الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصابيح هيتيه

قحطان محمد صالح الهيتي

2016 / 1 / 29
سيرة ذاتية


في بداية أربعينات القرن الماضي دخلت الكهرباء الى هيت حيث نصبت اول ماكينة لتوليد الطاقة الكهربائية في المدينة مقابل بيت المرحوم السيد أحمد السيد هديب وبيت المرحوم كامل ياسين النجار، في ساحة واسعة بقيت قاعدة تلك الماكينة شاخصة فيها الى أن أنشأ في الساحة جامع وقاعة مناسبات دينية.
-
وفي نهاية الأربعينات أنشــأ مشروع جديد لتوليد الطاقة الكهربائية في موقع متميز على نهر الفرات قريبا من (العبرة) وبالتحديد مدخل جسر هيت حاليا. وكان المشروع الذي يولد الطاقة الكهربائية بالتيار المستمر (Dc) مكونا من ثلاث مكائن رستم تعمل بالنفط الأسود ، وكان نظام التشغيل (24) ساعة بثلاث وجبات، حيث يتناوب مشغلو المكائن بعملهم على شكل خفارات دورية. وكان التيار الكهربائي يغذي محلتي القلعة والقلقة، فلم تكن في وقته سوى هاتين المحلتين.
-
في منتصف خمسينات القرن الماضي تم انشاء مشروع ماء وكهرباء هيت الجديد في منطقة الباب الغربي وفق تصاميم حديثة ونصبت المولدات اللازمة لتوليد الطاقة الكهربائية ذات التيار المتناوب أو المتردد (AC).
-
لقد ســبق استبدال التيار الكهربائي تحذيرات كثيرة من العبث او التقرب من الكهرباء لأن التيار الجديد تيار قاتل، وأن جميع الأجهزة التي كانت مستخدمة سابقا سوف لن تعمل بالطاقة الجديدة . ومن الجدير بالذكرأنه لم يكن لدى بعض الأهالي في وقتها سوى المراوح و(الراديوات)، فلا ثلاجات ولامبردات ولا غسالات ولا كيزرات.
-
تم تغير التيار وانيرت الشوارع ونصبت المقاييس (الميزانيات) في كل الدور والمحلات ، وكان على الأهالي تغير التيار ولا بد من إعادة تأسيس الدور على وفق متطلبات التيار الجديد.
-
بعد هذه المقدمة التي قد يضيف اليها بعض الأصدقاء من المعلومات ما يغنيها لابد لي من الوصول الى الغاية منها وهي ذكرأولئك الجنود المجهولين الذين سهروا سنين طويلة من أجل إنارة بيوتنا وشــوارعنا وتوفير الطاقة الكهربائية لبيوتنا ومدارسنا كي نتعلم ونقرأ وندرس وننجح ونتفوق.
-
إنهـم نخبة خيرة من الهيتيين الطيبين الذين يستحقون مني ومنكم، ومن كل من عرفهم أن يذكرهم بالخير ويترحم عليهم. أولئك الرجال الذين لم يكونوا في عملهم سوى أسرة واحدة متحابة غايتها تأدية الواجب بأحسن ما يكون، فلا رئيس فيهم ولا مرؤوس، الكل متعاونون من أجل ألا ينقطع التيار الكهربائي والكل جادون على صيانته وحمايته من العبث. فاذكروا اليوم المصابيح التي أنارت طريقنا : محمد طه، ومحي حسين الكردي ، وشعبان ذياب رجب، وزناد حمد رمضان،وعطالله الحاج محمد، وأنور محل الشاهين، ويعقوب مصلح بندر، ورشيد (بريبش) وقهير عبد الواحد وسنجار، وكل من عمل معهم، وترحموا عليهم وادعوا لهم بأن تكون الجنة دارا لهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حراك دبلوماسي لافت بشأن مفاوضات التهدئة في غزة


.. كأس أوروبا.. ما حظوظ المنتخبات الأربعة في الدور نصف النهائي؟




.. مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية يعقد في القاهرة


.. في ظل الحرب.. سيدة تحوّل منزلها في الجنوب اللبناني إلى مصنع




.. ما أبرز ما أوردته الصحافة الدولية بشأن الحرب الإسرائيلية على