الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين خيار التحديث وخيار الدمقرطة

مصطفى المنوزي

2016 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


حول رهانات المؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة ، قال زميل ، حداثي وأحداثي ، كلاما كثيرا ، يبدو في ظاهره صحيحا وموجبا للعناية والاهتمام ، هو قول حق قد يؤول باطلا إذا لم نحسن تقويم التحليل ، فصحيح إن الأحزاب التقدمية ومعها الأحزاب الوطنية تعاني من تيه ثقافي وهشاشة كمية ، وصحيح إن حزب العدالة والتنمية يتقوى يوما عن يوم ، هذا إذا تمثلنا « هزيمتنا » بخلفية تاريخ الوقائع الانتخابية وهندسة الخرائط السياسية ، فلا أحد يمكنه أن يجادل في الردة السياسية وتصاعد المد المحافظ وحدة الإرهاب الفكري والاستئصالي المدعمين من قبل المتروبول الأصولي الاستشراقي والاحتكار الرأسمالي العالمي ، لكن أن يتم الرهان على نتائج المؤتمر البامي للاستنتاج أن المشروع الحداثي في خبر كان ، في حالة فشله ، فهذا هو الحق ، بيت القصيد ، الذي سيراد به باطلا .
فالحركة التقدمية لازالت تحتفظ ب « حروف الزين » ، اللهم إذا قرروا الرهان على الاستسلام بعلة تضخم النكبات وانتصار ايديولوجيا الهزيمة ، على الصمود والمقاومة والعزيمة ، فالظرفية السياسية والاجتماعية تؤكد بأن الأبعاد الانسانية والاجتماعية والحقوقية تفرض نفسها كمشروع وخلفية لإعادة الاعتبار والقوة للإرادة الكفاحية ، تأسيسا على مطلب العدالة الاجتماعية . صحيح إننا نفتقد لقيادة فكرية تهندس لمطلب « لا حركة ثورية دون نظرية ثورية » ، غير أنه في ظل غياب مقومات تدبير الديموقراطية الداخلية على صعيد الأحزاب ، لابد من العودة للإغتراف من وعاء الشرعية التاريخية الموسومة بالوطنية والنزعة الدموقراطية كطموح وغاية ، فليس كل القيم التقدمية انهارت ، ولا حتى كل أبواب التجاور موصدة ، فكل الديناميات الاجتماعية الشبابية والنسائية والحقوقية الجارية قد توفر الشرط الموضوعي لتقوية الشروط الذاتية ، وتفرز بدائل جديدة ، دون حاجة إلى التعويل على حزب فتي ، لمجرد تحريكه لورقة التحديث في مواجهة الأصوليين ، فقد تبث تاريخيا فشل النضال بالوكالة ، تارة باسم تقديس الشعب وتارة أخرى تبخيس مبادراته وتقزيم الرصيد الكفاحي للحركة الوطنية وتشويه التاريخ والجغرافية السياسية الحقيقية .
فكل ما يمكن اعتماده كرهان تاكتيكي هو توسيع دائرة النقاش العمومي حول المرحلة العصيبة التي يجتازها الوطن ، ولعل استكمال تفعيل توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة اقترانا مع استحضار خلاصات تقرير الخمسينية حول التنمية ، هو المنطلق والأرضية ، كحد أدني وطني مشترك ، في أفق إعادة صياغة بعض المقتضيات المؤسسة للأمن القيمي المؤطر بالمعايير الكونية لحقوق الإنسان ، مما يعني أن مداخل التواصل والتفاعل وترتيب التناقضات والتحالفات والتنسيقات لن تخرج عن التفكير التنويري والثقافة المدنية ، وإلا فالأصوليات هنا وهناك ستظل تشتغل بمنطق الأمة بدل الوطن ، وشتان بين الخيارين والمرجعيتين ، ولا يسعنا سوى دعم كل مبادرات التخلص من التمثلات التقليدانية في أفق دمقرطة الدولة والمجتمع وليس فقط تحديثهما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة