الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لولا النار والشيطان.. لما إحتل الجعفري هذا المكان..!!

هرمز كوهاري

2005 / 11 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قال صاحبي ، بعد السلام والابتسام وأطيب الكلام :
" أراك منكبا ثانية على الكتابة ، وربما على النقد والانتقاد !
قلت : صدقت ، فالكتابة والقراءة هي غذاء الروح ، أما النقد والانتقاد ، فهو متأصل
فيّ ، ليس لغرض النقد فقط ، بل للاعتراض على ما لا أراه صحيحا ، وغيري
ينتقدني والثالث ينتقد كلانا، وهكذا الى أن يستقيم الرأي ، وفي قصيدة أقول :
"لأنني مغرم بالنقد والإنتقادِ ..تركت بلادي ..!
قال وهذه المرة من هو صيدك !؟
قلت : ليس الصيد ، بل الاعتراض وإستغراب !
قال : أفصح يا صاحبي .
قلت: " حدث في جلسة سابقة للجمعية الوطنية العراقية ( البرلمان ) أن إعترض
أحد ممثلي الطائفة اليزيدية على الدكتور الجعفري ، بترديده لعنْ ( الشيطان )
في أول الكلام ، كما يفعل الاخير في كل مرة وفي كل مناسبة وغير مناسبة ،
وهكذا يفعل غيره من المعممين وأشباه المعممين من جميع الاديان والملل في كل
المناسبات والاجتماعات والجلسات ! "
- وهل إعتراضك على المعترض أو على المعترض عليه ؟
- على المعترض عليه طبعا !
وخاصة على أمثال الجعفري ، أولا، بجرح شعور المعترض ،النائب اليزيدي،
لا نستغرب، لأن كتبهم وقناعتهم هكذا تقول ، والدين تجسده الكتب والقناعات
فكل متدين يؤمن بما ورد في كتبه وقناعته ! وثانيا أن وقت جلسات الجمعية يقاس
بالدقائق أو الثواني أحيانا ، فالصحيح أن يستغل فيما يخص أعمال الجمعية ،
والدعوات والصلوات لأي دين أو مذهب مكانها المعابد المخصصة للصلات
حفظا لقدسية الصلوات .
قال وثالثاً ؟ قلت : ثالثا هو الاهم ! قال : ماذا تريد أن تقول أكثر من هذا ؟!
قلت : كان سلاح الجعفري ومن إئتلف معه في قائمة الشمعة" المضيئة" النار، نار الآخرة ، كانوا يتوعدون ويحذرون بسطاء الناس فيما إذا صوتوا لقائمة الشيوعيين الملحدين! والديمقراطيين والعلمانيين الكفار !! ولا يصّوتون لقائمة " الشمعة"
يلاقون نارجهنم ويستقبلهم الشيطان يوم القيامة فالويل لهم !! أي كان النار ومن وراءه الشيطان سلاحهم الفعال لكسب كثيرا من أصوات المغفلين والمغفلات والمخدوعين والمخدوعات والبسطاء والبسيطات ...!
الامر الذي أوصلهم للمكان الذي هم فيه الآن ! ومن هنا أستغرب أن يلعنوا السلاح الذي حاربوا به منافسيهم !! وهل رأيت أحد يلعن السلاح الذي كان سببا في نجاحه ؟
- وماذا تريدهم أن يقولوا ؟ أن يشكروه ؟، إستغفر الله !
- قلت : إستغفر الله ، لا أحد يشكر هذا الكائن ، ولكن ما أريد قوله ألا يخدعوا البسطاء بهذا لاسلوب ، بل أن تهديد الناخب أي ناخب أو إطلاق أية إشاعة صادقة أو كاذبة ،تؤثر على رأي الناخب في إختيار المرشح ، تخالف أبسط قواعد الديمقراطية ، وليس من حقهم هذا ، وفي دول متطورة في ممارسة الديمقراطية يقع هذا تحت طائلة القانون بتهمة تزوير الانتخابات وخدع البسطاء .
- قال : صاحبي هذا صحيح ، وأخشى ألاّ يكون عندك رابعأ !
قلت : بل عندي وهي بيت القصيد !! قال: هات ماعندك ! قلت : أخشى الا يجري للجعفري وأمثاله ما جرى - لخوري سمعان - مع الشيطان ! - فإستعدل صاحبي وصار كله أذانا صاغية ! وقال ماذا جرى لهما ؟؟
قلت : هناك قصة (خوري سمعان والشيطان ) ! ليست لي ولكن لكاتب المهجر العبقري - جبران خليل جبران – وهو غني عن التعريف ، وأخشى من سرد خلاصتها خوفا ألآ يتهموننا المتخلفون ، بالكفر ! . قال : ناقل الكفر ليس بكافر .
هاتها شوقتني !
قلت خلاصة القصة وبتصرف ، تقول :
" في دير قريب من قرية [ عادة تبنى الاديرة قريبة من قرية أو مدينة ] كان
أحد قساوسة الدير ، خوري سمعان – مكلفا بالتردد الى القرية بين فترة وأخرى
لشراء بعض إحتياجات الدير ، و من سوء حظه أن بين الدير والقرية واد عميق
موحش ، وحدث يوما أن تأخر الخوري في القرية الى أن خيم الظلام ، إلا أنه
يجب عليه العودة الى الدير ، حيث لايسمح لأي منتسب للدير أن يبات خارجه
لأي سبب كان ، خرج الخوري من القرية خائفا متوجسا ، وعندما وصل حافة
الوادي بدأ الخوف يتسرب اليه ، فرسم علامة الصليب على وجهه وتوكل ..!
ونزل الوادي وسط الظلام الدامس الموحش ، وحال وصوله أسفل الوادي سمع
آهات رجل جريح ! حاول إهماله من خوفه ، إلا أن الجريح ناداه وقال :
كيف تتركني وأنا جريح في هذا المكان ؟ ألستم أنتم من تواسون المرضى ومن
اولى واجباتكم الدينية تتفقدون الجرحى وتعالجونهم ؟ تقدم الي وإنقلني الى
أقرب مستشفى ! توجه الخوري نحو مصدر الانين ! وحال وصوله ، صرخ
بوجهه :أأنت ياملعون يا شرير ! متْ .. متْ .. في مكانك ليرتاح الناس من أثامك
ودسائسك وشرورك ! وتراجع ليتركه ،قال له الابليس : ولكن ليس من صالحك
أن أموت ! لأن خبر موتي سينتشر في القرية وبين كل الناس ، وإذا مت ستغلق
الجهنم وسيطفأ نارها ! النار التي تهددون الناس بها ، فلم يبق لكم يا رجال الدين
وسيلة أخرى لتخويف الناس ، وسيتمردون عليكم ! وستغلق الاديرة والكنائس
وكل المعابد ! وإذا لم يبق سببا للخوف وهي نار جهنم ، ستعم الجريمة والفوضة
بين الناس !! فإذا أردت دوام الاديرة والكنائس وبقية المعابد الدينية ، وتمسكْ
الناس بالاخلاق خوفا من نارالآخرة ! عليك إنقاذي ! وبصراحة إن بقاءكم
ببقائنا ووجودنا بوجودكم ، فمن مصلحتنا ! نحن أن نتعاون فيما بيننا !!
وأضاف ، ماقيمة القوانين والحكام والمحاكم ، إذا لم يكن بباب المحكمة سجّان
يقود المجرم الى السجن أو الزنزانة أو المشنقة ؟!
فكّر الخوري مليّا ، فكّر في مصير الدير وتشريد عشرات الرهبان من ديره
والمئات بل الالوف في بقية الاديرة والكنائس ، وفكّر في تمرد الرعية ، وربما
فكّر أن الرب سبحانه وتعالى قد يحاسبه يوم القيامة بأنه السبب في كل هذه الفوضى
التي قد تعم المؤمنين بسبب موت الشيطان !! وربما كانت هذه تجربة له.. !!
وأخيرا إقتنع ، ولم تبق له حيلة ، ! فحمل الشيطان الى أقرب مركز صحي لمعالجته!!
ولهذا أقول لولا النار والشيطان .. لما إحتل الجعفري ومن سار على طريقه هذا
المكان !!! أليس كذلك ؟ .
وما أريد أن أقوله وأضيفه هنا أيضا ، أنه لايليق بالجعفري ومن يقف وراءه
أو بصفه أو يسانده من الكبار والصغار ، أن يلجأوا الى هذا الاسلوب الذي يدل على التخلف في التفكير أولا ، وإستغلال جهل الناس بدل أن يثقفوهم ، إنه لايسلكه من يسعى
الى كسب إحترام الناس لهم ولا كسب معركة الانتخابات القادمة ،وألاّ يكرروها في أية إنتخابات أخرى ، إنه سميع مجيب ..!!
هزّ صاحبي براسه وقال : ولكن .. ولكن ..!!
قلت : ماذا ولكن ؟ ماذا تقصد ؟ قال : ولكن !، وخرج وهو يردد ولكن ..!.
وكل ما أرى صاحبي بعد هذا .. يقول لي ، ولكن .. ولكن ..ولكن .....ثمّ .يبتعد ..
أرجو الاّ يصيبه مكروه !! هو وغيره !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص