الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتراءات مزعومه ومناقشه هادئه

جاسم هداد

2005 / 11 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد سنوات الدكتاتوريه الطويله من حكم النظام البعثي الفاشي ، اصبحنا نحن العراقيين ، من اكثر شعوب الأرض عشقا وتلهفا وحاجة للرأي والرأي الآخر ، واصبح في تناولنا ماكنا نحلم به ، وهو ان تقول رأيك وتبين وجهة نظرك دون خوف من شرطة النظام السريه ، ودون ان تتلفت يمنه ويسره خشية ان يسترق السمع احد بائعي الضمير فيبيعك لأحد اجهزة النظام الأمنيه ، ودون ان تفكر بالهرب من وطنك الى بلاد الله الواسعه لرفضك الأنتماء لحزب السلطه ، وهاهو العراق اليوم ، من حزب واحد ، و " العراقي بعثي وان لم ينتم " الى اكثر من مائتي حزب تتنافس في انتخابات ديمقراطيه للوصول الى مجلس النواب .

والرأي الآخر من اجل ان يكون محترما ومقبولا ، يجب ان ينطلق من ارضية الحرص على التطوير من اجل خدمة الشعب والوطن ، واهمية توفر المصداقيه فيما يتناوله ، لأن حرية المرء تنتهي عند حدود حرية الآخرين ، وهناك خطوط حمراء ، اخلاق المرء تمنعه من تجاوزها ، وعكس ذلك لا يكون رأيا آخر ، بل افتراء مزعوما وتجريحا واساءه ، وتسئ بشكل اساسي لكاتب الرأي قبل ان تسئ لمن تناوله الرأي .

ظهرت في الآونه الأخيره كتابات في عدد من المواقع تلوم وتهاجم الحزب الشيوعي العراقي ، نقدر حرص بعضها على الحزب وتاريخه وسمعته ، هذا الحزب الذي عمد طريقه النضالي بآلاف الشهداء ، من الشهيد حسن عياش وليس آخرا الشهيد فاضل تقي الصراف ، ولم تتأخر حتى قيادات الحزب من السير في طريق الشهاده من اجل ان يكون الوطن حرا والشعب سعيدا ، فأعتلى المشانق مؤسس الحزب وقادته حازم وصارم عام 1949 ، وفي انقلاب شباط الفاشي عام 1963 ، استشهد باسلا سكرتير الحزب سلام عادل وقادة الحزب الحيدري والعبلي وجورج تلو وابو العيس وحمزة سلمان وحسن عوينه وعبدالرحيم شريف ونافع يونس ، وقدم كذلك عضو مكتبه السياسي الشهيد سعدون شهيدا من اجل عراق ديمقراطي جديد عام 2004 .

وطيلة فترة تسلط الفاشست على حكم العراق ، لم تغادر قيادة الحزب ارض العراق ، وواصلت قيادتها لنضال الحزب ضد الدكتاتوريه ومن اجل زوال الظلام الذي خيم على عراقنا الحبيب ، وجميع مؤتمرات الحزب واجتماعات لجنته المركزيه منذ عام 1979 تم عقدها على ارض الوطن .

وقيادة الحزب كانت في مقدمة الرفاق الذين دخلوا بغداد اثناء تهاوي النظام البعثي الفاشي ، غير آبهة بالمخاطر التي تتهددها ، رغم ادراكها لها ، وكانت " طريق الشعب " اول جريدة لحزب سياسي تصدر في بغداد في نيسان 2003 ،ونقلت ذلك اغلب وكالات الأنباء وفي مقدمتها وكالة رويتر ، ولا تزال صورة الشرطي وهو يقرأ طريق الشعب التي وزعتها وكالة رويتر آنذاك راسخة في الأذهان ، وكان رفاق من قيادة الحزب يساهمون مع رفاقهم في توزيعها على الجماهير في شوارع بغداد ، وفي ظل الظروف الأمنيه التي يعيشها الوطن ، لازمت قيادة الحزب ارض الوطن ولا تزال ، مواصلة نضالها وقيادتها لنضال الحزب اليومي .

يعرف ويعلم اعداء الحزب الشيوعي العراقي قبل اصدقائه ، ان الحزب تميز بتقييم مراحله التاريخيه ونشر ذلك علنا ، وبعد مؤتمر الديمقراطيه والتجديد عام 1993 ، نشرت صحافة الحزب اراء انتقاديه عديده لتوجهات الحزب في هذه النقطه او تلك ، ولم يدع الحزب امتلاكه للحقيقه ، ويتقبل الحزب وقيادته الملاحظات الأنتقاديه المعبره عن الحرص والرغبه في التطوير ، ويرفض بلا شك كل اساءه لتاريخ وسمعة الحزب ، ويتصدى الشيوعيون لكل من يحاول الأساءه والتجريح ، ويفتري على الشيوعيين العراقيين وحزبهم المناضل ، وتقوم قيادة الحزب بأستشراف آراء الكادر الحزبي في كل قضية مهمه .

تم ذكر هذه التفاصيل لأنه يبدو من خلال بعض الكتابات التي هاجمت قيادة الحزب وحاولت النيل منها ، يوجد لديها تشويش وقطع في المعلومات ، وكأنها تعيش في وادي آخر ، فمثلا يذكر احدهم ان الرفيق ابو داود يقود الحزب منذ اكثر عقدين ، وهو لا يعلم ان الرفيق ابو داود تم انتخابه سكرتيرا للحزب في مؤتمره الخامس عام 1993 ، مؤتمر الديمقراطيه والتجديد ، ووثائقه منشوره علنا ، ويستطيع الأطلاع عليها من يريد ذلك ، ويسوق افتراء آخر دون وجه حق ،فيذكر ان " تحكم مجموعة قليله في هرم قيادته في تحديد مصيره " ، وهذه اساءه لكاتب هذه الأفتراءات قبل ان تكون اساءه للشيوعيين ، لأن من يريد ان يحترمه الآخرين عليه احترام نفسه اولا ، من خلال احترام الآخر ، فبأي حق يدعي هذا المفتري ذلك ، وهو يعلم قبل غيره ان تحديد مصير الحزب يتم من خلال مؤتمراته .

وان قيادة الحزب وكما ذكرنا تقوم بسبر آراء الكادر الحزبي والمنظمات الحزبيه في القضايا الحزبيه المهمه ، فعلى سبيل المثال عندما اراد الحزب المشاركه في مجلس الحكم ، كان الأغلبيه المطلقه من الكادر الحزبي والمنظمات الحزبيه مع المشاركه ، ولمن يريد التأكد من ذلك يمكنه سؤال أي رفيق في أي محافظة عراقيه عن ذلك .

اما حول الأفتراء بأن " نهج الحزب وسياساته غير الواضحه منذ السقوط وحتى اليوم " ، فأن الشمس لا يمكن حجبها بالغربال ، فصحيفة الحزب المركزيه " طريق الشعب " وتصريحات سكرتير الحزب ولقاءاته الصحفيه ومقابلاته الأذاعيه والتلفزيونيه ،وكذلك قيادات الحزب ، تبين وتوضح دائما نهج الحزب وسياساته ، ويمكن لكاتب الأفتراءات ، الأطلاع على نهج الحزب وسياسته من خلال موقع الحزب الألكتروني وموقع جريدته المركزيه ، حتى لا يقع في مثل هذا الجهل الذي اوقعه في مطب الأفتراء ، وحتى يحافظ على اسمه نظيفا ، ان كان يكتب بأسمه الصريح ، من التلوث بالكذب والدجل ، وان لا يحسب على فصيل المزورين المفترين ، " ورحم الله امرء عرف قدر نفسه "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه