الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع جديد ام خيبة امل

طاهر مسلم البكاء

2016 / 1 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بثت أمريكا في المنطقة العربية ماجاهرت بتسميته بالفوضى الخلاقة ، وفي عام 1990 ،وهو عام تسيد امريكا الساحة الدولية ،كانت مجرد افكار وتخيلات ،اما اليوم فقد أصبحت واضحة للجميع فهي تعني خراب البلاد وقتل الآلاف من سكانها وتهديم الأقتصاد والبنى التحتية ودخول الأرهاب متمثلا بعناصر القاعدة وداعش ، لقد طبلت وزمرت امريكا لتوضيح المبتكرالجديد للسياسة الأمريكية ،وأوهمت شعوب المنطقة التي كانت تعاني من الديكتاتورية البغيضة والفقر وانعدام الفرص ، بان الفوضى الأمريكية ستجلب في ريحها الجنة الموعودة والديمقراطية والرخاءوتحقيق الأحلام الوردية ، وهكذا تحرك الناس ،اما مسانده للقوات الأجنبية ضد حكوماتها أو هي ثارت فأزاحت الحكومات السابقة والتي كان بعضها متمسكا ً بكرسي الحكم لعشرات السنين ،والغريب في هذه الفوضى الأمريكية انها كانت لاتهب على البلاد التي لاتريد أمريكا لها التغيير كما في ممالك ومشايخ الخليج التي تعدتها بالرعاية رغم ان الزمن تجاوزها ،و انها لاتزال تتوارث الحكم كما في سالف الزمان !
وبعد التجارب العديدة في أغلب دول العرب ،أصبح من المؤكد انها لم تحمل الخير والأستقرار لأحد ، وبدت بعض الدول تعيدها لأكثر من مرة علها تحصد شيئا ً ،كما حصل في مصر وتونس واليمن ، وهذا نوع من خيبة الأمل لهذه الشعوب بما حصدته من نتائج .
اسباب فشل ثورات الربيع :
1- لايمكن ان نقول ان ثورة ربيعية قد ازهرت نتائج ملموسة ،بسبب التدخلات الخارجية الواسعة ،والتي غالبا ً ما تهدف لتنصيب اشخاص وكيانات بعينها بأسم الديمقراطية ،ولكنها تكون موالية للدول الخارجية وتدور في فلكها ،وقدتكون هذه التدخلات مباشرة كما في العراق وليبيا ،وقد تكون بواسطة أذرعها في تلك الدولة.
2- تأثير الرغبة الصهيونية التي تريد ان تخرج هذه البلدان بعد الثورة بأكبرقدر ممكن من التخريب وتحطيم للبنى التحتية ، وتمزيق للوحدة الوطنية والنسيج الداخلي .
3- الرغبة الصهيونية في البروز كدولة عملاقة في المنطقة وبصورة متسارعة وهذا يتم بأتجاهيين ،الأستقرار واستمرار الحياة لدى الصهاينة ، واكبر تحطيم وخراب وتقسيم ينتج في دول العرب ،وخاصة الكبرى المميزة كــدول المواجهة والــدول الســـاندة مباشرة مثل مصروسوريا ولبنان والعراق وليبيا والجزائر واليمن والسودان .
4- ادت الفوضى وضعف الدولة بعد هذه الثورات مباشرة الى بروز الحساسيات الدينية والمذهبية والقومية بصورة كبيرة ، واصبحت هذه التقسيمات مؤشر لفرز عناصر السلطة والثروات وغيرها مما عمق أثرها وتأثيرها في النيل من وحدة البلاد وتماسكها .
بدت البلاد العربية بعد الفوضى الأمريكية ،مفككة ومدمرة ولارابط مشترك بينها سوى انسياق بعض الدول بتأثير الكيس الخليجي ، كما حصل في تحالف السعودية في حرب اليمن ،وفي قرارات الجامعة العربية ضد ليبيا وسوريا ، ولم تقف مواقف مشرفة في المحن التي تعرضت لها البلدان العربية والأعتداء على اراضيها وكرامتها .
وبدت شعوبها مغلوب على امرها منتظرة ان يهبط الفرج ،تجرب حكومات الديمقراطية الفوضوية البائسة والتي ادت الى تهميش كبير للكفاءات وحصر المناصب والأمتيازات بيد أحزاب السلطة والأحزاب الأخرى المنضوية تحت لوائها،حيث اصبحت الحزبية مؤشر اختيار المناصب المختلفة في الدولة ،كما استشرى الفساد المالي والأداري مؤديا ً الى نهب الثروات و الأفلاس والى مزيد من الفقر ومن ثم الى النقمة الشعبية ،وهذا ما أعاد ثورات الربيع كرة ثانية رغم انها تحمل في طياتها المزيد من الدمار والقتل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا


.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.




.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع