الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة لرحلتي الشتاء والصيف

علي الخليفي

2016 / 1 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


يبدو أن الوقت قد حان لعُربان نجد والحجاز ليعودو للبحث عن خرائط طرق القوافل التي كانت تعبرها نوق أجدادهم في رحلتي الشتاء والصيف .

فنعمة الذهب الأسود التي يشكرون إلههم المهوس عليها صباح مساء قد آن وقت زوالها. وإلههم ذاك لا يستطيع إستجابة دعائهم بحفظها عليهم، لأنه لم ينعم عليهم بتلك النعمة. ولو كان هو من أنعم بها عليهم لكان ذكرها لهم في كتابه الذي لم تُغادره صغيرة ولا كبيرة إلا أحصائها، ولم يتنبأ لهم بها نبيه الذي كان مشغولاً بنبؤاته حول نساء أخر الزمان  اللواتي رؤسهن كأسنمة الُبخت المائلة،  تلك النعمة أنعم بها عليهم الكفار من أعداء ربهم ونبيهم، ويبدو أن أولئك الكفار قد قررو أخيراً رفع تلك النعمة عنهم.

الهبوط الجنوني لأسعار النفط يصاحبه هبوط أكثر جنوناً لقلوب عُربان الصحراء ، الذين أعمت الأموال المتدفقة عليهم عيونهم وأذهبت عقولهم، فصدقو أنهم بالفعل شيئاً مذكورا ، وتناسو ما كانو عليه قبل عقود قليلة من الزمن .

هؤلاء العُربان هم بأشد الحاجة اليوم لتنشيط ذاكرتهم وإستحضار تفاصيل حياة أسلافهم، لانهم سيحتاجون في وقت قريب لإسترشاد بميراث أسلافهم حتى يستطيعو البقاء أحياء بين أكوام رمال صحرائهم في حقبة ما بعد النفط.

لا أحد يستطيع التيقن مما إذا كان ما يحدث من إنهيار في مصادر دخل عربان نجد والحجاز وما حولها ، إذا ما كان يحدث بفعل فاعل أوبمحض الصدفة ، إلا أن الكثير والكثير يعلمون ويدركون أن إسقاط مملكة الدم والجنس التي إعتاشت منذ عرفتها الدنيا على بيع الألهة المُشوهة وإنفاق ثمنها على شهوة فروجهم وبطونهم هو أمر عاجل ومُلح إذا كانت هناك جدية في البحث عن مخرج لهذه المنطقة لتخليصها من الفيروسات الإلهية التي تصدرها تلك مملكة الحاقدة على الحياة والأحياء .

اليوم ومع هذا الإنهيار المتسارع في أرصدة وخزائن تُجار الألهة وتجار الدعارة الدينية نستطيع أن نلمح نقطة ضوء مضيئة في النفق المظلم الذي أدخلت فيه هذه المنطقة منذ الف وأربعمائة عام .

اليوم يستطيع سكان هذه المنطقة العودة لتلمس الطريق نحو الإله الحق الذي شوههُ أسلاف عربان نجد والحجاز بتصويره بصورة هُبَلِهِم القُرآني المهووس بالدم والجنس .

يبدو أن دعوات أطفال سوريا والعراق واليمن وكل البلاد التي نشرت فيها مملكة الدم وبائها المُقدس بلغت مسامع الإله الحق ، وأن وقت الإنتقام قد حان، وأن زمن رؤية أؤلئك العربان يعودون إلى رحلات أجدادهم الشتوية والصيفية ليعرضو أنفسهم ونسائهم وألهتهم للبيع على مصاطب الحواري المغلقة في الشام والعراق واليمن قد صار قريباً جدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل