الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعنة الكتابة

أسامة هوادف

2016 / 1 / 26
الادب والفن


أعتقد أن أفضل ما يلخص الفكرة التى أود طرحها هي عبارة الأحد الكتاب الغربيين لا يحضرنى أسمه الأن يقول فيها( أذا لم أكتب ما بذهنى سوف أصاب بالجنون) بهذه الكلمات الواضحة المعنى العميقة الدلالة تكمن الأشكالية التالية هل الكتابة لعنة؟ أم هي شئ عادى فى نفس الأنسان ؟ ومن أجل الاجابة على هذه الأشكالية نجد أنفسنا مجبرين على طرح التساؤل التالي الماذا نكتب وأعتقد أن هذا السؤال هو جوهر وجودنا والر وح الكامنة في أجسادنا نحن نكتب الأننا معذبون فنحاول أن نخفف من الألم بواسطة القلم نكتب لأن شرخا كبيرا في كياننا قد وقع نحن نكتب النثبت أننا موجودين فمعظم الكتاب شعارهم (أنا أكتب أذا انا موجود) فثائر يكتب مقالاته لأن روحه لم تستطع أحتمال أفكاره المجنونة حبيسة جسده فأرد عن طريق الكتابة تحرير أفكاره ليقرأها الجميع والعاشق يكتب أروع القصائد وأجمل نصوص النثرية ليخلد حبه وعشقه نحن نكتب لأننا نقوم بواجب الأنسانية فينا ولنحافظ على الأمانة التاريخية المنوطة بنا لأننا شهود على زمن ملئ بالأحداث والتجارب فمن حق الأجيال القادمة أن نكتب لها عن وجودنا ونجاحاتنا وأخفاقتنا كشعوب أنسانية نحن نكتب لندافع عن فكرة أو قضية أعتنقناها وأصبحت جوهر وجودنا ...لا زال نظار البشرية منذو قرون يطرحون التساؤل التالي لماذا يغامر الكاتب بحمل قلمه ويجعل عقله ينزف عن طريقه على الورق الأبيض لينير درب الجميع في هذا الزمن المظلم يكتب على الورق الأبيض وهو يعلم تمام العلم أنما يكتب وثيقة سجنه ودليل أجرامه وأدنته ولكنه مع ذلك يكتب بلا مبالاة بالعواقب الجسيمة رغم أدراكه أن الكتابة فعل مجرم خصوصا في وطننا العربي ربما هى لعنة حلت به أو نشوة صناعة الأفكار أو خمرة القلم لكن بتأكيد هناك صوت داخلي يهتف به أكتب..أكتب..عبر عن ذاتك وألا سوف تصاب بالجنون وتشعر بكراهيتك لنفسك....يقول المفكر الفرنسي جان بول سارتر( أينما حط الظلم رحاله كنا نحن الكتاب مسؤولين عنه)وهذه العبارة تؤكد بأن الكتاب هم أنوار الله على الأرض أن حياة الكاتب هي عذاب وأكتواء وحرقة وفي كل هذه المعاناة تكمن السعادة الحقيقية وتتجسد من خلالها عظمة الكاتب والكتابة هى أنحياز القضية او رسالة معينة فكاتب الحقيقى هو ذلك الموجود في أهات المضطهدين ودموع الضعفاء وزفرة المسجونيين والمظلومين فيطلق العنان لقلمه ليخط الحروف التى تكونت فى رحم المعاناة وأضطرمت فى نيران قلبه الثائر أن الكتابة مواقف وكم من كلمة كتبها صاحبها فأردته قتيلا أو مرمي في زنزانة ...ما أكثر الكتاب في وطننا العربي وما أقل الكتاب الذين يحملون هم أمتهم ..ربما مقالى هذا فيه بعض الافكار المتدخلة والمتشتتة ولكنها كما أسلف لعنة الكتابة تأتي فجأة فتجد نفسك مجبر على حمل القلم لتكتب ما يختلج فى جنبات قلبك وكأن الوحى يتنزل عليك كل كاتب بعدما يفرغ من كتابة ما بذهنه من افكار تراه فرح مسرور ويطلق زفير عميق وكأنه تخلص من على ظهره من كيس ثقيل وها أنا ذا بعدما كتبت هذه الكلمات أطلق ذلك الزفير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود


.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا




.. الموسيقار نصير شمة: كل إنسان قادر على أن يدافع عن إنسانيته ب


.. فيلم ولاد رزق 3 يحصد 202 مليون جنيه خلال 3 أسابيع




.. اعرف أكتر عن وزير الثقافة أحمد هنو