الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفع العقوبات عن إيران انتصار للحكمة والاعتدال

عبدالخالق حسين

2016 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


وأخيراً وبعد سنوات من المفاوضات الدبلوماسية الهادئة والمضنية بين إيران ودول الخمس الكبرى+1، متحلين بصبر أيوب، انتصر صوت العقل والحكمة والاعتدال على صوت الجهل والتطرف. ففي إيران ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، هناك صراع عنيف بين المتطرفين والمعتدلين. فالمتطرفون أدمنوا على الهجوم على السفارات وحرق الأعلام، ورفع شعارات متطرفة مثل الموت لأمريكا...الخ، و دفعوا الثورة إلى حافة الاجهاض والاغتيال، مما أثار على الثورة نقمة أمريكا وحليفاتها في المنطقة فأشعلوا الحرب العراقية الإيرانية، بدفع طاغية العراق حين قالوا له: (منا المال ومنك الرجال)، وبقية القصة تاريخ.

إن فوز الدكتور حسن روحاني المعتدل برئاسة الجمهورية دليل قاطع على أن الغالبية العظمى من الشعب الإيراني قد سأمت التطرف ومشاكسة القوى الكبرى ومعاداتها، والتفاخر الفارغ والعقيم بامتلاك السلاح النووي الذي من شأنه استنزاف ثروات البلاد وإفقار العباد، واستفزاز الأعداء دون أن يكون له أي استخدام فعلي، فالأسلحة التقليدية الحديثة باتت تغني عن السلاح النووي بفضل التطور المذهل في العلوم والتكنولوجيا، وهاهي بريطانيا العظمى تتصاعد فيها الأصوات وحتى من قبل حزب العمال، مطالبة بالتخلي عن السلاح النووي الباهظ التكاليف والعديم الفائدة.
لذلك قال الرئيس الإيراني حسن روحاني عن الاتفاق النووي مع القوى العالمية أنه يمثل "فصلا جديدا في علاقات إيران مع العالم".(1)

كما وهناك التطرف في الجانب الآخر، في أمريكا وخاصة المحافظون الجدد، وإسرائيل والسعودية، واللوبيات المناصرة لإسرائيل وتجارة الأسلحة في واشنطون، فهؤلاء متضررون من الاتفاق، لذلك يسعون لإشعال موجة جديدة من الحروب العبثية في الشرق الأوسط من أجل تبديد الطاقات البشرية والمادية لشعوب المنطقة بدلاً من استثمارها في التقدم ورفع المستوى المعيشي لهذه الشعوب التي عانت الكثير من الحروب والفقر والتخلف والأنظمة المستبدة.

فالإعلان الأخير في العاصمة النمساوية (فيينا) مساء السبت 16/1/2016، برفع العقوبات عن إيران هو انتصار عظيم للاعتدال على التطرف. لذلك نرى البعض من المتطرفين في إيران الذي أشعلوا النيران في السفارة السعودية مؤخراً، كانوا يحاولون إحراج جناح المعتدلين بقيادة الرئيس روحاني ووزير خارجيته السيد محمد جواد ظريف، ورد فعل عنيف من راعية الإرهاب، المملكة العربية السعودية التي استغلت هذه الفعلة لصالحها، فأظهرت نفسها بالحمل الوديع والمعتدى عليها، وإيران هي المعتدية. وللتقليل من شأن الاتفاق يرى المتطرفون من الجانبين فيه خضوعاً وانبطاحاً للآخر، فأي تقارب مع الغرب وخاصة مع أمريكا يعتبرونه انبطاح واستسلام، وهو ليس كذلك، بل انتصار لجميع محبي السلام والتقدم، الذين يناضلون من أجل العيش في عالم خال من الحروب والظلم والتخلف. كما أثار الاتفاق نقمة وغضب نتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل وقادة الحزب الجمهور الأمريكي.

والجدير بالذكر والتحذير، أن رفع العقوبات عن إيران لا يعني أن الثقة الكاملة قد عادت بين إيران وأمريكا، فبعد نحو أربعة عقود من العداء لا يمكن إعادة الثقة بين يوم وليلة، إذ بعد يوم من رفع هذه العقوبات، (أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على بعض الشركات الإيرانية والأشخاص بسبب الاختبار الذي أجرته إيران مؤخرا لصاروخ باليستي. وتمنع تلك العقوبات الجديدة 11 شركة وشخصية ذات صلة ببرنامج الصواريخ من استخدام المصارف الأمريكية)، القرار الذي أدانه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قائلاً أنه "ليس هناك شرعية للعقوبات الأمريكية [الجديدة] على برنامج إيران للصواريخ الباليستية."، لأن أمريكا تبيع هذه الأجهزة والأسلحة على دول المنطقة.(2)
ولكن رغم ذلك، فطالما هناك تواصل ولقاءات بين الأطراف المعنية، فكل المشاكل يمكن حلها بالمفاوضات والتفاهم، لأن المقاطعة تزيد من سوء الفهم والشكوك بالآخر، بينما التواصل يجعل كل طرف يفهم الآخر بشكل أفضل ليحل التفاهم والثقة محل الشكوك وسوء الظن وتوقع الشر بالآخر.

وعلى قدر ما يخص العراق، فالتقارب الإيراني الأمريكي يصب في صالح العراق الذي هو بين سندانة إيران ومطرقة أمريكا، فتقارب العراق لأي منهما يثير غضب الآخر، ولكل منهما نفوذ وتأثير على مجريات الأمور في العراق، وعليه فمن مصلحة العراق أن يعود الوئام بين إيران والغرب وبالأخص أمريكا.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــ
روابط ذات صلة
1- ما هي العقوبات التي ألغتها الولايات المتحدة المتصلة بالبرنامج النووي الإيراني؟
http://www.akhbaar.org/home/2016/1/205240.html

2- إيران تصف عقوبات أمريكا الجديدة عليها بأنها غير قانونية
http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2016/01/160118_iran_reaction_us_new_sanctions








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وتقدير لجهدكم التنويري
أحمد العربي ( 2016 / 1 / 18 - 13:53 )

اللوبي اليهودي الصهيوني سيبقى يؤلب ضد استقرار المنطقة وضد التنمية المستدامة بعد عصر النفط .. يؤلب مع إسرائيل والسعودية،

يؤلب باسم العراق الموالي لجارته إيران!،

مضللا غير المتنورين بضرورة عدم حسن الجوار

وتلك أماني السلفية السعودية الخائبة وأماني لوبي الإمبريالية العالمية الخبيثة،

لوبي يهودي باسم العراق... وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ( قرآن ) .. في ( تعليقات ) تتذاكى... تمنيت عليك زجرهم

إنهم بنعومة ملمس أفعى سامة تسعى بين ( مقالات ) الحوار المتمدن ينتحلون زورا اسم العراق ويعملون على شاكلة عدو العراق الداخلي الأول وريث ملا بر زاني اللا شرعي مسعود وابنه السياف مسرور..


2 - العقل زينة
يحيى طالب ( 2016 / 1 / 18 - 22:32 )
شكرا دكتورنا على مقالكم الجميل واكرر مقولتي الشهيرة ( ماتكسبه في المفاوضات وان طالت اكثر وافضل ملايين المرات من الحروب ) صدقت انا العظيم --ولنا في فلسطين خير مثال - كم من الحروب وقعت بين اسرائيل والعرب وكم من ضحايا ودمار واخيرا جاؤوا الى المفاوضات وكسبوا اكثر من الحروب - شكرا لكم ولموقع الحوار


3 - بعد خراب البصرة
nasha ( 2016 / 1 / 19 - 04:09 )
ام الشرور والفتن الطائفية هي ايران الخمينية.
لا تخادع نفسك وتخدع القراء لم تقبل ايران بالاتفاق مع العالم الاّ مرغمة وغصباً عن انفها.
لا بد وان وضعها الداخلي سيئ الى ابعد الحدود ووصلت الى خط اللارجعة ولم يتبقى للملالي خيار آخر الاّ القبول بالاتفاقية تماماً كما حدث معهم عندما قبلوا وقف اطلاق النار مع العراق سنة 1988 . منذ سنة 1980 والى اليوم كل الحروب العبثية التي دفع ثمنها شعوب المنطقة كانت لاجل تنفيذ حلم ايات الله بالتوسع على حساب الجيران وانشاء امبراطورية اسلامية شيعية .
المآسي التي عانينا منها ولا زلنا نعاني منها ، نصفها ان لم يكن معظمها يعود الى احبابك المعممين.
دول دمرت وشعوب ذبحت وشردت واموال احترقت لاجل افكار عقيمة غبية عنصرية .
ايران دولة مجرمة لا تختلف عن داعش المجرمة، فهما وجهين لعملة واحدة.
داعش هي الدولة الاسلامية السنية وايران هي الدولة الاسلامية الشيعية الفرق الوحيد بينهما هو: ايران دولة ارهابية رسمية وداعش دولة ارهابية غير رسمية.


4 - إلى ناشا
عبدالله عباس ( 2016 / 1 / 19 - 08:34 )
أنا ملحد إلى حد النخاع وضد أي نظام ديني، سواء كان في إيران أو السعودية أو أي مكان آخر. ولكن أن تقول أن إيران أم الشرور هذا كلام تردده الاستخبارات السعودية الوهابية ومعها فلول البعث الطائفية وإعلامها. فالسعودية هي أم الإرهاب الإسلامي. إيران تساعد العراق في حربه ضد الإرهاب. بينما السعودية الوهابية هي التي تمول منظمات الإرهاب وتشحن الناس بالفكر الوهابي التكفيري التدميري.
صدام المجرم هو الذي بدأ الحرب على إيران بعد أن خدعه السعوديون والأمريكان بأن الحرب ستكون خاطفة تنتهي بانتصاره، وكما ذكر الكاتب قالوا له: (منا المال ومنك الرجال)، ودامت الحرب إلى 8 سنوات أهلكت الحرث والنسل وراح صدام يبوس القنادر لإيقاف الحرب التي أدت إلى إفلاس العراق وخرابه، مما اضطر إلى ارتكابه جريمة غزو الكويت التي أدت إلى سقوطه في حفرة الخزي والعار. وهاهي إيران باقية، وأيتام البعث كشفوا أنفسهم على حقيقتهم حيث صاروا دواعش إرهابيين على المكشوف. ألف لعنة على البعث العفلقي الصدامي الداعشي السعودي الوهابي التكفيري وكل من يدافع عنهم ويؤازرهم وتحت أي غطاء واسم كان، فمصيرهم في مزبلة التاريخ.


5 - عقدة ايران عند العراقيين والعرب الحفاة !!
يحيى طالب ( 2016 / 1 / 19 - 09:12 )
يقول العلامة علي الوردي مامعناه ان الفاشل عندما يرى زميله الناجح ابن محلته او جاره او قريبه احسن منه والناس معجبة به وتشير اليه بالبنان يقوم من غيرته وفشله ان يطعن بذالك الناجح فيدوور له العيوب او يختلقها ويشتم ويسب به وربما يقول عليه انه لوطي وما يشابهها من بذائات ليبرر فشله ويحاول جذب الانظار اليه ! وهي عقدة نفسية تتكون عند الفاشل عندما يرى الاحسن منه وخاصة اذا كان قريب منه كما ذكرت -انتهى - ولا عقدة العراقيين خاصة والعربان عامة من ايران فهذه الدولة الجارة من الخمسينات وانا اتذكر ياتي زوارها للعراق ونلاحظ نظافتهم وترتيبهم وتطور عقلهم ونرى الفرق الشاسع بين اخلاقهم واخلاقنا المزرية فنقوم بشتمهم ( عجمي مكطم ) الى غيرها من بذائات ! ونفس العربان الحفاة اكلي الضب والسحالي وشاربي بول البعير عندما يرون التقدم في كل شيئ في دولة جارة لهم وهم لحد الان باقين ومعتزين بتخلفهم العقلي والاجتماعي وكل شيئ راحوا يشتمونها بالدين وانهم افضل منهم في دينهم وانهم في الجنة وهؤلاء في النار وهي لاتوجد جنة ولا نار !! انا ضد الاديان كلها لكن لااقبل التعدي وشوفوا حالكم واضحكوا عليه ( هم عاجبه الذبان يفسسي )


6 - السعودية الوهابية سيدة ألإرهاب في العالم
أحمد السماوي ( 2016 / 1 / 19 - 09:13 )
إلى من يهمه الأمر
أولاً أشكر الدكتور عبدالخالق حسين على مقاله الشامل والمختصر المفيد.
ثانياً، الذين يدافعون عن السعودية وإرهابها أرجو فتح الرابطين أدناه ليسمعوا من شهود ليسوا متعاطفين مع إيران، يعني وشهد شاهد من أهلها
الفيديو الأول: تصريحات الكاتب الفلسطيني عبدالباري عطوان وهو ليس رافضياً ولا متعاطفاً مع إيران:
عطوان : العدوّ الحقيقي للعرب والمُسلمين هو تركيا وقطر والسعودية
https://www.facebook.com/100003566837937/videos/718816281580593

الفيديو الثاني من الكونغرس الأمريكي يكشف أن
السعودية الوهابية سيدة ألإرهاب في العالم
https://www.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=t9gANQduCmY&app=desktop


7 - مالفرق ؟
احمد حسن البغدادي ( 2016 / 1 / 19 - 09:56 )
تحية دكتور.

نحن يجب ان نقف على ارضية صلبة، كي لاننزلق الى مهاوي التاريخ.
نقول،
مالفرق بين خامنءي في ايران وأبو بكر البغدادي في الموصل؟

خامنءي اختال ثورة ايران ضد الشاه بعصاباته الدينية، وأبو بكر البغدادي اختال شعوب الشرق الأوسط بعصاباته الدينية.

خامنءي يحكم وفق الشريعة الاسلامية، والبغدادي يحكم وفق الشريعة الاسلامية.
دستور خامنءي هو القران، ودستور البغدادي هو القران.

لو استطاع البغدادي من السيطرة على بغداد، لوجدت العشرات من الدول تعترف به.

ان كلا الحكمين ، داعش وإيران، حكمان ارهابيان.

لقد هجم الايرانيون الدواعش على الأقليات وقتلوا ونهبوا في بداية حكمهم، تماماً كما فعل الدواعش السنة في العراق وسوريا.

ونقول،

طالما ان نظام الحكم هو حكم إسلامي، فهو حكم ارهابي عنصري، مهما حاول ان يبتسم المعممون في الكاميرات امام البشرية، وما هي الا انياب الذيب التي يكشرها في وجه فريسته.

وكما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛

( حين يحصل المعممون في ايران على السلاح الذري، ستختفي هذه الابتسامات الصفراء من وجوههم، وسيكشروا عن انيابهم )

نقول؛

انه من الغباء ان نصدق ان ايران تريد السلام.


8 - Google @Dhahi_Khalfan twitter
عبد معيد ( 2016 / 1 / 19 - 10:13 )
January 19, 2016
غرد نائب رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم
-أوباما الذي يعود لأصول شيعية انتخب لتقريب وجهات النظر بين إيران وأمريكا لإيقاف برنامج إيران النووي العسكري. نجحت الخطة-.
-في علم طبائع البشر يدرس الإنسان كيفية درء الخطر وهذا ما فعله بني صهيون في دراسة طبع الإيرانيين.. أتوا لهم بشخص جذره شيعي كيني برافو-.
-والله أول ما أدى القسم وقال باراك حسين أوباما قلت في خاطري خلاص سلم على برنامج إيران. جايبينه لاقتناص الفرصة-.
-قبل مغادرة أوباما كرسي الرئاسة، هل سيزور إيران؟-، إن الرئيس الإيراني حسن روحاني -قد يوجه دعوة لأوباما لزيارة إيران، من المتوقع أن يزور أوباما قم ومشهد وكبرى الحسينيات في إيران!!-.


9 - راح أشك هدومي من ذكاء العرب الخارق !!
يحيى طالب ( 2016 / 1 / 19 - 12:21 )
يقول فلان غرد على موقعه ومن قرءته عرفت هذا نهيق وليس تغريد ونهيق يثير الضحك والسخرية على عقول المتخلفين العربان !! هذا واحد معكل مدير شرطة في دبي ! هاهاها وكانه مدير شرطة لندن او نيويورك وحتى هولاء لا احد يهتم لتصريحاتهم لأنهم ليسوا سياسيين ولا يفهمون بها ! أوباما شيعي طلع !! ابوه افتهمنه انه مسلم لكنه رماه صغيرا وربته أمه امرءة أمريكية مسيحية ولحد الان مسيحي ويذهب الى الكنيسة باستمرار ولا يعترف بالإسلام وأن انتخابه كان بناءا على مواقفه وعقليته وشهادته ووو الى اخره - ارجوا العودة الى تعليقي السابق عن عقدة العراقيين والعرب الحفاة من ايران - وشوفوا الفرق علما انا اكره عمائم ايران لكن شوفوا بلدهم كم هو متطور من الناحية العمرانية والعلمية والاجتماعية !! خليكم في بول البعير وأكل الجراد ولا تقارنون أنفسكم بالأوادم وشوفوا نفسكم بالمراية واضحكوا على حالكم فأنتم أمة قال فيها شاعركم - يا أمة ضحكت من جهلها كل الامم !! العاقل يفهم - تحياتي للدكتور ولموقع الحوار

اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |