الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا غريب كٌن أديب

راغب الركابي

2016 / 1 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



يا غريب كُن أديب


في البداية هذا الكلام موجه للسفير السعودي في بغداد ، الذي ألمني منه تدخله فيما لا يعنيه ، فهذا الغريب منذ أن وطئت قدماه أرض الوطن ، وهو حامل سيفه على كتفه ، ونازل بنا ضربا يمنةً ويسره ، ولا أدري إن كان لهذا الدبلوماسي مهمة غير التي نعرفها ، عن السفارة من إحترام توجهات الدول وخياراتها ، ونحن في العراق هذا البلد المُثقل بأوجاعه ليس من الحكمة ، لمن يريد العيش بيننا : - أن يستهل عمله معنا بتوزيع الكلمات السلبية هنا وهناك ، ليس من الحكمة أن نثير الأحقاد بين المتصارعين على الأحقيات أو نعطي المبررات لتأزيم الأمور لمن في قلبهم مرض ، وإذا كنا جادين في إننا نحمل رسالةً ، فعلينا نشر السلام والحرية ومساعدة العراقيين في تخطي الصعاب ، من خلال جملة إجراءات عملية ، في التنمية وفي تطوير البنى وتنشيط الإقتصاد ، وعلينا تعميم الكلمة السواء بين أبناء المجتمع الواحد ونشر المحبة بينهم ، وهذه الإجراءات وقعها سيكون إيجابياً ، بل هي مفاتيح مباشرة لقلوب الملايين .

هكذا أفهم رسالة السفارة والسفراء ، ولكن الذي لا أفهمه هو التدخل فيما لا يعنيك من قضايا تزيد الطين بله ، هذا التدخل عندنا غير مقبول بل ونعده من الكبائر ، وهنا أشير إلى تلك التصريحات المنسوبة إليه ، والتي لم أفهم معناها لكونها لا تقع في باب النصائح ، ولا هي توصيف لبيان واقع حال ، ولا هو صيغة لرفع الحيف ضمن مبادرة عربية ممكنة مثلاً ، ولما لم تكن هذه التصريحات تقع في أية خانة من تلك التي ذكرناها ، يكون الكلام مجرد ثرثرة ونفخ وتأجيج نرفضه وتدخل في شأن العراقيين ، ذلك الشأن الذي يمر بمرحلة حرجة فكل كلام في غير محله مرفوض من قبلنا ولن نسمح به البتة .

وكلامنا هذا نوجهه لوزير الخارجية الذي يبدو لنا ليس تفاعلي بالدرجة التي تجعل للعراق وشعبه قيمة في أعين الأغيار ، هذا الوزير الذي فقد بريقه ووزنه وأهميته نتيجة لكبر سنه وتواضع أداءه وقلة خبرته ، ومحاولته أن يكون متفذلك زيادة عن اللزوم ، كما إن وزارة الخارجية لم تقدم للسفراء جملة شروط ومستحقات يجب مراعاتها قبل التصدي لأية موضوع ، فهناك قضايا لا يجب ان يخوض فيها السفراء أو من يريدون العيش بيننا ، ونحن نخوض حرباً على الإرهاب وعلى الفساد وعلى الخلاص من هذا الإرث الفاسد والفاشل ، قضايانا تُلزم الأخرين بعدم القفز وعدم إتباع الهوى أو تسجيل الحضور على حساب مستقبل الأجيال والمصير والهوية العراقية ، وإذا كنا نحن من يرفض الفئوية والعنصرية والطائفية بل ونرفض المحاصصة ، لا نود لمن يأتي من بعيد ليخوض مع الخائضين فيما ليس من إختصاصه ، ونُعيد التنويه مرةً أخرى بوجوب تغيير وزير الخارجية مع كل إحترامنا له ، نحن بحاجة لمن يكون قادراً معنا في خوض معركة الوجود معركة الهوية ، وهذه من لوازمها حضور الشخصية القوية الشجاعة الحاضرة الذهن القادرة على محاورة الأخرين في لغاتهم ، يفهمهم ويفهمونه والمسؤولية في ذلك تقع على رئيس الوزراء ليخرج من هذا التخبط ويضع الأمور في نصابها ، وأنا من موقعي أشير عليك بالسيد مثال الألوسي فهو خير من يتحدث بلسان عراقي مُبين ، ودعونا نتوجه نحو الحرب الحقيقية ضد الإرهاب ومن يريدون تمزيق الوطن والشعب ، دعونا نكون حازمين غير مترددين فما نمر به يتطلب الحسم والعزم والشجاعة ونكران الذات والمواجهة ، وفي هذا لا تُقبل أنصاف الحلول ولا تُقبل الترضيات والمجاملات بل الذي نعنيه مصير شعب ودولة وكيان ، فهل أنتم مستعدون لتحمل التبعات والأعباء أم إنكم غير ذلك ، فلقد نفث صدرنا بما نقول ومن الآن لن تجدو منا غير ذلك لمعرفتنا بأن هذه السنة هي سنة الحسم ، فإما نكون أو لا نكون ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ


.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ




.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -


.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس