الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين نظامين ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بين نظامين ..
إعترافٌ مسبقٌ : أعترفُ بأنني أتناولُ اللحوم ، ومع ذلك لا أُطيق رؤية عملية الذبح . وذات عيد أضحى ، صحبة صغيرتي التي تُرافقني في "معايدة" أخواتي يوم العيد ، وصلنا الى بيت أختي الكُبرى ، ويا "للصدمة" ، فقد كان زوجها في أوج عملية ذبح خروف العيد ، فلم نتمكن من الدخول رغم الإلحاح ، سلمتُ عليها وانقلبنا على اعقابنا راجعين ..فقد كان المشهد صعبا ،قاسيا ومؤلماً... ومع ذلك ، فأنا من "الحيوانات" اللاحمة...!! وكذا صغيرتي ...
وأتذكر بإجلالٍ وتقدير ، الكاتب اليهودي ، الحائز على نوبل ، والناجي من الهولوكوست ، يتسحاق بيشبيس - زينغر ، الذي وصف ما يجري للحيوانات على ايدي البشر بأنه هولوكوست .... رغم ما في المقارنة بين الهولوكست اليهودي ، وهولوكوست الحيوانات ، من استفزاز .. وبشبيس- زينغر كان منسجماً مع ذاته ومع أفكاره ، لذا كان نباتيا ..
تذكرتُ ذلك العيد ، وذاك الأديب ، عندما قرأتُ نبأ الحكم على الاستاذة فاطمة ناعوت ،بالسجن ثلاث سنوات ، بتهمة إزدراء الأديان ... والغريب في الأمر هو إعتبار الدفاع عن الحيوانات إزدراءً ..
بيشبيس – زينغر ، حصل على نوبل في الأداب ، وفاطمة تحصل على "سجن " ، لنفس السبب تقريباً ..!!
الفرق يكمن في اختلاف الأنظمة السياسية والمنظومة الفكرية التي تعتمدها مرجعية .. المشكلة ليست في المحامي الذي تقدم "ببلاغ" ضد الاستاذة فاطمة ، بل في النظام السياسي والقضائي ، الذي يزود كل فرد "بمسدس" يُطلق منه النار على رأس من يشاء ..
النظام القضائي العصري ، يضمن حق كل مواطن بالتقدم بشكوى ضد من ألحَقَ الضرر به شخصيا ، ولا يسمح لكائن من كان أن يكون "حارساً" للنظام العام أو للأخلاق العامة أو سمِّهِ ما شئت ..!!
النظام القضائي في الدول التي تحترم نفسها ، لا يُحاسَبُ الأفراد فيه على مواقفهم الأخلاقية ...!! بل وحتى لو كان الأمر كذلك ، فالمدعي العام أو مكتب المدعي العام هو المُخول الوحيد بتوجيه الإتهام ضد الأفراد ، وليس نتيجة نزوة من أحد ، أو تصفية حسابات مع آخر ..
الاستاذة فاطمة ، والاستاذ اسلام البحيري ، فرج فودة ، نصر حامد أبو زيد ، وغيرهم كثر، هم ضحايا النظام السياسي والقضائي ، قبل أن يكونوا ضحايا للمؤسسة الدينية ..!!
وأخيرا ، أتمنى ان تقوم محكمة النقض بإلغاء الحكم ، وأُعلنُ تضامني مع الاستاذة فاطمة والتي قالت بأن ما كتبتهُ كان على سبيل المزاح البريء، (هكذا فهمتُ على الأقل )، فحتى لو كانت جادة ، فمن حقها أن تدعو لعدم تناول اللحوم ...
لا يكفي تغيير رأس النظام ، بل تغيير النظام برمته ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ قاسم حسن محاجنة المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 1 / 27 - 13:36 )
نتضامن معكم من اجل اطلاق سراح الكاتبة والاعلامية والناشطة المدنية المصرية فاطمة ناعوت من السجن ونقض الحكم الصادر بحقها..

نتفق معكم كلية (لايكفي تغييرراس النظام .. بل تغيير النظام برمته )..

احسنتم النشر !


2 - الاستاذ وليد المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 1 / 27 - 14:13 )
تحياتي وخالص شكري
يشرفني تعليقك
مع خالص المودة

اخر الافلام

.. ما أبرز رهانات الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسي


.. كلمة رئيس حزب -فرنسا الأبية- جان لوك ميلنشون عقب صدور نتائج




.. بسبب التنقيب عن الآثار.. مقتل طفل بجريمة مروعة في مصر


.. بالمسيرات الانقضاضية.. حزب الله يستهدف إسرائيل.. والغرب يحذر




.. حزب الله.. القدرات العسكرية | #التاسعة