الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة “ البحيرة-: للشاعر الفرنسي“لامارتين“

ادريس الواغيش

2016 / 1 / 27
الادب والفن


قصيدة “ البحيرة": للشاعر الفرنسي العالمي“لامارتين“
ترجمة: إدريس الواغيش
عن هذه القصيدة:
يقول عنها الدكتور نيقولا فياض وهو طبيب وشاعر وخطيب ومترجم لبناني،وعضو المجمع العلمي العربي (مجمع اللغة العربية) ، بأن ” الفونس لامارتين ” كان قد كتبها في حبيبته التي صادفها عندما كان في رحلة علاج وهو في السادسة والعشرين من العمر، ولمح وهو يتمشى على شاطئ (بحيرة بورجيه) امرأة تدعى جوليا شارل (في الثانية والثلاثين من العمر) وهي تحاول أن تضع حداً لحياتها، بعد أن أتعبها المرض وبدأ اليأس يتسلل إلى نفسها.
في تلك اللحظة التي شارفت فيها على الغرق خرجت لها يد “لامارتين” المنقذة، فتعلقت بمنقذها وأحبته وأحبها، وعندما كان يتنزه وإياها على ضفاف البحيرة، اتفقا على أن يكون حباً روحياً سامياً عن الرغبات الجسدية، ثم غادرها، واتفق معها على اللقاء في العام القادم في مدينة اكس ليبان، وطلبت منه إن هي ماتت قبل أن تراه أن يرثيها بقصيدة من قصائده. وهذا ما حصل، لقد ماتت قبل أن يراها في العام التالي بسبب المرض، فأوفى بطلبها وخلد اسمها فرثاها بهذه القصيدة التي كانت ومازالت من روائع الشعر العالمي.(منقول)
الشاعر الفرنسي ألفونس دو لامارتين يذكرنا في هذه القصيدة تحديداً بفلسفة الشاعر الإنجليزي وليم ويردزويرث من حيث ميلهما معا إلى الرومانسية و والميل أحيانا إلى العزلة، فالشاعر الإنجليزي كان يعاني من الوحدة كما ظهر ذلك في إحدى قصائده الشهيرة، والتي ترجمتها إلى العربية تحت عنوان:“ وحيد كسحابة“، وهي قصيدة تذكرنا بلامارتين كماهنا في قصيدة " البحيرة"، فالأول يتأمل السماء والسحب، ولامارتين يتأمل البحيرة وما حاط بها من أحداث، وما يحيط بها من طبيعة.
قصيدة وليم كما قصيدة ترجمتا معا إلى أكثر من لغة، ومن بينها اللغة العربية التي ترجمها إليها عدة مترجمين عرب، كانوا “ هواة“ أو “ محترفون“ وأبدعوا في الاثنين معا.

Le lac
Ainsi, toujours poussés vers de nouveaux rivages,
Dans la nuit éternelle emportés sans retour,
Ne pourrons-nous jamais sur l océan des âges
Jeter l ancre un seul jour ?
Ô-;- lac ! l année à peine a fini, sa carrière
Et près des flots chéris qu elle devait revoir,
Regarde ! je viens seul m asseoir sur cette pierre
Où tu la vis s asseoir !
Tu mugissais ainsi sous ces roches profondes,
Ainsi tu te brisais sur leurs flancs déchirés,
Ainsi le vent jetait l écume de tes ondes
Sur ses pieds adorés.
Un soir, t en souvient-il ? nous voguions en silence -;-
On n entendait au loin, sur l onde et sous les cieux,
Que le bruit des rameurs qui frappaient en cadence
Tes flots harmonieux.
Tout à coup des accents inconnus à la terre
Du rivage charmé frappèrent les échos -;-
Le flot fut attentif, et la voix qui m est chère
Laissa tomber ces mots :
" Ô-;- temps ! suspends ton vol, et vous, heures propices !
Suspendez votre cours :
Laissez-nous savourer les rapides délices
Des plus beaux de nos jours !
" Assez de malheureux ici-bas vous implorent,
Coulez, coulez pour eux -;-
Prenez avec leurs jours les soins qui les dévorent -;-
Oubliez les heureux.

" Mais je demande en vain quelques moments encore,
Le temps m échappe et fuit -;-
Je dis à cette nuit : Sois plus lente -;- et l aurore
Va dissiper la nuit.
" Aimons donc, aimons donc ! de l heure fugitive,
Hâtons-nous, jouissons !
L homme n a point de port, le temps n a point de rive -;-
Il coule, et nous passons ! "
Temps jaloux, se peut-il que ces moments d ivresse,
Où l amour à longs flots nous verse le bonheur,
S envolent loin de nous de la même vitesse
Que les jours de malheur ?
Eh quoi ! n en pourrons-nous fixer au moins la trace ?
Quoi ! passés pour jamais ! quoi ! tout entiers perdus !
Ce temps qui les donna, ce temps qui les efface,
Ne nous les rendra plus !
É-;-ternité, néant, passé, sombres abîmes,
Que faites-vous des jours que vous engloutissez ?

Parlez : nous rendrez-vous ces extases sublimes
Que vous nous ravissez ?
Ô-;- lac ! rochers muets ! grottes ! forêt obscure !
Vous, que le temps épargne ou qu il peut rajeunir,
Gardez de cette nuit, gardez, belle nature,
Au moins le souvenir !
Qu il soit dans ton repos, qu il soit dans tes orages,
Beau lac, et dans l aspect de tes riants coteaux,
Et dans ces noirs sapins, et dans ces rocs sauvages
Qui pendent sur tes eaux.
Qu il soit dans le zéphyr qui frémit et qui passe,
Dans les bruits de tes bords par tes bords répétés,
Dans l astre au front d argent qui blanchit ta surface
De ses molles clartés.
Que le vent qui gémit, le roseau qui soupire,
Que les parfums légers de ton air embaumé,
Que tout ce qu on entend, l on voit ou l on respire,
Tout dise : Ils ont aimé !
.................









قصيدة: البُحيرة
هكذا...
نحن مدفوعون دوما إلى عوالم جديدة
في الليل الأبدي نُجْرفُ بلا عودة
فهَلا استطعنا، ونحن في محيط أعمارنا
تَرْك المرساة ولو ليوم يوم واحد؟
.............
آه يا بحيرة !
العامُ قد أنهى بالكاد مَسيره
بالقرب من الأمواج الحبيبة
كانت ستراها من جديد
انظري...
ها أنا قد جئتُ وحيدًا
لأجلس فوق هذا الصخر
...................
كنت تهدرين تحت هذه الصخور العاتية
كنت تتحطمين على حوافها الممزقة
والريح تلقي بزبد أمواجك على رجليها الذَّهبيّتين
.................
ذات مساء، إذا كنت تذكرين؟
كنا نبحر في صمت:
ولم يكن يصلنا من بعيد، في الأفق ، تحت السماوات
غير ضجيج المجاديف وهي تضرب على إيقاع أمواجك المُنسجمة
..................
وفجأة، لهجات غير مألوفة في عالمنا
يردد أصداءها الشاطئ المفتون
والموج والصوت الغالي
يرددان على مسامعي هذه الكلمات:
................
“ يا دهر مهلا !
لا تتعَجَّل وانتظر قليلا
وأنت أيتها الساعات الهنيئة
أوقفي نبضات عقاربك:
خَلينا نستمتعُ بأفراحنا
بأجمل لحظات أيّامنا
قبل أن تنفلت في لحظة من بين أيدينا !
.....................
” كثير من البؤساء ها هنا يَسْتَجْدونك:
فتدفَّقي، تدفقي لهم
خُذي مع أيامهم المآسي التي تنهشهم
وانسَي السَّعداء!
.............
لكن عبثًا أسألك المَزيد
الزمن ينفلت مني، ويمضي:
لذا أقول لهذا الليل: تمهل
الفجر سَيُبَدِّدُ ظلمَتك!
..................
“ نَعْشقُ إذن، ونحبُّ أكثر
نستمتع باللحظات الهاربة
فَدَعُونَا نُسرع الخطو قليلاً ونتمَتَّع
لا الإنسان لا مرفأ، ولا الزمان له مُسْتقر
يمضي ونحن ماضون معه!
...................
كم أنت غيور وحاسد أيها الدّهر
ننتشي حين يَصُبُّ لنا الحُبُّ السعادة
فنطير بعيدًا، ويمرُّ الوقت سريعا
هَلا مَرَّ شقاؤنا بنفس السرعة؟
…….
وماذا بعد؟ ألا نستطيع ترك أثر؟
مَاذا؟ نَمْضي كيْ لا نَعُود!
مَاذا؟ إذا كان كلُّ شَيء مِنَّا يضيع!
الدَّهْرُ الذي مَنَحَنَا لحظات الفرح، هو نفسه الذي يَمْحُوها
ونحنُ عَاجِزُون عن استرجَاعِها!
........................
أيُّها الخُلود! أيُّها العَدَم!
أيُّها المَاضي! أيَّتُها الظُّلُمَات الدَّاكِنَة!
ماذا تفعلين بالأيّام التي تبتلِعين؟
قولي: هل سَتَرُدّين لنا تلك اللحظات الجَميلة
التي كنت تأخذينها غصباً مِنّا؟
.................
يا بُحيرة! أيَّتها الصُّخور الصَّماء!
أيّتها الكُهوف والغابات المُظلمة!
أنت، يَسْتبقيك الزَّمن و قد يُجَدِّدُ لك شبابك
احتفظي من هذه الليلة بجمال الطبيعَة
أوْ عَلى الأقل بِهذه الذِكُرى!
......................
يا بُحيرتي الجَميلة
في سُكونك أو صَخَبك
ثغورك بَاسِمَة، والصنوبر الأسود المُتدلي على ضفافك
أمَّا الصخور المتوحشة، فتنحني بِرقَّة فوق زُرقة مِيَاهك!
.....................
في النسيم الذي يَرتعشُ في سمائك، ثم يَمُرّ
في الأنغام التي تُحْدِثُها خُلجَانك
في النجم الفضّي الذي يُضيء سماءَك بأشعته الخافتة
...................
في الرّيح الذي يشتكي، والقصَب الذي يتنهّد
في العُطور الخَفيفة التي تُنعش هواءَك
في كل ما يُسمع، يُرى، يُستنشق
كل شيء هنا يقول: إنهُما أحَبَّا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي


.. صباح العربية | الفنان الدكتور عبدالله رشاد.. ضيف صباح العربي




.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها