الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول كتاب - فقه المقاومة الشعبية للإنقلاب-

رياض حسن محرم

2016 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


يعد ها الكتاب فيما يبدو أخر إصدار لتنظيم الإخوان المسلمين ويظهر ذلك فى لغته وأفكاره وإستشهاده برسائل حسن البنا والى خطابه للمؤتمر الخامس للجماعة، وسبق نشر موقع الحرية والعدالة التابع للجماعة لينك الكتاب بينما نفت داعش على مواقعها علاقتها به.
الإسم المستعار للمؤلف يعد غريبا بعض الشيئ " أبو العز ضياء الدين أسد" فله مدلول مشرقى " سورى أو عراقى" وكذلك إسم من أعده للنشر "بابا محمود" الذى يوحى بمصدر باكستانى أو هندى، على العموم ليس ذلك مهم بل الأهم ما يحتويه الكتاب بين سطوره، الكتاب يحمل لغة خشبيه قديمه فهو يعتبر محمد مرسى الرئيس الشرعى بصفته قد إنعقدت له بيعة صحيحة شرعية "يقصد الإنتخابات" وحديثه عما حدث فى 30 يونيو بأنه خروج على الإمام الحق بالقوة، بينما يضع " الإنقلابيون" فى خانة الخوارج والبغاة والصائلون، وجميعها مصطلحات تستدعى الماضى البعيد وتعيد صياغته فى مواجهة الواقع.
يكرر الكاتب سرد الأمثلة على مروق الإنقلابيين من الدين ويضعهم فى صف الكفار والمنافقين "وأن عبد الفتاح السيسى قد خلع ربقة الإسلام عن عنقه" وذلك بقتلهم الركع السجود فى رابعة والزج بالمسلمين فى السجون وتعذيبهم والإعتداء على الحرائر المسلمات وإغتصابهن، بل أن ممارسات السيسى فاقت ما قام به أبو جهل ضد مسلمى مكة الذى لم يقتل تحت التعذيب الاّ رجلا وإمرأة هما ياسر وسمية وأن أبو جهل إستحيا أن يذكر بأنه كسر الأبواب على المؤمنين كما حدث ليلة الهجرة ولم يستهدف النساء بينما فعل السيسى كل ذلك وأكثر منه بأن قتل وحبس وطارد عشرات الآلاف منهم بالإضافة الى أنه والى الكفار واليهود بمهادنة إسرائيل بينما يعتبر منظمة حماس التى تقاتل إسرائيل عدوا ويسعى الى القضاء عليها وفى ذلك موالاة لأعداء الدين والبراء من المدافعين عنه، وإذا كان الخروج على مبارك وبن على " حكام الجور مزورى الإنتخابات" الذين ليس لهم فى رقاب المسلمين بيعة فإن السيسى ورهطه محاربون لله ورسوله والجهاد ضدهم فرض عين بصفته جهاد دفع لا طلب، مبارك لم يكن منقلبا على حاكم شرعى بينما السيسى أجبر الحاكم الشرعى على ترك الحكم وأسره وأودعه السجن وحكم عليه بالإعدام وأيضا فقد كان مبارك يسمح بالعمل الإسلامى العام "وإن كان يعادى الإخوان المسلمين" ولكنهم فى عهده كان مسموح لهم المشاركة فى الإنتخابات العامة والدعوة للإسلام على المنابر، لذا فإن السيسى دخل ضد المسلمين فى حرب طاحنة لم يبق لهم الاّ حمل السلاح دفاعا عن أنفسهم وإستنقاذا لحياة الأمة.
يستطرد المؤلف فى أساليب الخروج على الحاكم الجائر لا يتم بواسطة مظاهرات ومؤتمرات ومسيرات ليلية لأن ذلك يعتبر من مبدأ النصيحة والشكاية ولكن الخروج الحقيقى يكون بالعدة والسلاح " مع مراعاة القدرة على قتالهم وإن كان هناك كثير من الفقهاء الذين أجازوا الخروج عليهم مطلقا" فالصائل يقتل إن لم يندفع شره الاّ بالقتل وهم يستحقون حكم الحرابة بخطفهم لولى الأمر الذى إنعقدت له البيعة وحبسه وتعذيبه لذا فقد صار واجب المسلمون أن يهبوا لإستنقاذ حاكمهم المأسور ودحر الإنقلابيين بل يستحقون الحرق كما حرق أبو بكر الصديق إبن الفجاءة، إن الرئيس الشرعى محمد مرسى لم يسع للإمارة ولكن دفعه المسلمين إاليها بعد تغييب خيرت الشاطر بقوة السلطة الجائرة وأتى ترشيح مرسى للرئاسة من الهيئة الشرعية بإنعقاد الآراء، لقد أثبتت جميع الطرق السلمية وما يسمونه بآليات الديموقراطية فشلها بعد أن إستخدم الإخوان المسلمين كل تلك الوسائل ومنها المشاركة فى الإنتخابات البرلمانية وحصولهم على أعلى الأصوات ثم دخول الإنتخابات الرئاسية ووصول ممثلهم الى كرسى الرئاسة وبعدها تم هدم ما تم إنجازه ديموقراطيا والإنقضاض على دست الحكم وإقصائهم بالقوة المسلحة، إذن فإن العودة للعبة الإندماج والممارسات السلمية والديموقراطية تعتبر نوعا من العبث لن ننخدع به مرّة ثانية تمثلا لقول الرسول " فإذا جاء آخر ينازعه فاضربوا عنقه" فحتى لو كان السيسى حاكما شرعيا إنعقدت له بيعة صحيحة وصنع ما صنع وأعلن جهارا عداؤه للإسلام والمسلمين لوجب الخروج عليه والجهاد ضده " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا".
وما زلنا فى الأطروحات التى يتناولها الكتاب الذى يعتبر أن المقاومة هى خيار المرحلة وأنها أقل المفسدتين وأن المقاومة دين وشريعة " وما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين"، ويعرّف الكاتب ما يسمى بالعمليات النوعية الموجهة الى ضباط الجيش والشرطة وأسرهم وممتلكاتهم وبعض مؤسسات الدولة والبنية التحتية بأنها مرحلة وسطية بين السلمية والجهاد ويسميها بالسلمية المبدعة، ويشبّه ذلك ببعض ممارسات الرسول والصحابة بمكة فى مرحلة الإستضعاف "فمن إعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما إعتدى عليكم"، ويذكر أنه من الخطأ المدمر أن يتم تأجيل الجهاد لحين إعداد العدة فإنهما يجب أن يسيران جنبا الى جنب فإن الإنبطاح يزيد الأعداء غرورا وقوة، ولو تعلل المسلمون بتأجيل الجهاد ضد الإحتلال لحين الجهوزية لتراخت قوتهم وإهتزت عزيمتهم " يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير"، وكما ذكر شيخ الإسلام إبن تيميه فإن " مالا يتم الواجب الاّ به فهو واجب" فلابد من مشاغلة الطغاة وتشتيت جهودهم فلا يكفى الصلاة والصوم والإنشاد والمدائح ورفع الأيدى بالدعاء عليهم " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة"، وكما يقول الإمام حسن البنا فى رسالة الجهاد " إعملوا للميتة الكريمة تظفروا بالحياة الكاملة"، وفى هذا الصدد يلجأ المؤلف الى الإستشهاد أكثر من مرّة بكلمات لحسن البنا وعدم إشارته فى أى موضع بالكتاب الى آراء سيد قطب وفى ذلك دلالة أنه يحرص على عدم إسباغ الفكر التكفيرى على الكتاب " رغم أنه مليئ بتلك الأفكار"، والدعوة لعدم الفرقة بين القطبيين والبناويين فى التنظيم، وإن كان قد مال فى تفصيله على جناح لم يحدده منهم عندما ذكر المبدأ القائل " لا يفتى قاعد لمجاهد" وإعتبر الشباب المقاوم على الأرض وحده من يستطيع تقدير الموقف الصحيح وليس القاعدون والهاربون خارج البلاد، كما أنه مال أيضا على السلفيين بضرب مثلا لفتوى جواز ترك الزوجة للغاصب والنجاة بالنفس واصفا إياهم بأصحاب الفقه الإنهزامى ومشرعنى التنازلات.
تلك إحاطة مختصرة للكتاب لا تغطى جميع الأفكار الواردة به والتى يجهد فيها المؤلف نفسه لإظهار الإعتدال والوسطية، المؤلف لم يتعرض لداعش وممارساتها العنفية وأدبياتها ككتاب "إدارة التوحش" ومثيله من قريب أو بعيد بينما ذكر الإخوان كثيرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون