الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأفق .. قصة قصيرة

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 1 / 22
الادب والفن


يحضر ندوة ثقافية، يستمع إلى المحاضر، له شعبية جارفة، يشار له بالبنان، يسعى الجميع لالتقاط الصور معه، يحل ضيفا على أكبر البرامج الثقافية، تتنافس المحطات الفضائية لإجراء الحوارات معه، ينظر هو للاشيء، لم تأت عينه مرة في عينه، على الرغم من حرصه أن يكون دائما في الصفوف الأولى، يتحايل في كل مرة ليحصل على مقعد بها.
يتحدث الأستاذ عن الماهيات، وكيف أن العقل يسبق المادة، يتحدث عن الخرافات التي تعيق حركة المجتمع، وتطوره، يطالب المسؤولين بأن يعملوا على نشر الثقافة، بطباعة "أمهات الكتب !!!"، يشن حملة شرسة على الفن الهابط الذي تتبناه القنوات الفضائية، يؤكد أن رأس المال هو الذي يصنع هذه النوعية من الفن الذي يخاطب الغرائز، ويثير الشهوات، يضرب مثلا بالفنون الراقية، وكيف استطاعت الخلود أعمال شكسبير، وكيف حركت المياه الراكده، عقليات عصر النهضة في أوربا، يشن هجوما على العقلية العربية مستشهدا بالفيلسوف الألماني " هيجل " الذي رآها عقلية محدودة.
ينتقل إلى الميتافيزيقا، يقف خاشعا أمام الفلسفة اليونانية، يراها أفادت العالم أكثر من الديانات حيث احترمت العقل، يشن هجوما على الشاعر الإنجليزي " جون ميلتون " الذي رأى الفلسفة اليونانية كطفل يحبو بمقارنتها بالتراث العبري، يتهم "ميلتون" بالقصور في الفهم، وأنه كان بيورتانيا محدود الأفق.
يعود للهجوم على الثقافة العربية الضحلة، يؤكد أن الإسلام هو السبب، في انغلاق هذه العقلية، يستشهد بالمستوى الحضاري للدول الإسلامية، يؤكد أن النجاحات الفردية التي تظهر بين الحين والآخر والتي يكون أبطالها من دول إسلامية ليست أكثر من فقاعة إعلامية يكون وراءها مال النفط الذي ابتليت به المنطقة، وابتلى به العالم، مصر ذاهبة للهاوية بكل تأكيد، ليس هناك من سبيل لإنقاذها، يؤكد ذلك، اﻷ-;-قباط لم يعودوا مؤمنين لا بالمسيح ولا بالوطن، يزعم ذلك، فيصل إلى أذنيه تصفيق حاد، تمتلئ القاعة بأناس طوال اللحى، مقصري الثياب، يطلق لسانه في الأقباط و"باباهم" الذي يعلم الحق ويعلم أن محمدا آخر الأنبياء، ولكنه يخفي ذلك من أجل مصلحته الشخصية، ومن أجل نفوذه، تضج القاعة بالتصفيق، وتعلو الحناجر ب " الله أكبر "، يؤكد أن الغرب يحارب الإسلام لأنه الدين الحق، وﻷ-;-نه يخشى الصحوة الإسلامية، يؤكد أنه لا سبيل لعودة الإسلام لمجده سوى الجهاد الفريضة الغائبة، يعلو الصياح " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، يعلو صوت أنثوي في آخر القاعة، يأمر الجميع بالإنصات له، تسأل: كيف لنا نحن - معشر النساء - أن نجاهد؟ يأتي الجواب من شيخ يجلس على المنصة بجوار المحاضر: ألم تسمعي عن نكاح الجهاد!!!؟ تسأله: أيجب أن يكون في ساحة القتال؟ يجيبها: ألسنا الآن في هذه اللحظة نخوض معركة؟ بلا، كان جوابها، أهناك من يستحق هذه المكافأة أكثر من اﻷ-;-ستاذ يسأل الشيخ؟ كلا ... تجيب هي، وتصعد المنصة وتتأبط يد اﻷ-;-ستاذ خارجين وسط تحية الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب