الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا تنعى انسانيتها

منير ابراهيم تايه

2016 / 1 / 23
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


إذا كانت نعمة الإيمان هي أعظم النعم، فالنعمة التي تليها هي نعمة العقل الواعي، إذ بدون ان يكون لديك عقلا واعيا متأملا فاحصا للامور لن يستقيم امرك بل ستنحرف بك الأهواء. فالعقل هبة الله لخلقه.
لو أن" أيلان" كبر لأصبح رجلا يتحرش بالنساء"، هذا ما قالته صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية في رسم كاريكاتوري لها، حين أظهرت الطفل السوري الذي مات غريقا ووجد جسده على الشواطئ التركية " أنه لو بقي على قيد الحياة ووصل الى أوروبا سيصبح متحرشا". انه تشبيه في غاية الوضاعة والبعد عن الإنسانية، ما تقوله الصحيفة الفرنسية بمعنى اخر ان موت الطفل ايلان كان شيئا ايجابيا لان اوروبا تخلصت من شخص لو بقي على قيد الحياة كان سيتحرش بالنساء.
اود ان اقول ومن باب التذكير بما اننا نتحدث عن اوروبا التي تفرض في كل يوم القوانين الصارمة التي من اجل الحد من جرائم التحرش وخاصة قوانين التحرش بالاطفال والنساء، فمن مدة بسيطة فقط اقر البرلمان الأوروبي مشروع قانون يهدف إلى الحد من التحرش الجنسي بالنساء والاطفال، بحيث يتحول هذا التصرف إلى جريمة في حال ثبوته، إحصائيات المفوضية الأوروبية تقول إلى أنه خلال العام الماضي فقط تعرض نحو 50 في المئة من النساء العاملات إلى تحرشات جنسية، هذا الانحدار الاخلاقي المريب الذي وصلت اليه المجتمعات الاوروبية يتم وضعه جانبا ولا يلتفت اليه وانما يتم لفت النظر الى طفل مات غريقا يمكن ان يصبح متحرشا لو انه بقي حيا .. وهم الذين اقلقوا رؤوسنا وهم يتحدثون عن الانسان والانسانية وحقوق الانسان.. ومع كل هذا تقول "شارلي إبيدو" إنه من الافضل أن الطفل أيلان مات، فبنظرها افضل اللاجئين هو اللاجئ الميت. وفي الحقيقة لا أدري كيف أختار الكلمات أمام ما نراه
رئيس صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستراوس كان انسحب من التنافس في الانتخابات الرئاسية بفرنسا في 2012 بسبب تهم استقطاب بائعات هوى للعمل في شبكة للدعارة. والأمثلة على ذلك كثيرة،
أن اليد التي رسمت هذا العمل " الكاريكاتوري " هي توأم "داعش" تحركها نفس الدوافع الإجرامية الظلامية و نفس النظرة التدميرية للكائن البشري !!!
ان اي روح تحمل ادنى محبة للإنسانية يستحيل أن تتخذ لها من جثة طفل أبكى العالم مادة إعلامية للإضحاك الساقط والإستغلال العنصري وأن تقبل القيام بالتمثيل بها . الفن أرقي من ذلك بكثير، ان اقل ما على شارلي إيبدوهو الإعتذار لذوي الطفل الضحية الذي أصبح ضحية مرتين وأن تحترم الموتى و اﻷ-;-حياء،
شارلي إيبدو لم تكتفِ بالإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، إنها تعمل كمصنع لتوزيع الكراهية، فهي لا تستطيع الشعور بالمشاعر الإنسانية التي فقدتها أمام ما تصوره من شماته في موت طفل بريء فاية حرية فكرية هذه التي يسمح فيها بنشر رسومات تشكل عملا ممنهجا لنشر العنصرية والكراهية
هل سيتوقفون عند هذا الحد من الكراهية ام سيتبعهم اخرون.. في الواقع إن الفاشية الأوروبية في نشر الرسوم المسيئة للمقدسات والتي تحرض على الكراهية والعنصرية تزداد يوما بعد يوم
بئس الفكر العنصري...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا