الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ريّا تعودُ اليومَ من موتِها

سعد الشديدي

2005 / 11 / 10
الادب والفن


هل عادَ هولاكو وريّا لم تزل
في كرنفالِ الموتِ
تخبرها التلالُ.
أن اطواق البنفسجِ والرياح وآية الكرسيّ
متعبةٌ تنامُ
فيستريحُ على وسادتها هلالُ.

هل عاد هولاكو؟

تتباعدين بلهفةِ العشّاقِ يا ريّا
وتحترقين كالموتى..
ليأتي البحرُ من بين الغمامِ وخوذةِ الجنديّ
يأتي شاحباً
مطرٌ على كفّيهِ..
في مقهاه حيث تغيب في دمهِ الظلالُ.
وفي بقايا الهيكلِ العظميّ..
في لغةِ الحوارات الطويلة..
حين يحتدمُ القتالُ..
تمضينَ زاحفةً الى وطنٍ يمدّ جناحه الورقيّ
في أفقٍ من الكلماتِ.. يا ريّا..
وعند مقابر الشهداءِ
بين المسرحيةِ والحقيقةِ
في ثنايا غرفةٍ مأهولةٍ بالجندِ والغرباءِ.

ما لون الحقيقةِ في الظلامِ؟
وكيف تعرفنا نجومُ الصيفِ.. بالأسماءِ؟
هذا اليومُ.. يومٌ رائعٌ للموتِ..
فأختصري طريقكِ نحو قلبي.

من انتِ يا ريّا؟
سألتكِ قبل هذا اليوم.
من أنتِ؟ أكتبي بالنارِ قصتنا
وعودي.. قبلَ أن يأتي جنود الاحتلالِ
من لجّةِ البحرِ البعيدِ.
يعبرون على شواطئنا وزهرِ البرتقالِ
ويصادرونَ ظفائر الفتياتِ
اوراقَ الجرائدِ..
صورة الوطنِ الجميلِ..
وثورةَ العشرينِ..
والزقورةَ الأولى،
فتجتمعُ النصالُ على النصالِ.
ويراودون الطقسَ..
يخترقون، في صمتٍ، مواقدنا
وأضرحةَ الأئمةِ
والمدارس والمجالسِ والدكاكين الصغيرة والصواري.

أي عجلٍ تعبدين اذا اتوا ليلاً..
وفوقَ سروجِ دباباتهم أبنائنا؟

ها قد أتوا في الصبحِ.. يا رياّ
وفي وضح النهارِ.
وتكاثرت سرّاً، واحياناً علانيةً،
عجول البرّ والبحرِ الأليفةِ
فأعبدي ما شئتِ
وأمضي من جدارِ الموتِ نحو الأحتضارِ.

من أنت يا ريّا؟؟ أجيبي..
وأكتبي تاريخك الوطنيّ ثانيةً..
ستعرفكِ الشواطئُ من ترددكّ الجميلِ
ومن خلاياكِ التي تعمدتِ العصورُ بها..
ويعرفكِ السفرجلُ من أصابعكِ النحيلةِ
فأكتبي من أنتِ..
وابتدأي زماناً آخراً..
يمتدّ في قلبي الى الزمن البديلِ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو


.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق




.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب