الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاصصة البغيضة تهدم العراق

طاهر مسلم البكاء

2016 / 1 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


على يد الحاكم المدني الأمريكي بريمر خط ،ولأول مرة في العراق ، نظام المحاصصة وذلك عام 2003 وكان مجلس الحكم باكورة المحاصصة الطائفية والأساس الذي ركزته أمريكا لتقسيم العراق وتدمير وحدته ،وقد وزع بريمر مقاعد مجلس الحكم 13 للشيعة و5 لكل من السنةوالأكراد ومقعد لكل من الأشوريين والتركمان، وقد أخذت المحاصصة أبعاد خطيرة سواء على مستوى البلاد أو على مستوى المحافظات ،فقد أساءت الى حقيقة الديمقراطية وحرمت البلاد من كفاءاتها والطاقات الحقيقية لأبناءها ، فقد كانت الأحزاب والكتل وبدواعي التنافس والرغبة لأمتلاك العراق والمناصب القيادية فيه ، تأتي بشخصيات بعيدة كل البعد عن الكفاءة وعن أهلية المنصب ،وهكذا شاهدنا وزراء لايعرفون شيئا عن وزاراتهم ولم يمارسوا عملا وظيفيا فيها من قبل ،فالبيطري يعمل في وزارة التخطيط والزراعي يقود وزارة التجارة والذي زور شهادة دراسية يمكن ان يصبح وزير أو محافظ بينما الكفاءات الحقيقية تضايق وتطرد من اي عملية سياسية اذا لم يكن هناك حزب يسندها وبالتالي تنتهي الى ممارسة أعمال هامشية أو تغادر البلاد !
هل قصدت أمريكا تخريب العراق :
لقد كان بريمر،عند وجوده في العراق، محاطا ً بكوادر من مختلف المستشارين الأمريكان المتخصصين بالشأن العراقي ولهذا فأن زرع بذرة المحاصصة الطائفية والحزبية البغيضة كان مقصودا ً لتنفيذ اجندات أمريكية وصهيونية في العراق وعلى المدى الطويل ، خصوصا ً ان القادة العراقيين الذين عمل معهم بريمر او من تلاهم لم يكن يهمهم سوى رواتبهم ،وهذا حسب بريمر نفسه في مذكراته التي كتبها لاحقا ً ،والتي وصف بها هؤلاء بأسوء النعوت ، ثم لم يختلف من جاءوا بعدهم بل زادوا على اسلافهم بأن قاموا بتشريع رواتب وأمتيازات ورواتب تقاعدية ضخمة تستمر حتى الممات ،مما أثر في أقتصاد البلاد وجعله نهبا ً لهم دون الشعب .
ان ديمقراطية ومحاصصة بريمر كانت مجربة بسنين طويلة قبل العراق ،في بعض الدول واقربها الينا لبنان التي تتحاصص فيه المسيح والسنة والشيعة ، غير ان هذا لم يمنع الحرب الأهلية الشعواء في لبنان ، والتجاذبات المستمرة التي جرّت الويلات للشعب اللبناني .
اذن عندما جئ به الى العراق فهو لغم موقوت تفجر على شكل ازمات مستمرة ،وتدمير للأقتصاد ،وغياب للبناء، وختم بتسليم البلاد الى عصابات الأرهاب.
ان مانراه في العالم من برامج سياسية ،تعلنها الكيانات او الأحزاب ،تكون مشرّعة في الأساس لمصلحة الوطن ووحدة البلاد ،ولايمكن ان تكون لصالح فئة دون أخرى ،ولكن وصل بنا الحال الى ان الطائفة نفسها تحرم ابنائها من اي امتياز اذا لم ينتموا الى الحزب الفلاني او الكتلة ،وهكذا اصبحت المحاصصة مرض خطير، كما انها اوجدت أمراض ساعدت على الفساد ،مثل التواطئ بين الأحزاب ضد المصلحة العامة ،وخير دليل عليها هو استمرار الفساد بأعلى صوره ،والذي قضى على الأقتصاد العراقي دون ان تتقاطع هذه الأحزاب، أو ينتقد بعضها البعض او يتصدر بعضها المطالبات الحقيقية للأصلاح ،وارضاءا ً للمحاصصة فقد سجلنا ارقام غير مسبوقة في عدد البرلمانيين نسبة الى عدد السكان وعدد الوزارات ، وحسب احدى اللجان البرلمانية فأن هناك :
- 1000 وكيل وزير .
- 4000 مدير عام .
- مئات المستشارين الحكوميين الذين لافائدة عملية لهم .
بالأضافة الى325 برلماني و اربعين وزير وثلاث نواب لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ،ولكل من هذه الشخصيات عشرات المرافقين والمستشارين والحاشية ، هذا عدا عن مجالس المحافظات والمجالس البلدية و... !
ان أغلب هؤلاء ،مرتباتهم تراكمية ،حيث تبقى حتى الممات ،ويضاف لهم مسؤولين جدد مع كل دورة انتخابية وهكذا ،فتكون جل الميزانية العراقية مخصصة لرواتب وامتيازات هؤلاء الذين يتزايدون بأستمرار بدون فائدة !
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-