الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب في الدراما التلفزيونية

أحمد اسماعيل اسماعيل

2005 / 11 / 11
الادب والفن


في خطوة جريئة ،وغير مسبوقة، عرضت قناتا أبو ظبي،و(أم -بي -سي) التلفزيونية ،عملين دراميين تناولا، ولأول مرة، موضوع الإرهاب الذي تمارسه الجماعات الإسلامية التكفيرية ،والذي بدأ بالاستفحال في مناطق عربية،وإسلامية غير عربية، أنعشت مناخاتها السياسية،وغير السياسية ،أورام خبيثة،يشكل التطرف الديني أكثرها بروزاً،وخطورة . لا شك أن الموضوع يستحق المعالجة الدرامية الجادة ،وعرضه للناس في وسيط جماهيري هام مثل التلفزيون مسلسل (الحور العين) للمخرج نجدت أنزور،عرضته قناة (أم -بي-سي) تناول هذا الموضوع
من زاوية اجتماعية،إنسانية : مجموعة من الأُسر العربية القادمة من بلدان عربية مختلفة: سورية ،مغربية ، سودانية ، مصرية، فلسطينية،لبنانية . تسكن كلها في مبنى واحد هومجمع جوهرة السلام في السعودية.جاءت إلى هذا المكان طلباً للرزق. تروي حكاية
أحلامها،وعذاباتها ،ومشكلاتها ،الصغيرة والكبيرة، امرأة دمشقية شابة،نجت من حادثة تفجير المبنى بوجه نصفه محروق،وقدمين مشلولتين.وروح محطمة إلى جانب هذا الخط الرئيسي في العمل ،والذي أستطاع أن يحقق هدفه من خلال تعاطفنا
مع شخصياته،واندماجنا معها،برز خط ثانوي أخذ بالنمو السريع، ليتحول إلى قوة مضادة للخط الرئيسي،ومدمرة لأبطاله.تمثل في شخصية أحد العناصر التكفيريةالتي استطاعت التأثير في شخصية شاب بسيط ،ومحطم،وتجنيده في خدمة أهدافها.
وفي مسلسل (الطريق الوعر )للمخرج شوقي الماجري الذي عرضته قناة أبو ظبي تمت معالجة الموضوع من زوايا عديدة: اجتماعية، واقتصادية ،وفكرية دينية..إضافة للجانب السياسي ،المرتبك، نتيجة حرص منتج العمل على عدم الابتعاد عن حظيرة
السلطة. ففي خطوط متوازية،ومتساوية الأطوال إلى حدًّ ما،رسم الكاتب شخصيات عمله وهي تنمو و تسير نحو مصائرها المحتومة في دروب وعرة،ملأى بالأزمات ،والذرا الدرامية ،والفكرية ،والحياتية.وبخاصة في خط الجماعة التكفيرية، موضوع العمل
ومحوره ،الذي يدور حول (المجاهدين العرب الأفغان) الذين عادوا من أفغانستان منتشين بما حققوه هناك من نصر على القوات السوفيتية،بدعم كبير من صديق الأمس أمريكا،وأنظمة عربية معينة، الحقيقة التي أغفل ذكرها الجميع –العمل والجماعات التكفيرية على حدَّ سواء. وفي سعي هذه الجماعات التكفيرية،لاستنساخ التجربة الأفغانية في بلدانها العربية التي تحكمها أنظمة أشد شراسة منها، كانت حليفة،وراعية لها حتى
الأمس القريب،ينهار التماسك الداخلي لبعض أفراد هذه الجماعات، وينفرط عقدها المتين، وتنال العقاب القاسي لخروجها عن طاعة ولي الأمر، الذي يقدمه هذا العمل والعمل الأول أيضاً، في صورة شديدة النقاء. على الرغم من غنى هذا العمل فنياً ،
وفكرياً، وعلى المستويات كلها،وبشكل يتقدم على العمل الدرامي الأول ،فأنه قدم لنا الإرهاب منزوعاً عن مسبباته ،وسياقاته التاريخية، وجذوره الاجتماعية والتربوية ناهيك عن العامل السياسي الرسمي،
الذي فعل فعله المدمر في شخصية الإنسان العربي المقهور، وعلى الرغم من ذلك، فقد تم تقديم السلطات في العملين بخلاف حقيقتها،
أو بنيتها القمعية التي لا تختلف كثيراً عن بنية، وتوجه الجماعات الإرهابية،حيث نجد المحقق في كلا العملين شخصية إنسانية،واعية وحضارية في سلوكها، وتعاملها مع الجميع ،بمن فيهم المتهمين أنفسهم .الأمر الذي أساء لمصداقية، وموضوعية العملين،ليس عند المثقف ،والمهتم، بل عند
جميع المحكومين في الوطن العربي ،ممن ألهب إرهاب الأنظمة ظهورهم ،وتلهب الجماعات المتطرفة أرواحهم ،مكملة بذلك ما بدأته الأنظمة القمعية من إرهاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع