الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يعلن العمال الثورة على الفساد النقل البري أنموذجا

محمد باني أل فالح

2016 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أعظم الملاحم هي تلك التي يقوم بها العمال بوجه الطغاة والسراق الذين يتبجحون بالنزاهة والإخلاص وحماية حقوق الفقراء ولكنهم يحملون السلاح بوجه الابرياء عندما يطالبون بحقوقهم لذلك كان رجال النقل البري اليوم أقوى بأسا واشد شكيمة بوجه المنافقين وسراق المال العام تعاضدوا فيما بينهم ووقفوا وقفة رجل واحد مطالبين بإصلاح وضع شركتهم وتأمين معاشاتهم والحفاظ على مستقبلهم الذي ضحوا بالكثير من أجله منذ عشرات السنين ولهم كل الحق في مطالبهم الشرعية التي تنسجم مع أمكانية وقدرات الشركة الانتاجية والسوقية من خلال توفر الأمكانيات والأيدي العاملة والخبرة على مدى سنين طويلة كانت فيها شركة النقل البري تمثل الناقل الوطني في البلد ولكن تلاعب الايدي الفاسدة في مقدرات وإمكانيات الشركة وتحويل عقودها الى شركات القطاع الخاص وتهميش دور الشركة في مجال النقل في مؤانىء البصرة وجعلها تقف في الصف الثاني وربما الاخير بعد شاحنات وزارة التجارة ومكاتب النقل الاهلية والتلاعب في مقدرات المنافذ الحدودية وبيع المنفيست وقيام مدير الشركة برحلات مكوكية وسفرات ترفيهية مستمرة الى جميع بلدان العالم وكأنه حفيد الملكة اليزابيث من تركيا الى الامارات ومن الامارات الى السويد ومن هناك الى لندن ومن لندن الى الصين وهلم جرا حيث لم يستقر في الشركة اسبوعا واحدا فيما تكون جميع صرفيات تلك الايفادات من أموال الشركة من سفر وأقامة في فنادق خمسة نجوم وجولات سياحية له ولعائلته الكريمة كل ذلك أضافة الى مبلغ الايفاد الذي يحصل عليه من الشركة عند عودته من السفر دون أن يكون هناك اي أستفادة تذكر في مجال خدمة الشركة من تلك الايفادات المكوكية وزيادة فوق كل ذلك المبالغ التي يحصل عليها من شركات النقل العام العاملة مع الشركة والتي تتعامل معه بالدولار وهي تغدق عليه بالأموال من أجل تحويل العقود التجارية في نقل المواد التجارية لصالحها فيما يكون مصير سائقي وشاحنات الشركة الركون الى سبات شتوي طويل في كراجات الشركة المنتشرة في بغداد وضواحيها ويكون على موظفي الشركة القبول بضنك العيش والعوز والحاجة مع قيامه بتوجيه ادارة الشركة بقطع رواتب الموظفين وجعل غالبية الرواتب تصل الى 250 الف مع قطع الحوافز الشهرية وتقليل أجور الوقود بالنسبة للسيارات الخدمية ومنع المكافآت ورفض دعم المشاركين في المناسبات والزيارت الدينية التي يبقى فيها السائقين مع شاحناتهم الى أكثر من عشرة أيام في العراء دون زاد ولا طعام ولا منام يليق بهم بينما يكون مقره ومن معه في فنادق الدرجة الاولى ويقوم بصرف مبلغ بعشرات الملايين كصرفيات بتلك المناسبات يذهب معظمها لجيبه الخاص .
ولكن لكل بداية نهاية واليوم وضع أبطال شركة النقل البري من عمال وموظفين نهاية لأسطورة الرجل الذي طالما تبجح ببقائه في الشركة الى يوم يبعثون ولكنه توهم حين راهن على ذلك بوجود رجال النقل البري الابطال الذين لا مجال للرهان في تحقيق ما يريدون وما هم عازمون عليه فكانت ثورة النقل البري تطرزها تضحية مضرجة بدماء الابطال الذين سقطوا في ساحة المواجه مع خفافيش الشر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة