الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى 19 يناير, بين التحقير -الاوباش- والمقابر الجماعية

كوسلا ابشن

2016 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



ذكرى 19 يناير, بين التحقير "الاوباش" والمقابر الجماعية


22 يناير 1984,انهى الجيش البربري العلوي الاستعماري ( 20 الف جندي) معركة ابادة امازيغ جمهورية الريف المحتلة, بعد وقف اطلاق النار العشوائي والممارسات اللاانسانية للجيش العلوي المتوحش, بدأت الاجهزة المخزنية باجبار الساكنة لاعادة الحياة الى طبيعتها, في ليلة نفس اليوم, وجه الحسن الفاشي خطابا موجه ل " شعبه العزيز" , لتنطلق حملة الاعتقالات العشوائية في صفوف الريفيين, الذين واصفهم الخطاب بالاوباش والمهربين والسارقين, فمن الطبيعي ان يوصف ايمازيغن الثائرين ضد سياسة التمييز العرقي المنتهجة ضد الريف بالاوصاف القدحية والهمجية , كما ان المستعمر (كسر الميم) الحسن الفاشي في خطابه يحذر ايمازيغن ن ريف بقوله " سكان الشمال يعرفون ولي العهد, ومن الاحسن ان لا يعرفوا الحسن الثاني ", وهو يحذرهم بان جينوسيد الريف (1958-1959) الذي ارتكبه في اهل الريف وهو ما زال والي العهد لا يساوي شيْ مما يمكن ان يفعله الان وهو صاحب الامر والنهي, هو الرب فوق الارض, خطاب الترهيب والاذلال يبين طبيعة النظام الاستبدادي الاستعماري في التعامل مع المناطق الامازيغية الغير المعربة, فالتهديد بالابادة العرقية موجه حسب خطابه ل"لاوباش" في الناظور والحسيمة, وعليهم معرفة ولي العهد الفاشي و باقر بطون الحوامل, احسن من معرفة أسوء جزار واستبدادي في عصره, اما المنطقة المعربة ( مراكش عاصمة الامبراطورية المرابطية الامازيغية), فالخطاب تعامل مع ساكنتها باسلوب العتاب, (أما أهل مراكش فقد كنت قررت الذهاب إلى مراكش، لكني قررت أن لا اذهب إليها).
نتائج الحملة العسكرية على الريف هي تحصيل حاصل, فالمجازر المرتكبة ضد اهل الريف ناتجة عن رفضهم وصمودهم عبر التاريخ في وجه كل اشكال الانظمة الاستعمارية, سواء اثناء الاستعمار الروماني او الاستعمار الاسباني او الاستعمارالعروبي, الا ان الحملات الاستعمار العروبي على الريف عرفت بالبشاعة والفضاعة واللاانسانية, فالجندي العروبي كان يقتل المسالمين المجردين من السلاح للاستمتاع كبقر بطون الحوامل لمعرفة جنس الجنين ( مذبحة الريف 1958-1959) واطلاق النار العشوائي من دون تمييز بين الاطفال والنساء والشباب والعجزة وكلهم مسالمين والتعذيب البشيع مع الكي لترك اثر التعذيب على اجسام المعذبين وغيرها من الاساليب البربرية في تعذيب المعتقلين ( المذبحة الثانية 1984).
مقاومة الاستعمار كشكل من الاشكال النضال, هو عامل سيكولوجي عند الريفيين, قد يختفي عند جيل, لكنه يعيد بروزه عند جيل ثاني, وعامل الرفض والنضال بعد الاستراحة الزمنية, يخلق عند الاستعمار حالة هستيرية وعشوائية في التعامل مع انتفاضات الاهالي, وخصوصا عند الاستعمار الاستطاني المرتكز على محو هوية الشعب الاصلي واستبدالها بهوية الاستعمار, لذا لا يرى في التظاهرات جماهيري او انتفاضات السلمية الا خطرا على وجوده الاستعماري مما تدفعه سيكولوجية التفرد والبقاء والهيمنة لارتكاب ابشع المجازر ضد الشعب المستعمر (فتح الميم) المسالم, وهذا ما نتج عن اخماد الانتفاضة السلمية لاهل الريف 1984, بقتل المئات من المواطنين الريفيين المسالمين وحشرهم في مقابر جماعية, لم تفصح السلطة الاستطانية الا عن قبر جماعي واحد يضم 16 شهيد, وذلك بعد اكتشاف القبر الجماعي بثكنة الوقاية المدنية بالناظور يوم 28 أبريل 2008, و الرقم كان قد صرحت به السلطة بعد المجزرة على انه هو عدد القتلى في الناظور, كما اعلن عن 4 قتلى في الحسيمة, والقبر الجماعي اعلن على انه لضحايا انتفاضة 1984, مع بداية مسرحية الانصاف والمصالحة, لكن الحقيقة الغائبة مجهولة حتى اليوم ولم يصرح بعد عن عدد الحقيقي للمقابر الجماعية وعن مواقعها في اقليم الناظور والحسيمة, من دون الحديث عن المعاملة الهمجية والمشينة مع الجرحى في المستشفيات والتعذيب الوحشي واللاانساني للمعتقلين في اوكار التعذيب, لتاليها المحاكمات الصورية والجائرة.
الطبيعة الاستعمارية للنظام العلوي تتمثل في الحملات الابادية للاهالي (ايمازيغن), في قتل اكبر عدد ممكن في اسرع زمن ممكن وترهيب وترعيب المدنيين والتعذيب الوحشي في غياهب السجون والتهديد اليومي للاهالي, عدا الاهانات والاوصاف التحقيرية , مثل (الاوباش) الوصف التحقيري للريفيين, والمستعمل حتى اليوم من طرف الجماعات الاستطانية حتى داخل الجامعات وكتابات على الجدران, لاستفزاز الطلبة الريفيين.
الخميس الاسود (19 يناير ) سيبقى وشم في ذاكرة ايمازيغن الريفيين جيل بعد جيل , كما سيظل الفكر التحرري لبناة جمهورية الريف ينير درب المناضلين لخلق الشروط الضرورية للثورة التحررية الريفية , ويبقى 19 يناير حالة طبيعية في الرد على سياسة التمييز العرقي للنظام الكولونيالي, وظاهرة طبيعية وقانونية خاضتها وستخوضها الجماهير الريفية القابعة تحت السيطرة الكويونيالية العروبية , فلا سلام مع الاستبداد الاجنبي.
الوعي التحرري لدى قسم واسع من الريفيين يواجه حاليا من جهة بالايديولوجية الاسلامية المخدرة لعقول المؤمنين و المدمرة للعقل الانساني والمضادة للتحرر والتقدم , ومن جهة اخرى خطر تنامي ايديولوجية التضليل العروبي المتمثل بافكار " اليسار" الاستطاني الداعي للقومية العربية في بلاد ايمازيغن, هذه العوامل المعرقلة لانتشار الوعي الامازيغي فهي محددة زمانيا ولا تأثر في كل الاجيال الريفية, فالنزعة التحررية للريفيين خاصية سيكولوجية, جيل الثورة قادم حتميا و باسوب من طراز جديد فكرا و تنظيما وتخطيطا وتنفيذا, " فكر بهدوء واضرب بقوة " (محمد ع الكريم الخطابي), بالاسلوب الثوري المنظم سيمنع ثوار الريف تكرار المجازر الدموية المتكررة والمقابر الجماعية في المستقبل وسيرفع الاستبداد والاستغلال والاقصاء والذل اليومي على الريفيين وسترغم السلطة الاحتلالية على الانسحاب من ارض الريف المغتصب.
التحرر من الاستعمار سيضع حد للمقابر الجماعية وسيعيد للاهالي كرامتهم وعزتهم وستجر الاوصاف الاذلالية التحقيرية (الاوباش , البرابرة ...) اذيالها مع اصحابها الطبيعيين, المتمثل في الاستعمار الوحشي القادم من القفاري والصحاري.
المجد والخلود لشهداء الحق الامازيغي بالريف والمجد والخلود لشهداء ايمازيغن في كامل تراب تامازغا ( شمال افرقيا ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الديمقراطية في الغرب.. -أنا وما بعدي الطوفان- #غرفة_الأخبار


.. الانتخاباتُ الفرنسية.. هل يتجاوزُ ماكرون كابوسَ الصعود التار




.. لابيد يحمل نتنياهو مسؤولية توتر العلاقات مع الولايات المتحدة


.. استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف مركز إيواء




.. نتنياهو يبلغ نوابا في الكنيست بانفتاحه على وقف حرب غزة.. ما