الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديثُ قلبٍ جريح

حفيظ بورحيم

2016 / 1 / 27
الادب والفن


اِسمَح لِي يا أبَا العَلاءِ لأَني تَجَرأتُ وطَرقتُ بَابك وأَيقظتك مِن نومِك، فقدْ وَجدتُ أنَّنَا معا أخوين فِي الرِّضَاعة؛ تَجرعْنَا معًا شَرَاب العَلْقم من كَأسِ أُم ذَفْرٍ، فأَدْخِلني إلى بيتكَ حتى أَحْكي لكَ عن المآسي، فلستَ وحدك من يقاسي، وَيحبلُ بالألم والحزن، وينتقد ظلم الحياة والزمن.
أدخلني مع مريديك لننشد مَعا لُزومِيات كَثِيرة نجمعُ فيها كُلَّ مَا قيلَ وما سَيقَالُ.
أدخلني حتى أمزق صدري وأُريك خيوطَ العنكبوت التي تلف القلب، وكل الديدان التي تمتص شباب عمري.
أدخلني، فإن كُنت قد فقدتَ سيدة وجودك فإني قد فقدتُ سيدة قلبي وصرتُ في متاهات الحياة أبحثُ عن جدار آخر حتى أكتب سطراً عن الأيام الماضية.
أدخلني يا سيدي الفيلسوف، فأنا قد نسيتُ علماً اسمه المنطق واختلطتْ علي المُقَدِّماتُ بالنتائجُ، فصَار فِي مِرآة تَصَوري شرخٌ عظيمُ الطولِ تماماً مثل جُرحِي الذي أحمله في أعماقي.
أَدخلني يا سيدي النحوي إلى بيتك فقدْ تفككتِ التراكيبُ وتساقطتِ المفرداتُ في وادي النسيانِ، فضاع الكلامُ وشُلّ اللسانُ.
أَدخلني يا سيدي الصرفي فقد صرتُ أَرطنُ وأنطِقُ بكَلام الأشباحِ فلا أجدُ لهُ وزناً ولا أصلاً.
أَدخلني يا سيدي الشاعر فإني قد كَبَوتُ في بحرٍ بلا قًرارٍ، وختمتُ تاريخَ جنون المُحبينَ من العَربِ، غير أنهم شعراء يطلقونَ شياطينهم لصيدِ المفردات، أمَّا أنا فحسبي صوتُ قَلبي الخافت الذي لا يسمعُه غَيري.
أَرجوكَ لا تَشتمْني مثلَ أم ذفرٍ، ولا تَقلْ لي إنَّ النوحَ والبكاءَ غير مُجْدِيَينِ في مِلتك واِعتقادكِ، فقد ينفعُ البكاءُ حينَما تصيرُ المَعَاني مُجردَ أطيافٍ تُحَلقُ في السمَاءِ فلاَ تقبضُ على الألفاظ ؛ ذلك لأنها تكره اللباس مثلك يا شيخي العزيز .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي