الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخنفشاري و مصباح ديوجين المفقود

نافذ الرفاعي

2016 / 1 / 23
الادب والفن


• الخنفشاري و مصباح ديوجين المفقود.
• بقلم عمر سمارة.
عن قلق الذات و صراع الهوية ضد كل ما من شأنه أن يمحي الذاكرة الفلسطينية و يطفئ شعلة الثورة في روح شبابها في هذا الإطار تندرج رواية نافذ الرفاعي الصاردة عن دار الجندي للنشر تحت عنوان " الخنفشاري ".

في الخنفشاري أراد نافذ الرفاعي صياغة صورة مغايرة للسائد والنمطي سلوكاً وقراءة، و هذا لا يتحقق من خلال رصد الحياة الروتينية للشخصيات من متاعب وتقلبات نفسية كما انها لا تتحقق ايضاً من خلال وصف حيثيات وتفاصيل المكان الذي تدور فيه الاحداث ، إنما القفزة النوعية في الرواية تحصل من خلال حنكة الروائي الرفاعي في تفكيك عقدة الذات المتنافرة بسرد ذكي يتوغل في ماهية الفكرة المراد تبليغها ، معتمداً تركيباً معقداً يزيد من متعة القارئ ويدفعه لطرح أسئلة صادمة تطور من مستوى إهتماماته الفكرية .
الخفشاري هو رمز المعرفة التي يبحث عنها الكاتب نافذ الرفاعي في شخصيات الرواية ، يطرح أسئلة يتحاور معهم ليصل في نهاية كل بحث إلى أن الخنفشاري فكرة مثالية و متفرعة لا يمكن أن تتلخص في شخصية واحدة .

تعمّد الرفاعي في روايته الخنفشاري أن تكون التناقضات هي فاكهة النصوص و رائحتها الزكية و وهجها اللطيف الذي يجمّل الرواية ، للدرجة التي بات فيها الكاتب نفسه متناقضاً في سرد الأحداث ما بين الفواصل الزمنية و إفتعال الإثارة في زوايا الخمول النفسي. و هذا التناقض من شأنه أن يبقي القارئ في أوج إهتمامه ، ليبقي تركيزه يقظاً في كل شاردة و واردة ، دون أن يفوّت مشهداً مزركش بالسُخرية أو مشهداً تكتنفه الحيرة و عدم تقبل الواقع المحطم. كما عطّر الرفاعي بعض مشاهده في تجلي روح الثورة في شخصية الخنفشاري و إبتعاده عن الحياة الرغيدة اللاعادلة . و المشاهد المتقرفصة على كفّ عفريت ، ليكون السرد أقرب منه للواقع. بالإضافة لغزارة العبارات الناقمة على الطبقات البرجوازية. بالرغم من أن الرواية لا ترتكز على محور واحد ، و مكان واحد ، إلا أن الرفاعي جعل من كل شخصية هي أم الرواية ، و جوهرتها ، بل و جعل من الشخصيات " الكاتب و البروفيسور و نبيل و الفتاة الغامرة و أبي خديجة .. وغيرهم " .. مرجعاً دسماً لكل من يبحث عن رمزية الخنفشاري ، و أثره على الضلع المفقود في كل قارئ . هنا تتحد الجرأة بالخوف ، و الحب بالكراهية ، و العنف بالتعاطف ، و التصوف بالشهوة .
إتسمت الرواية ببث روح الثورة في نفس الخنفشاري ، و رفضه لكل مظاهر التخابر و الإذلال للقوى المستبدة ، بل جاء مطالباً بوجود من هم مثل الشخصيات الثائرة العالمية كـ جيفارا و أبو عمار و حتى الصعاليك. كما تجلت الصوفية بالزهد و أطيب ركائزها التي لا تعتمد على المال و المراكز المهمة بقدر ما تعتمد على الروح المترعة بالمحبة الصافية و البساطة الممزوجة بالطاقة الروحية العظيمة . ناهيكم عن الاناشيد السريعة الذوبان في القلب.
مما لا شك فيه أن المرأة أخذت حيزاً كبيراً بما يكفي لجعل الرواية تتشح باللون العاطفي ، و الخنوع لشهوة الرجل للمرأة و جمالها ، و إنكسار الرجل الطيب المسكين أمام قمعها لعشقه. بلامبالاة و أسلوب جاف . لم يكن لها طابع عاطفي فحسب ، بل بدورها البارز في تغيير نسق الاحداث ، بإضافة التعليقات المغرية و إنجذابها نحو الغموض الذي ينشق من ذهن الخنفشاري. كما كانت تضفي روح المساعد الأولى للكاتب ، و ذلك بتحدثها المستمر عن الخنفشاري و إعجابها به.
في النهاية ، الرواية تغوص فيها بأعماق ذاتك علك تجد شيئاً يشبهك ، تدفعك بعطاء مجاني و شيّق لمواصلة القراءة بنهم و شغف. ربما تبدد اوهاماً كانت عالقة في مخيلتك ، و ربما تزرع فيك نبتة يافعة لا تنضب ، سَمِّها كما شئت ، و تقبلها كما شئت ، لأن الخنفشاري قد يخدعك بصدقه ، و قد يفتح عينيك أمام سهول من الوهم.
إقتباسات ..
إنه بالنسبة لي ، جراء إختيار شخصي ّ ، و مقدار ما يحيل المشهد لمعنى الرجل.و تعيد زفراتها، قائلة : إنه من الرعاع ، و لكنه يسمو فرق كل الطبقات.
* هذه الحياة ، ضربتها بالطول و العرض ، بقيت كما هي ، لا جديد ، بل أنا لم أتغير . على كل حال أنا أعيش خداعاً لنفسي و غيري ، و الكل يصدق ولا يهتم.
* إكتشفت أنه ليس مغامرة ، و أن الخنفشاري ليس نزوة ، بل دخل كيانها و أضحى جزءاً منها .. إنها تحبه إلى حد لا متناهي.
* سأعود ، و لكن باهتاً ، ظلاً للماضي .. أعود مجرد ركام أحلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو