الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار جودو

دينا الغزولي

2016 / 1 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تنقسم السلالة البشرية إلى ثلاثة أقسام .. غوغاء .. عظماء .. بين بين .. أقر ذلك تماما ليس لأننى أعرف بل لأننى أفكر فقط .. فقط.. وتلتحم لدى الرؤية فأنتج ما أقول ..إنك تبحث فيما أقول عن دلائل ؟ إنك هنا تصبح غوغائيًا جدا .. تبتاع ما أبدعته لأجل مرساك المزيفة .!هذا حديثى الذى سأبخره فوق رأسك إن فاجأتنى بالتساؤلات .. سأتهمك بالحمق.. وإن لم تفعل وتصدقنى سأتهمك أيضا بالحمق .. إذن كلكم غوغاء .. ومن العظيم إذن ؟؟ ربما نفس الأحمق يكون هو .. والبين بين خليط من الاثنين .. إن المشهد يستدعى الاشمئزاز إذن .. لا داعي للقلق .. لأن من يبحث ليرى ما ينتظر سيصطدم بذلك الهُراء ...إنك تقرأ الآن مقالا كُتب ليقدم جديدا .. وماهو الجديد ؟! وبما ننعته ؟؟! إن اتفقنا أن نسميه " جودو " هل سنخسر شيئا ؟!ربما الركض وراء جودو متعة .. وربما انتظاره به متعة أكثر .. الاثنان سواء هى قصة " جودو " فقط .. تبحث وأنت تبحث تنتظر ما يقدمه لك ما تبحث فيه .. رغم أن لاشىء جديد .. الأرض هى الأرض والسماء هى السماء والهراء هو الهراء .. أنت فقط ترسخ لحدود وضعتها لنفسك كى ترى ما تريد أن ترى .. إن رأيت وقلت إنها الحقيقة .. فما لك أن تجعلنى أقرها معك ؟ رغم أننا نبحث عن " جودو " واحد .. هل الاختلاف فى الـ " جودو " نفسه ؟؟! ربما .. ربما الاختلاف فى منهج البحث ؟! ربما.. ولكن لم تكون النتائج مختلفة إذا كان الـ " جودو " واحدا .؟! إذن على اعتبار 1+2=3 ، 2+1=3 .. لم تختلف النتيجة التى نرغب فى إيجادها .. ولكن إن قلت أنا 1+2=5 ما الضرر ؟؟!ومن أقر بأنها تساوى 3؟ سوى غوغائى أراد أن يفكر لينتج ونحن نتبع إثره .. إثره الذى لا منطق له .. سوى بعض الافتراضات .. إذن أنا افترض .. لا علىَّ شيء الآن .. ولكم أن تصدقونى أو لا .. إننا من نُوجِدُ قيمة الأشياء ونحددها ونقيمها إذن .. لمَ لا نقول على الجمال قبح وعلى القبح جمال .. كلهاافتراضات .. إذن من حقى أن أقول على ذلك الأحدب " بنيانه رائع ".!لا تملكون أن توقفونى عن هذه التجربة لأن مالديكم سوى افتراضات لا منطقية لها .. لا مطلقات للعبث بما أقول .. لمَ تنعتونى بأننى مخطئة ربما أنتم المخطئون .. ربما لا أحد مخطئ.. ربما لا أحد مصح .. ربما لا شىء صحيح ولا خطأ .. ربما لا يوجد شىء أصلا .!هل أخذتم جديدا كما أردتم .؟. نعم .إذن جاء " جودو " ؟!لا لم يأتِ بعد .!ها.!! وما الجديد إذن ؟؟خطوة جديدة للبحث .. ونقطة جديدة للقدرة على الانتظار والإيمان بأنه أتٍ لا محالة .
أها .. أتاكم الصبى هنا ليخبركم أن " جودو " سيأتى غدا ..
هذا رائع يا سادة .ولمَ تصدقون هذا الصبى ؟
ولمَ لا نصدقه ؟!
ربما سمعكم تتحدثون عن جودو وأتى ليسخر منكم ..!
لا .. لا يمكن .. إنه صادق بالطبع .. إنه أتى من عند من ننتظر أنه لا يكذب أبدا .
هل رأيتم من تنتظروه من قبل ؟
لا .هل تعرفوه ؟
بالطبع
كيف؟
سمعنا عنه
إذن لا تعرفوه
لا .. نعرفه جيدا .. حدثونا عنه كثيرا .
من حدثكم ؟
آباؤنا .
ومن حدث آبائكم ؟
أجدادنا ومن حدث هؤلاء؟
بالكاد .. من أنجبوهم
وهل قابل أحدهم جودو ؟
لا .. أورثونا أن ننتظره
وما سبب انتظاركم ؟
على هذا ترعرعنا
إذن .. سلام على ماترعرعتم عليه .!
إنكم يا سادة تتجرعون كأس الانتظار .. تبحثون عن " جودو " فى كل شىء .. تنتظرون أن يقفز لكم من السماء .. من تحت الأرض .. من تحت سرير نومكم .. من آنية الطهى قبل تبخر ما بها .. من فوهة بركان ملتهب .. من صلاتكم .. من ورقة مهملة فى الطريق .. وما لدى سوى أن أقول لكم .. إننى لا أقدم شيئا ولا أكتب شيئا مهما .. ولا أبلغكم جديدا .. ولا لدى هنا " جودو "فاعرضوا عنى .!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام