الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((المرجعية قد زادت في كلامها هذه المرّة (ج1) ...)) . قراءة في موقعية المرجعية من العمليّة السياسية .

مرتضى عصام الشريفي

2016 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بدأت نغمة خطب المرجعية تتصاعد نظراً للمرحلة الحرجة التي يمرّ بها العراق، ونظراً للتحديات، والأزمات المستقبلية، وهذا يفصح لك عن المخاوف الحقيقية منها عند المرجعية، ومن المؤكّد أنّ المرجعية قد توصّلت إلى هذه المخاوف من خلال إعمال نظرها، ورؤيتها الراجحة، وعلى السياسيين أنْ لا يغفلوها؛ لأنّها صدرت عن جهة حكيمة طالما برهنت على رجاحة رؤيتها للأحداث، وقدرتها على تجاوز الأزمات؛ لو كانت هناك آذان صاغية ..!! .
.
وربّما بعضنا لا يعرف خطورتها، أو أنّها لا تخطر بباله؛ لعدم متابعته للأحداث، أو يعرفها؛ لكن يصعب عليه معرفة جذورها، وأصولها، وأبعادها الدولية، وعندما تقع يكون هو الجاني، والضحيّة في آن، ولو أردنا أرشفة هذه الأحداث الحالية نجد أنفسنا أمام أزمات تهدّد مستقبل العراق، وشعبه، فتزايد مسلسل الخطف، والقتل في مناطق محدّدة ذات طبيعة مذهبية؛ لهو مؤشر خطير على تنامي الطائفية التي فترت لوهلة من الزمن، ومنها تباري القادة في التصريحات، والتهديدات التي تساهم بقوّة في ترسيخ هذه الطائفية .
.
فضلاً عن الأزمة المالية المرتقبة، وتصريحات قادة الجيش الأمريكي بحقّ الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران، ووضعها لإستراتيجية عسكرية تفرض إرسال قوّات برّية للعراق، والتنسيق مع البيشمركة على حدّ تعبير بايدن، ربّما تحاول الولايات المتحدة من خلاله رسم سيناريو قتال هذه الميليشيات بعد سيناريو داعش، وقد قال البيت الأبيض بأنّ بايدن يقصد بتصريحاته (مسلّحوا داعش فقط)، وتصريح البيت الأبيض هذا يؤكد هذا السيناريو، وأكاد أجزم إنّنا سوف نراه؛ لأنّ الأجواء المناخية للسياسة العراقية صالحة لذلك، وهنا مكمن الخطورة الحقيقية .
.
ولو تساءل أحدنا أين موقع المرجعية من هذه الأحداث، وما هي وظيفة القوى السياسية اتجاهها أيّ : اتجاه المرجعية، والأحداث . المتتبّع للكلام المرجعية يعرف أنّها في موقع المرشد، والناصح الأمين لجميع القوى السياسية، ولمكانتها الروحية، والدينية، ولرؤيتها النافذة، ولدورها الفاعل في إنقاذ العراق؛ أصبحت المرجعية في موقع أساسي من السياسة العراقية، والدولية؛ لكن ما حجب هذا الموقع من تجسيد دوره في واقع السياسة العراقية؛ هو الصراع الدولي بين أمريكا، وإيران المتمثّل بالنفوذ السياسي داخل العراق لأطراف هذا الصراع؛ فضلاً عن الخلاف الساذج بين القوى السياسية للمكوّن الواحد؛ لهذا السبب بُحَّ صوت المرجعية دون جدوى من هؤلاء الساسة، وبهذا التناقض عُرِفت وظيفة الساسة المغيّبة اتجاهها ...!! .
.
تجاهلت الطبقة السياسية غايات المرجعية في جعل العملية السياسية في العراق تقوم على أساس رصين من الانسجام بين قواها السياسية داعيةً لنبذ كلّ الانتماءات سوى الانتماء للعراق، وتذويب كلّ الخلافات؛ كي يكون العراق رقماً له قيمة في حسابات السياسة الدولية؛ لكن للأسف، فقد عملت هذه القوى خلاف هذه الرؤية بأنْ ذهبت كلّ قوّة سياسية إلى نفوذها الخارجي؛ لتستقوي به على من تصوّرتهم خصومها من شركائهم في الحكومة، والوطن؛ لذلك سادت اللغة الطائفية بينها، وبدورها انعكست على الأمن المجتمعي، وأصبحوا رقماً هامشياً لا قيمة له في المعادلة الدولية، فاليوم رأينا ذهاب بايدن إلى تركيا، وجون كيري إلى السعودية، وتصريحات كارتر التي لم تعطِ للعراق حتى حقّ القبول، أو الرفض في ما تسعى أمريكا القيام به .
.
للأسف أصبح العراق مسرحاً مفتوحاً للدراما الدولية أنْ تعرض فيه بحرفيّة كتّاب السيناريو بحبكة الأحداث، مع سذاجة، وجهالة الممثّلين؛ لذلك اصطبغت فصول المسرحية بالدماء، وسط دهشة، وذهول المشاهدين لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا