الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَن المستهدف بعد الاردن؟

فالح الحمراني

2005 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


اقنعة الارهاب تتبدد يوما بعد اخر، مع الايغال في ممارسة القتل الجماعي للابرياء بجرائم بشعة طالت هذه المرة الاردن، وقبلها روعت شرم الشيخ ومدن المملكة العربية السعودية والجزائر والقائمة طويلة وتحولت الى حدث يومي اكاد اقول عادي، في العراق. ان الارهابيين يكشفون عن وجههم القبيح لاثارة الرعب والهلع. ولكنهم مع كل عملية يفقدون الشارع العربي والاسلامي الذين يزعمون انهم ينتحرون من اجله.يفضحون حقيقتهم. لقد حولوا انفسهم الى الغام متفجرة، معتمدين على سفسطة نظرية لبناء عالم يتخيليون انهم سيكونون اسياده وجلاديه، ويذهب بهم ضيق افقهم الى ان الشعوب والامم ستجلس صاغرة لارادتهم والتاطر في القواعد الظلامية التي سيضعونها لاستعباد الشعوب.يريدون ان يذهبوا بهذه الامة للجنة عبر جحيمهم.
ان مسلسل الاعمال الارهابية التي تجلت ابشع صورها في العراق وانتقلت شرارتها بصورة مفاجئة للاردن، دللت على ان أي طرف لن يكون بعدالان في مناى عنها، وان اخطبوب الموت يهدد الجميع والسؤال الان من سيكون الهدف القادم؟.لسبب ما. لشك ما. لعدم القبول بتصرفه او سياسته او نمط حياته لتبنية مذهب اخر. لانه لايتحرك وفق تصور اؤلئك الذين يختبئون في الجحور تحت الارض. ويرسمون خرائهم السوداء لعالم الغد المظلم.
ان اللجوء للارهاب في هذه الحالة يعكس حالة من الرهاب يعاني منها مدبريه ومنفذيه، من ان يسير العالم العربي والاسلامي بقوة في سبيل الاصلاح واشاعة الديمقراطية والاندماج في مسيرة العصر، مع الاحتفاظ بالاصول والهوية الناصعة التي اثبتت الاحداث التاريخية نجاعتها ونبذ ادران التخلف وما لفظه التاريخ من عفن، اوالتخلي عن اعتماد الخرافة لتكون دستور الحياة.
ولم يعد بعد الان ممكن الصمت او اشاحة الوجهة كما تفعل الزرافة للتهرب من الموت.الارهاب يضعنا جميعا امام على شفا الهاوية. انه يحطم قيمنا ومبادئ الحضارة التي نفتخر بها، ويزرع النفور والشقاق والانقسام بين مكونات عالمنا العربي. وفي عمليات الاردن اوصل بالكارثة الى نقطة التحول النوعي. فللنتظر ما هو اكثر بشاعة. ان قتل ما يقارب من 70 شخصا من المدنيين الابرياء في هجمة واحدة كارثة قومية دون شك. والارهاب العربي ملثم الوجه صامت على توضيح الاهداف التي يبرر به جرائمه.واذا تحدث عنها فهو يتحدث عن عموميات.وهنا تكمن خطورته.لانه متعصب. متعصب مذهبيا وقوميا.متعصب بانتماءه للماضي البعيد في تصوراته عن عالم الغد.متعصب برفضه للحداثة والعالم الراهن.
ولم تتشكل ظاهرة الارهاب في المنطقة من العدم. بل ان لها خلفيات واسباب ترامت عبر عشرات السنوات، يجب البحث فيها ودراستها من اجل سحب البساط من القوى التي تتعكز على الام الشعوب واوضعها السيئة. والخطوة الرئيسية في اتجاه قمع الارهاب هو عدم توفير بيئة له للنمو. ومن هنا فهناك طيف واسع من الاجراءات التي ينبغي القيام. اجراءات بنيوية تمس هيكل وبناء الدولة لتكون دولة القانون ومشاركة الشعوب في اتخاذ القرارات وايجاد الساحة والمنبر الذي يمكن ان تتحدث فيه عن تطلعاتها وتطرح مطالبها وتتنفس عن همومها.وان تساهم الشعوب بحرية في اضفاء الشرعية على حاكمها ونظامهاوربما يتجسد هذا في برلمان او مجلس شورى او اي شكل اخر.المهم ان تكون الية التمثيل فيها نزيهة وواسعة التمثيل.ان يتغير مفهوم السلطة من التسلط الى الادارة.
وهناك اجراءات تتعلق بخطوات تحديث.تحديث التعليم وخدمات الصحة. وتوفير البيئة المناسبة ليكون المواطن منتجا وصاحب مسؤولية.وان تتولى الدولى رعايته وان تحترم انسانيته.
ولابد ان يكون للمجتمع العربي. لمنظماته السياسية وغير السياسية للنقابات والاتحادات المهنية والفكرية ان تتحرك وان تمارس دورها في حماية اعضائها من التلوث بالفكر الظلامي، وان تعبئهم للتصدى لحملة الفكر الماضوي والتكفيري والعدواني.
ان تحقيق تلك المشاريع تتطلب عملا جماعيا بين كل الدول العربية.ان تتوصل الى اتفاقات على المبادئ والقواعد الجديدة للنظام العربي الجديد.ان تتعهد بالالتزام به.ان تكون تكتل في مواجهة التحديات الرهيبة التي تهدد الوجود العربي باجمعة.
*اعلامي من العراق مقيم في موسكو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل توسع عمليات هدم منازل الفلسطينيين غير المرخصة في الق


.. عقب انتحار طالبة في المغرب مخاوف من تحول الأمر إلى ظاهرة بين




.. #فائق_الشيخ_علي: #صدام_حسين مجرم وسفاح ولكنه أشرف منهم كلهم.


.. نتنياهو يتوعد بضرب -الأعداء- وتحقيق النصر الشامل.. ويحشد على




.. في ظل دعوات دولية لإصلاح السلطة الفلسطينية.. أوروبا تربط مسا