الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والمؤتمرات الدولية

عبدالخالق حسين

2016 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك أن العراق ليس في وضع يحسد عليه، فمازال ضمن قائمة الدول الفاشلة، حيث يفتقر إلى الوحدة الوطنية، وعجز الحكومة المركزية عن السيطرة الكاملة على أطراف البلاد، وتدخل حكومات أجنبية في تشكيلة حكومته المفترض بأنها حكومة الشراكة والوحدة الوطنية (partnership)، بينما هناك أطراف مشاركة فيها ومعادية لها، مهمتها شل عمل الحكومة، وتمنح ولاءها للسعودية وقطر وتركيا وليس للعراق. إضافة إلى الأزمة المالية الخانقة بسبب انهيار أسعار النفط، المصدر الرئيسي للموازنة، و الصرفيات الهائلة كرواتب خيالية لأعضاء السلطتين التنفيدية والتشريعية، والمتقاعدين منهم، وحماياتهم التي فاق تعدادها الجيش الإتحادي، والأدهى، مشاركة بعض هذه الحمايات في الإرهاب، إلى جانب الإرهاب البعثي الداعشي الطائفي المنظم، والمدعوم من قبل الحكومات الإقليمية، ناهيك عن الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة.

في ظل هذه الأوضاع المزرية، تحاول الحكومة جاهدة أن توهم الرأي العام العراقي والعالمي أن العراق بألف بخير، ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار. وكدليل على هذا "الاستقرار" الوهمي، قامت الحكومات العراقية المتعاقبة خلال السنوات العشر الماضية بعقد مؤتمرات دولية في بغداد كلفت خزينة الدولة أموالاً طائلة ودون أن تحقق أية نتائج إيجابية للعراق بما فيها الأغراض الدعائية والإعلامية.

وآخر هذه المؤتمرات كان (مؤتمر اتحاد برلمانات الدول الإسلامية) الذي عقد مؤخرا في بغداد يوم الأحد (24 كانون الثاني 2016)، والذي كلف خزينة الدولة نحو 5 مليون دولار(1)، مما أثار احتجاج الكثير من الكتاب والإعلاميين العراقيين الحريصين على المصلحة العامة.

المضحك والمبكي في الأمر أن حاول خصوم السيد نوري المالكي، الذين اعتادوا على تحميله جميع مشاكل العراق المتراكمة عبر قرون، استغلوا هذه الفرصة فألقوا اللوم عليه أيضاً في دعوة عقد هذا المؤتمر في بغداد بصفة نائب رئيس الجمهورية، بينما قال مقرر مجلس النواب ان " هذا خطأ من موظف وخطأ غير مقبول، وعلى رئاسة البرلمان محاسبة هذا الموظف"، مؤكدا ان " مناصب نواب رئيس الجمهورية الغيت والبرلمان صوت على ذلك".

المهم، أننا نرى أن عقد المؤتمرات الدولية في العراق، وفي أوضاعه الحالية البائسة، لا يخدم القضية العراقية، فهي باهظة النفقات التي من الأولى صرفها على فقراء الشعب، كما و تشغل أعداداً كبيرة من القوات الأمنية في توفير الحماية للوفود بدلاً من تركيز اهتمامهم على حماية الشعب من الإرهابيين والجريمة المنظمة. لذلك نهيب بالمسؤولين عدم دعوة عقد هذه المؤتمرات الدولية في العراق، فهي غير مجدية، ودون أن يكون لها أي مردود إيجابي للمصلحة الوطنية.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــ
رابط ذو صلة
5 مليون دولار تكلفة مؤتمر البرلمانات و التحقيق جاري بشأن شبهات فساد
http://www.akhbaar.org/home/2016/1/205895.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العراق والشام ضيعة (البعث وداعش) والباحثين عن دور
شام فهيم ( 2016 / 1 / 27 - 13:53 )

فاقدو الحس الوطني والقومي العروبي في حوض الفرات، تبعية شركة أميركية فارسية يبحثون عن أسلاب القطرين الشقيقين بخلاف المصلحة الوطنية العليا للعراق والشام

يزايدون متسترين بالوطنية الزور،

تجد برزاني أوضح خيانة من المزايدعليه!. partnership شركةأكثرمنطرف مفترضقانونا في ربح وخسارة. تتميز الشركة التضأمنية عن شركة المساهمة partnership في المعاملة الضريبية، حيث لا تؤخذ الضريبة مباشرة على الأرباح ، إنما من كل شريك بعد توزيع الأرباح حسب نسبة انصبتهم. قد يتعرض الشركاء إلى مسؤولية أكبر عن شركات المساهمة، كل شريك مسؤول عن ديون الشركة. شركاتٍ مساهمةٍ عامةٍ وشركات مساهمة خاصة ولا يُسأل الشريك في شركة المساهمة إلا بقدر حصته في رأس المال.
مقالك مضوعي مختلف
وأنت طبيب مختلف عن مضمد من أشباه أنصاف وأرباع المتعلمين والمثقفين وأشباه الرجال،

سوقة مزاد علني وظاهرة صوتية ومواقع إلكترونية يذكرون بالممثلة الكوميدية المصرية
الراحلة وداد حمدي
!!


2 - الاحتفالات والمؤتمرات أحسن وسيلة
يحيى طالب ( 2016 / 1 / 27 - 19:31 )
أحسن وسيلة لللفط والسرقة والنهب هي هذه المؤتمرات والاحتفالات وأمثالها لانه ماتكدر تتحاسب وياهم هلكد كلفت وهلكد صرفت !! وراحت فلوسك يا صابر !! شكرًا للدكتور الرائع وشكرا للحوار المتمدن


3 - تسرع إلى الحجب بنية مسبقة قبل فهمك للتعليق
وداد دولتآباد ( 2016 / 1 / 28 - 15:19 )

لفت انتباهي ابتداء اسمي مسك ختام للتعليق 1 .. فلما اطلعت عليه وجدت فيه إيضاحا لمصطلح
partnership
مررت عليه سريعا أنت أيها الطبيب

،إني مضمد متقاعد في الـ73 خريفا على قد حالي وجدت سقوط حرف ( و ) سهوا من كلمة موضوع

في التعليق 1، لكنك عقدت الوضع وأثرت ريبة غير مبررة بغفلة لا شطارة ! (ردت تكحلها عميتها ! وكأنك أبدعت أمرا أو كناقل التمر إلى هجر وبصرة والحديد إلى مدينتك نيوكاسل !) وأنت طبيب عام باستسهالك النقر على زر حجب رأي إنسان مضمد ودليل سياحي يجيد العربية مع اللغة الأم الفارسية.. حجب منفر للتجاوب معك بدلا من أن تكون جذابا

،هكذا علمتني الحياة في عملي السياحي في مدينة المتعة الحلال (دولت آباد) جنوبي عاصمتي الحبيبة طهران بصفتي تبعية إيرانية وأفتخر.. والسلام.


4 - عفوا ! أقصد كلمة (موضوعي) لا موضوع
وداد دولتآباد ( 2016 / 1 / 28 - 18:00 )

وقصتي منشورة على رابط (الجالية) للتعرف علي:

http://www.iraaqi.com/news.php?id=20188&news=1#.VqpTrPnhCM9

اخر الافلام

.. هكذا اعترف عمار لريم بحبه لها ????


.. مصر: طبيبات يكسرن تابو العلاج الجنسي! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كندا: حرائق تحت الثلج! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مارين لوبان: بإمكاننا الفوز بهذه الانتخابات وإخراج فرنسا من




.. أكثر من 3 تريليونات دولار.. لماذا هذه الاستثمارات الضخمة في