الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفكارٌ عقيمةٌ تحكمُنا

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2016 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أحداث جسام وخطرة تمرّ على وطننا الحبيب حتى بات يدنو من هاوية ، إن وقع فيها ، تمحوه وشعبه كله . ثلث البلاد محتلّ من الدواعش منذ أكثر من عام ونصف ، والإرهاب في باقي المناطق يضرب ويهرب دون حساب ، والفساد طاغٍ ، والرؤوس حاميته ، على الأشهاد ، لا تريد ردعه و لا مقاضاة المجرمين الحيتان ، والجماهير تظاهرت مطالبة بحقوقها ليس في حقوقها الطبيعية في الخدمات فحسب بل بحقها في إستلام رواتبها ، مورد رزقها وأولادها ، أيضاً ، والحكومة مشلولة الأيدي ، تتحجج تارة بإنشغالها بالحرب على داعش وتارة بأن الخزينة خاوية ، ولكن الحقيقة الصارخة هي أن الذين هم في موقع إتخاذ القرار لا يرغبون في إيجاد حل لما يعانيه أبناء الشعب . فتراهم في الوقت الذي يفرضون إستقطاعات على رواتب الموظفين الصغار ، تلك الرواتب التي هي دون مستوى الكفاف ، تراهم يبذخون في رواتبهم وإمتيازاتهم ويحملون خزينة الدولة رواتب حماياتهم وتكاليف جميع وسائل النقل المستخدمة ، بالإضافة إلى أن معظمهم فضائيون ، لا وجود لهم ، وتذهب تلك المبالغ إلى جيوب المسؤولين .
أودّ في هذه العجالة أن أتطَرّق إلى حالتين من تصرّفات حكامنا ليتبيّن أبناءُ الشعب أيّ فكر عقيم يحملونه :
1. حلّت أعيادُ ميلاد السيد المسيح ( عليه السلام ) ورأس السنة الميلادية ، ولم تصدر أية تهنئة من أيّ من الرئاسات الثلاثة إلى إخواننا المسيحيين . وإن كان رئيس مجلس النواب قد قصّ شريط " إفتتاح " شجرة عيد الميلاد ، فقد كان الغرض من ذلك عملاً دعائياً ، دون أن تصدر منه " تهنئة " بل لربما كان الغرض الإستفادة من العمولة المستحصلة من المتعهد الذي قام بنصب تلك الشجرة ، أو بغرض " صوّروني وآني ما أدري " ، بينما كانت العوائل المهجرة في سهل نينوى أحوج لتلك الأموال .
2. نادية مراد ، تلك البنت الإيزيدية التي جرى عليها ما جرى على يد الإرهابيين الدواعش ، وتمكنت من الخلاص ، حتى وصلت إلى ألمانيا ، التي رحبت حكومتها بها ووفرت لها الحماية ومكنتها من الوصول إلى مجلس الأمن الدولي لسرد قصتها حاملة رسالة السلام إلى العالم وفاضحة الدواعش وأفكارهم وممارساتهم . هذه البنت العراقية قابلها رئيس جمهورية اليونان ليسمع قصتها ، ووعدها أن يعمل ما في وسعه لطرح قضيتها في إجتماع دول الإتحاد الأوربي . قابلها السيّد عبد الفتاح السيسي ، رئيس جمهورية مصر العربية ، كذلك شيخ الأزهر ، كما دعاها أمير الكويت لزيارة بلده وإلتقاها في قصره ، بينما لم يلتقيها أيّ مسؤول عراقي سواء من الرئاسات الثلاثة أو من المستويات الأدنى . لقد صادف أن إلتقى بها سفير العراق في الأمم المتحدة ، عندما كانت نادية هناك ، لتلقي كلمتها أمام مجلس الأمن ، إلاّ أن اللقاء كان بارداً ، فيه الدلالة أن وراء الأكمة ما وراءها ، وعدم لقاء الرؤساء الثلاثة العراقيين بها إنما أمرٌ مقصودٌ وممنهج ، وراءه فكرٌ يؤمن بالتمييز بين أبناء الشعب الواحد .
فهل يستحق مثل هؤلاء أن ننتخبهم ثانية ؟
إنها مسؤولية كلّ عراقي أن يتحوّل إلى داعية ، من الآن ، لرفع الوعي العام لتحقيق حياة أفضل للعراق والعراقيين ، بفضح الأفكار العقيمة التي يحملها هؤلاء وعدم إنتخابهم ثانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه