنع وطنية كاذبة , بل وعسكرتارية , فلاحية , بوصفها أبدع منتجات عصر الوهم , لما قبل الوعي , ونور الكهرباء , لإثبات أن الإبصار يتم من غير نور .
وطنيات للكذب بلا حدود , جوهرها العدوان والإقصاء , تحاول مجاهدة تسويق نموذج سافل تماما , وبسلاح الثقافة المشوهة , من حماسة وطنية وقائد أوحد , وبدون أي اعتبار لمقومات الحرية والديمقراطية , وبزعم مقيت مفاده , أن الأخلاق الفاضلة والسامية لا تليق بنا نحن جميعا أحفاد العبيد .
الوطنية القومية ليست سوى الشكل المثالي لملاك صغير حسب ماركس اقتصاديا , ولكن ماذا لوكان المأزوم قوميا لا يمتلك حتى قن دجاجة , وهو في أمس الحاجة , وحين يتكلم صراحة , فهو بحاجة أكيدة لسوق الأ قنان والعبيد ؟
أمام محراب العلم , ليست الشوفينية , علما , ولاايديولوجية ,ولكنها في الشرق كذلك , فليس من المهم أن يكون لها أدوات علم أو نظرية سياسية , بل يكفي أن هناك الرمز , والعاطفة (الكاذبة حتما ) , بل الولاء اللا محدود , للأعناق تقطع بغير أرزاق , بل لا حاجة للأسواق , وليس من المهم تعريف البلاد , حتى لوكانت بلاد : واق واق .
قيل بأن المنافع المادية الأنانية تكفي لتجيير الخواطر , بل وحتى لترويض العواطف المتوحشة , فلماذا يصر البعض على تأليه المثال ؟ فما أكثر الأعمال من غير أجر ؟ وما أكثر التطوع من غير أمر ؟ وتلك لعمري ثقافة العبيد , حتى لو تذرعت بحجج وامكان التغيير , ولانار تنطفئ حتما وأحطابهم لها الوقود والسعير ؟
حين تعتبر النخبة المثقفة , يائسة من امكان حصول الجديد , الشوفينية فاكهة لها , فعلى الأرض الحرب , بلا سلام , ولا وئام , بل هي في ذلك تمارس المزج الساقط حتما مابين التقديس والتدنيس ؟!.
الكراهية المتتالية , للنفس والمحيط ليست قدرا , أبدا ليست كذلك , والعداء سيكون أكيدا لكل فن أو علم , مالم يمر عبر الرمز الحقير والعاطفة الهاوية .
وفي المقابل وبدون عدمية محلية أو كوسموبوليتانية دولية صانعة للحياة , ستظهر الفطرية الإنسانية , مجرد صراحة زائدة عن اللزوم , حتى لو صغرنا (الزوم ) أو كبرناه ؟فهل يمكن لنا أن نتفهم , بل أن نتقبل الصراحة الطبيعية الحية أو الفانية غدا , بوصفها الإخلاص المباشر والضروري لحرية ومعنى الحياة والميلاد ؟!.
ربما كانت الوجودية قرينا للتلقائية , ولكنها منحت التجاوب التلقائي البعد المتحرر وليس العشوائي , ليعود الاعتبار , بل كل الاعتبار للحرية الإنسانية في تقرير أي نوع للحياة حتى لوكانت حياة عابرة .
أليس الإحساس الصادق قانونا للحياة والمجتمع , بل أليست المحددات الذاتية , منظومة للأخلاق , والجمال المفقود , في فرض الوهم بديلا عن جمال الواقع والنهايات المجهولة للبد مجرد تحد بلا حدود ؟
المحددات الذاتية حقيقة لو كان هناك دوس على الرمز والتعبئة المسبقة , وكل ذلك على هامش الحياة , لمن لا يقتنع بأن الحرية هي حقيقة الحقائق , وهي تهزأ من فلسفات العبودية ؟
حين تسقط الروح الفطرية المتوافقة مابين الموت والحياة , وبين الروح والجسد , فلا يعود هناك موسيقى كامنة فينا كطاقة مترصدة بنا تمنحنا التجدد والفناء , سيكون هناك قريبا نهاية للعالم , من غير أسف , من الجمال الذي هو مجرد أسمال , وفي أضيق انحطاط في المجال , وهنا ينتهي السؤال , وستبقى الحقيقة غائبة , فهي ضرب من ضروب اليأس والمحال ؟!.
لا عفوية ولا فطرية فلماذا أصلا دعاوى الوطنية والقومية ؟!, بل لماذا يكذب الجميع على الجميع بحثا عن بقايا المعنى لليمنية أو اليسارية ؟ , إن العالم حقا يرقص نشوانا في حضن العبودية ؟!.
العالم بأسره شوفينية محلية أو حاراتية , ولكنه سيكذب أبدا , طالما يفضل الضياع والاغتراب , بل ويعتبره قدرا لامناص في الخلاص منه , عبر الأحبة والأصدقاء , في عالم بلا حدود منذ الأزل , ورغم قدسية الميراث السيئ وضيق أفق الجدود , في اعتبار قدرية الحدود , بدون ديمقراطية , بل بدون حرية ؟!.
ليس في الشرق ( العظيم ) من العظام , اليساري أو اليميني , انه حتى النخاع مجرد شوفيني !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا