الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشكلة أيضا فينا وليس في أوسلو وحده؟؟

عماد صلاح الدين

2016 / 1 / 18
القضية الفلسطينية


المشكلة أيضا فينا وليس في أوسلو وحده؟؟
عماد صلاح الدين
لا اخفي أنني أكن للرئيس أبو مازن الإعجاب من ناحية ثقافته وسعة معرفته الفكرية والسياسية، وأجدني أتلذذ بسماع خطاباته وقوة اللغة التي يتمتع بها، واللغة تعكس الفكر؛ و حتى لا يفهمني احد أنني أجامل الرئيس هنا؛ فكثيرون يعرفون أنني من اشد المنتقدين لسياساته عبر سنوات من كتاباتي وتصوراتي وحتى لقاءاتي الإعلامية والصحافية.
أوسلو كان خطيئة بالمعنى القانوني والسياسي، وبالأثر الذي تركه على القضية الفلسطينية، لأكثر من عشرين عاما.
هذا – أيضا- على رغم كل الايجابيات التي يمكن إيجادها من أوسلو على الأقل كثمرة للانتفاضة الأولى عام 87.
لكن المشكلة أيضا فينا كشعب فلسطين، هو في حالة الغيبوبة التي يعاني منها الإنسان الفلسطيني وغياب تأثيره؛ لا أقول الفاعل، وإنما دور المتحرك في قضايا الوطن المختلفة، الفلسطيني، على العموم دائما تقريبا ما يكون في دور المستقبل والمتلقي فقط، فان قالوا حيا على السلام تجد الأكثرية تقول حيا على السلام، وان قالوا حيا على الانتفاضة قالت الأغلبية حيا على الانتفاضة، وان قالت فئة قليلة أوقفوا الانتفاضة تجد الشعب قد أوقف الانتفاضة.
والانقسام ينهيه أهل الانقسام في الاجتماعات وعلى الورق، وهم قد بدؤوه أيضا في اجتماع، وهم أيضا يجعلوه مستمرا باجتماع.
والانتخابات تجرى باجتماع القلة، ثم يتم الانقلاب عليها من القلة، ثم يتفق على إجرائها من القلة، ثم يتم العدول عنها من القلة، وهكذا دواليك.
والشعب الفلسطيني في كل مرة غائب؛ غائب عن ابسط حقوقه واعقدها.
وبفعل حالة التلقي والاستقبالية هذه استدخل أمراض كثيرة على المجتمع الفلسطيني، أمراض سياسية واجتماعية واقتصادية، بالإضافة إلى مآس كثيرة أخرى من دمار وحصار وتفاقم الجرائم الإسرائيلية دون وجل أو رادع.
وللأسف صار الناس قطيعا تم بعثرته في كل اتجاه، والضحية والقربان مقدمان دائما من الشعب دون بخل أو إحساس بمسؤولية من فقد.
وصارت حتى الكلمات والمصطلحات عاجزة ومرتبكة في توصيف الحال وحتى في توصيف ردات فعل الناس بعد كل هذا الغياب والتغييب؛ هل هي انتفاضة، هبة جماهيرية، توتر ردة فعل محدودة، أم غير ذلك.
والتحليل السياسي صار تحليلا يعتبر التيه والضياع رشدا، ويعتبر الانفجار من الضغط والقهر مبادرة، ويعتبر الذهاب العفوي، ودون قيادة وتوجيه ودعم، إلى تنفيذ عمليات فردية نعم المطلوب والطريق الصحيح إلى التحرر والعودة وتقرير المصير، وكأن المشاريع الوطنية الكبرى يتم انجازها عفويا، وبدون رأس وإعداد وتخطيط.
واللغة الدارجة أصبحت المصلحة الضيقة؛ حماس تريد انتفاضة لتسقط سلطة فتح في الضفة، والسلطة وفتح تريدان إسقاط حكم حماس في غزة، وتريدان أن تبقى ردة الفعل الشبابية المحدودة في الضفة تحت السيطرة، ولغرض الضغط سياسيا وتفاوضيا على إسرائيل.
والناس تتعقد لديها الأمور إلى درجة فقدان الذاتية والوطنية، ويتم شغل هذا الفقدان إما بالفراغ وعدم الإنتاج وإما بالتعلم من الأسياد القادة في الكذب والدجل والنصب على بعضهم البعض، في آخر موجة استقبالية من الناس في السنوات الأخيرة، والتي عنوانها الاستهلاكية والقروض الربوية.
والناس في هذه البلد صاروا يتسابقون إلى العداوات فيما بينهم وانتزعت الثقة بين الجميع تقريبا، صار الكذب حالة قهرية وضاغطة في العلاقات المالية بسبب الارتفاع غير المعقول في الأسعار والرسوم والضرائب وحضور الموجة الاستهلاكية؛ بحيث أن الشاب لدينا يريد اقتناء كل شيء بضربة واحدة، وكيفما يكون بطريقة اختزالية لا عقل ولا منطق فيها.
والقلة النادرة التي تحاول أن تفكر بشيء من العقلانية والواقعية صوتها غير مسموع، والقلة النادرة أيضا التي تحاول أن تجتهد وتعمل وتنظر إلى الأمور بشيء من الايجابية والتراكمية، رغم كل الظروف، يحاول الرؤساء والمسئولون تعطيلها؛ لان كثير من هؤلاء الرؤساء والمسئولين ساقتهم ولاءاتهم وليس كفاءاتهم إلى مراكزهم ومناصبهم، وعلى قول البعض الكفاءة والعلمية والمهنية كلها أفلام هندي والمطلوب دائما الولاء.
وبالمناسبة أنا واحد من الذين وضعوا تصورا عن الإجرائية وتقرير المصير -على الأقل- على مستوى الذات، من خلال التراكم رغم كل شيء، علّ نافذة أمل تطل ولو بعد حين، لكن الذي وجدته من تخلفنا الأصيل منذ قرون في العهد العثماني الذي كان مريضا إلى درجة الاقتسام إلى الانجليز إلى الأردنيين إلى الإسرائيليين إلى العائدين إلى الوطن بعد أوسلو، أن المشكلة صارت تراكمية في التعقيد والعقد، وصارت الجهود الذاتية القليلة نقطة في بحر، ارحمونا من بأسكم وفسادكم وشلليتكم وحزبيتكم وما فياواتكم وفذلكاتكم وصراعاتكم، فلا تجعلوا يأسنا يدعونا إلى الدعاء باستبدالكم واستبدالنا من رب العالمين، لان الخيار الآخر- لا سمح الله- هو حرب أهلية لا يريدها الناس في هذه البلد.
اكرر مرة أخرى إعجابي بشخص الرئيس المثقف والعميق، واسأل هل يدري الرئيس بما آل إليه وضعنا، وهل يدري الرئيس بان هناك كما هائلا من الرؤساء والمسئولين المفذكلين واللاأخلاقيين والفاسدين في فلسطيننا، لماذا يسكت الرئيس عن كل ذلك، هل يستطيع أو لا يستطيع، انجدنا يا سيادة الرئيس قبل فوات الأوان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ