الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران والعراق.. مقارنة

طاهر مسلم البكاء

2016 / 1 / 18
العولمة وتطورات العالم المعاصر


جارتان اقتتلتا لثمان سنين ،ولم يصلح الغرب بينهما ،لا بل زاد النار اشتعالا ً ،وكان الغربيون يصرحون علنا ً بأن تلك الحرب يجب ان تستمر الى أكبر فترة زمنية ممكنة ،وان لايخرج منها منتصر !
وتوقفت الحرب بعد تدمير البلدين وقتل الملايين من شعبيهما ،وازدهار ورواج سوق السلاح الغربي ، وبدى ان كلا ً من البلدين على عجلة من امره ،يشعر بالآلام التي خلفتها الحرب في جسده ويريد العودة بقوة الى الحياة رغم ان هذا لايعجب اعدائهما التقليديون الذين لم يتركوهما بحالهما ،وبدت كل دولة ترسم مستقبلا ً يخصها ،فالعراق الذي عاد سراعا الى الحرب في بئر الكويت الذي حفره له الغرب ،انتهى به الى المزيد من التدمير والحصار الأقتصادي والثقافي ،لابل انه شمل جميع المجالات ،ثم انتهى بحرب جديدة عام 2003 أسقطت نظام صدام ، وجلبت ديمقراطية بريمر ،تلك الديمقراطية المغلفة بالفوضى والفساد وتهميش الكفاءات ،وتمكين عشرات الأحزاب من ان تعشعش في الداخل العراقي كالدكاكين ،فكانت وبالا على اقتصاد البلاد وطريق بناءه ،لقد حلت المحاصصة الحزبية في كل شئ بدلا ً عن الدولة الموحدة القوية ،فأصبحت كالأرضة التي اكلت الأخضر واليابس وتركت العراق بلدا ً منهوب الثروات يستجدي الآخرين ، ومعتمدا ً كليا ً على ثروة النفط ،ومهملا ً جميع المجالات الحياتية الأخرى ،من صناعة وزراعة وسياحة وغيرها ،وختم كل ذلك بأنسحاب جيشه ،الذي وقف عام 1991 ،أمام 33 دولة من بينها امبراطورية العصر أمريكا ، إنسحب من أمام شراذم من عصابات القتل والأرهاب المستولدة خصيصا ً لأكمال سيناريو الأجهاض على البلاد ، وللأمانة فأن هذا الجيش المنسحب ليس هو ذلك الجيش الذي وقف وقفة حرب الخليج ،والذي تمكن بريمر من عناصره بالكامل بحله وتهميشه ، دافعا ً بعض عناصره ،التي عانت الأمرين ،الى الأرتماء في أحضان الأرهاب وداعش وأجندات الدول المجاورة التي كانت تنشد تهديم العراق وعدم عودته ثانية دولة قوية موحدة .
لقد كان الجيش المنسحب جيشا ً فتيا ً تحكمه قوانين بريمر ،وكان قادته انتشروا في القنوات الفضائية يشرحون للملأ كيف تمت خيانة الوطن وتسليم البلاد لعصابات داعش ،والتي لولا فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع الأعلى للشيعة في العالم السيد السيستاني ،لسقطت البلاد بالكامل بيد داعش ، ولم تحرك أمريكا او حلفائها ساكنا ً مما يؤيد ماقيل عن مشاركتها في استولاد داعش لتنفيذ ما اختطته من امور لم تفلح في تنفيذها قواتها قبل جلاءها مرغمة عن العراق ،وهكذا عادت ثانية للعراق بثوب داعش والذي خاطته بنفسها ، ممتصة ثروات البلاد في صفقات شراء الأسلحة والتدريب والخدمات الأخرى ،فيماخلت الساحة العراقية من شخصيات مستقلة عن الولاءات ، شخصيات تمثل العراق وتقف بوجه الأطماع الخارجية والداخلية والتي برزت لتمزيق البلاد الى طوائف ودويلات ،وبدى مسؤوليه يشك بولائاتهم لكون الغالبية العظمى منهم ممن يمتلك جنسيات أخرى غير العراقية ويتبوئون مناصب رفيعة في الدولة ،مما يخالف الدستور العراقي ويولد تذبذب الولاء .
اما ايران فقد برزت كدولة عصية على الأختراق ،عرف قادتها كيف يديرون دفتها بمايجنبها المخاطر ويخدم مصالح شعبها ،واتجهت الى تدعيم الأستقلال الأقتصادي بأعتمادها على الذات ،وبذلك لم تفلح الحصارات الأمريكية والغربية في تركيعها ،وقد خاضت العديد من المواجهات الغير مباشرة في المنطقة وعلى طريقة الكبار ،مثبته كفائتها وأهليتها في تطوير دفاعاتها وإنشاء حائط ردع ، كفاها شرور التدخلات الخارجية للدول المستهترة بالقانون الدولي ،كما انها دعمت كل ذلك بتحالفات مشرفة لايستهان بها مع دول كبيرة كروسيا والصين ،سهل لها الوصول الى الأنتصار الكبير بأقل الخسائر ، ومن المناسب ان نوضح انها حصدت كل هذا دون ان تعطي برلمانها ومسؤوليها المميزات التي شرعها برلماني ومسؤولي العراق لأنفسهم ، ولاقانون التقاعد السئ الصيت لمسؤوليها ،وفي وقت بدت ميزانية واقتصاد العراق يترنح وتعيش البلاد أفلاس واضح، تحت ضربات الفساد المالي والأداري لمسؤوليه ،ظهرت صور لرئيس ايراني سابق وهو يتنقل على دراجة هوائية وقد عاد الى وظيفته السابقة في التعليم ،ويتقاضى راتبه القديم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-