الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران نمر الخليج القادم

خالد الصلعي

2016 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ايران نمر الخيلج القادم
******************
بسرعة فائقة تدفقت وفود الشركات العالمية على ايران من كل حدب وصوب لكسب ود وعطف الملالي من اجل الحصول على نصيب من كعكة الاستثمار الواعد بهذا البلد الذي استعاد بكارته بعد ممانعة وصمود دام لعقود ، وبعد عقوابت اقتصادية ومالية دامت أكثر من عشر سنوات . ما سر هذا التهافت الغربي ؟ ، وكيف تتداعى كبريات الشركات العالمية نحو بلد كان يتصف الى حدود زمن قريب بالمروق والانحراف ؟ .
حقا السياسة فن الممكن ، ثم حقا ان السياسة لا تعترف بصداقات وعداوات دائمة ، فأين ما كانت المصلحة فهي ضالة الدول المتعطشة الى انعاش اقتصادها ، وهي هدف الشركات العملاقة التي لا تخطو خطواتها الا بعد درسات مسفيضة ودقيقة تمس كل الجوانب ، سواء منها الآنية او البعيدة . وفي التفاصيل ترقد الشياطين .
تعتبر ايران من الدول الشابة قياسا بمعدل سكانها العمري ، وهي سوق يناهز سكانه ما يقرب من 90 مليون نسمة ، وتتميز عمالته بحد مقبول من العلم والمهارة . وهي الى ذلك بلد طموح ومجتهد . فهو لا يعتمد على اقتصاد النفط وحده ، بل طور ونوع من ممكنات اقتصاده ومزج بين الصناعة والفلاحة والتجارة وستثمار الثروات الباطنية . وهو ما يعتبر لدى الاقتصاديين بالاقتصاد الشامل و النشط . وهو الى ذلك ، وبعد مدة طويلة من الحصار الذي فاقمت من تأثيراته العقوبات الاقتصادية ، أصبح يتطلب ترميمات مهمة في مجموعة من المستويات ، وأصبحت بنياته التحتية تحتاج الى تطوير واعادة هيكلة واصلاح . كما انه يتوفر على عائدات مالية مهمة تسعف في مباشرة الاصلاحات واعادة الهيكلة ، وهذا ما يسيل لعاب كبريات الشركات العالمية التي أصبحت تقود الدول الرأسمالية وشبه الرأسمالية -روسيا الفيدرالية - .
وقد سارع الساسة الايرانيون في ضربة استبقاية ، قد تعتبر طعما شرها ، الى الاعلان عن عن خصاص يقدر ب114 طائرة مدنية ، تم ترشيح طائرة "ايرباص " الأوربية للتعامل معها في هذا الميدان ، لكن هناك مؤشرات حسب بعض المتتبعين ان الشركة الأمريكية البوينغ ستحظى بدورها بنصيب وافر . وفي نفس يوم رفع العقوبات كانت شركة شال وشركة طوطال قد بعثت بمندوبيها نحو ايران للتفاوض على المعاملات بينها وبين الحكومة الايرانية . وهناك شركات من دول عديدة مهتمة بالاستثمار في مجال الطاقة بايران وخاصة منها الصينية. فهي تملك ما يقرب من خمس احتياطي الغاز العالمي بنسبة 2’18 في المائة ، و ما يعادل عشر احتياطي النفط العالمي بنسبة تقارب 3’9 في المائة . وهي متعطشة الى استغلال هذه الثروة التي لم تستغل بشكل عملي منذ ما يقرب من عشر سنوات ، كما انها وعدت باضافة ما يقرب من نصف مليون برميل من النفط يوميا ، وهو ما يعادل مجموع من تنتجه دول خارد منظمة أوبك .
هذا بالاضافة الى كون ايران بلد لا يعتمد على الاقتصاد ذي النمط الانتاجي الواحد ، كباقي دول الخليج ، فهي دولة فلاحية وصناعية ، وهذا ما يعزز دورها الاقتصادي أكثر . ففرص الاستثمار في هذا البلد لا تقتصر فقط على المحروقات بل تتجاوزها الى منتوجات أخرى متنوعة ومتعددة .
أما عن استرجاعها لأموالها المجمدة ، فان المبلغ يقارب مائة مليار دولار كانت محتجزة في الأبناك الخارجية ، ستمكنها من الخروج من ازمتها الاقتصادية النسبية ، وستعمل على استثمارها في مجالات متعددة ، بالاضافة الى العائدات الجديدة . والاستثمار الأهم الذي غفله كل المحللين هو تعزيز ثقة المواطن الايراني في بلده وفي مسؤوليه ، فالالتفاف حول قرارات المسؤولين وتوجيهاتم ستزداد رسوخا ومتانة . خاصة وأنهم اشترطوا على الشركات المستثمرة في مختلف القطاعات أن يمدوهم باستراتيجياتهم وخططهم وتصاميمهم ، وتشغيل اليد الايرانية الماهرة وتطويرها ، وتوريد منتوجاتها الى الدول المصدرة الى السوق الايرانية . وهي شروط لا تضعها الا دولة قادرة وذات سيادة كاملة . وعكس توقعات الاقتصاديين فان النمو الاجمالي سيفوق 10 في المائة بالنظر الى انتعاش جميع القطاعات والمجالات ، ومنها قطاع التكنولوجية النووية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في