الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مبادئ السياسة

شوقي سالم جابر

2016 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ذات مره لعنتُ السياسة أمام مُعلمتي الأجنبيه, فغضبتْ السيدة, وصارت تُقنعني بأهمية السياسة, وارتباطها بجودة الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والمواصلات والاتصالات وحرية الرأي .. إلخ, حينها فهمتُ السياسة بغير ما كنتُ أفهم سابقاً, بأن أهل منابرها للنار, بينما أهل منابر المساجد للجنة, ليزداد الأمرُ تعقيداً حين أصبح الدين والسياسة في يد أهل منابر المساجد, وبتنا لا نستطيع حسم أمرهم -كما كان سهلاً من قبل- هم للجنة أم للنار؟
وأعتقد أن مشكلتنا هي في تربيتنا التي جَرّأَتنا على معرفة من سيُذهبهُ اللهُ للنار, ومن سَيُذهب للجنة.
ولإرضاء أصدقائي المتدينين, فإنني ألفت عنايتهم بأن للسياسة مجالات عديده :
سياسة دينية, سياسة تعليمية, سياسة خارجيه, اقتصاديه, زراعية, صحية, .... وهكذا
ففي زمن النبي (ص) استخدم الحجامة في العلاج واستخدم ما هو مُتاح في المجتمع, ولو توفر التخدير, والمضادات الحيوية والتطعيمات والأمصال لاستخدمها عليه الصلاة والسلام.
ولو توفر المايكروفون لخطب به في رعيته.
ولو توفر الهاتف الجوال لاستعاض به عن إرسال رسائل عبر ساعي البريد راكب الدابة.
وإذا سحبنا التطور البشري, لآلية اختيار الرعية لِِرُعاتها, فإن صندوق الإقتراع يُصبح مقبولاً, رغم ما يعتريه من قُصور, ولا أرى آليه -حالياً- أفضل منه, وهو قمة ما توصلت له البشرية من آليات اختيار الحاكم, بل أن هذا نتاج لعصر الأفكار؛ للخروج من مآزق الحروب الأهلية والاختلاف.
فلا يوجد لدينا نبي ليختار خليفته, أو خليفة يعهد بالأمر لغيره !
ودَوماً يجب أن نتذكر حجم التعقيد الذي طرأ على المجتمع عبر أربعة عشر قرناً, جغرافياً وديموغرافياً وتقنياً, وثقافياً, فلم يعُد باستطاعة الحاكم أن يُخاطب جميع الرعية دون مكبرات صوت أو وسائل إعلام كما كان في رعية صغيرة ومُتجانسة.
ونتذكر توجيه النبي (ص) الحكمة ضآلة المؤمن, وأنتم أعلم بأمور دُنياكم "وليس دينكم".
والإنتخابات كمُمارسة سياسية, تصبح جزءاً من التعاقد المُجتمعي, واجب الإحترام, للحفاظ على المصالح العامة.
أما بعد,
فلو أن مُهندساً صمّم مشروعاً , وجاء المُقاول المُنفذ فتلاعب بالكميات وخصائص المواد؛ ليزداد ربحه, فانهار المشروع وفشل, ذلك مَثلُ القوم الذين أدخلوا غُشّهم وتخلّفهم إلى سياسة بلادهم وغشّو شعوبهم, وإلّا, فكيف نجحت الدول العُظمى في الارتقاء بأُممهم بنفس الطريقة وليس بنفس الصلاة؟
إن الممارسة السياسية هي لتحفيز الطامحين للحكم لتقديم أفضل الحُلول, وليس لأجل ممارسة الإقصاء أو الإغداق الوظيفي, أو التسهيل -المزعوم- لطريق الناس للجنة, من حاكم لا يُسهّل لهم السير على رصيف الطريق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه