الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللحم السوري...والعشاء الأخير على مائدة المعارضة السورية ..؟؟

بلال فوراني

2016 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


من أقدم المهنّ في العالم كما يقول التاريخ هي مهنة الدعارة , والتي أجبرت فيه المرأة على ممارسة الرذيلة لأسباب مختلفة , وقد جاءت من بعدها تجارة الرقيق والعبيد وكانت تجارة ناجحة امتدت إلى أواخر القرن التاسع عشر , وما بين المهنتين يوجد تاريخ قذر من الممارسات البشعة بحق أولئك الذي أجبروا على بيع أجسادهم إما للمتعة أو للسخرة , ومن يقلبّ كتب التاريخ ويغوص في قصص وحكايا ألف ليلة وليلة , يجد ما تقشعر له الأبدان وتصطك لها الأسنان وتستنفر كل شعرة في جسدك , ويضعك على مفرق طريق صعب في اختبار إنسانيتك أمام هذه الأحداث, ويجعلك لوهلة تفكر إلى أين ذهبت الإنسانية والى أين وصلت اليوم يا ترى .

هاتان المهنتان عادتا بشكل مفاجئ إلى القرن الواحد والعشرين , بشكل يدعو للدهشة من كمية الدماء التي ضخوها في شرايين الدعارة فيما يسمى الثورة السورية ومن كمية الأسواط والعصي التي جلدوا فيها جسد المعارضة السورية , ستفاجأ كيف أن عصابة صغيرة مأجورة من جميع أصقاع الدنيا بدأت تمارس دعارة الأفكار عن سابق إصرار وعن سابق خيانة , وكيف وهبت جسدها عن طيب حقارة كي يجلدها ويمارس عليه الفكر الوهابي شذوذه الجنسي عليها , وكيف تركت العصي تضربها بكل مؤتمر يعقدونه وهي سعيدة بالمازوخية التي تمارسها كل يوم في محطات التلفزيون.مستعينين بكل الإمكانيات التي توفر لهم بيئة قذرة كي يمارسوا انفصامهم باسم الحرية لسورية.

ما يسمون أنفسهم معارضة سورية , ما هم سوى دمى تحركها خيوط سعودية بأصابع إسرائيلية , والجميع يعلم هذا من دون أن نقع في مجادلات لا طائل منها , ولسنا بحاجة إلى وضع ختمّ بلدية العم سام عليها ولا شهادة منشأ الصنع من السعودية , فقد أصبحنا في زمن لا نختبئ وراء أصبعتنا , ولا نستحي إذا فعلنا وإذا فعلنا لا نستحي , وهذا تماما ما يختصر دعارة المعارضة السورية في كل تصرفاتها , ويفسرّ الحالة النفسية التي تعاني منها وهي تجّلد كل يوم من أسيادها , ويخبرنا كيف صار لحمهم رخيصاً حتى يقبلوا السوط الذي يغرز في ظهورهم ويقبلوا اليد التي تجلدهم .

واليوم يجلس على مائدة واحدة كما جلس في الماضي القريب , لحم سوري بنكهتين , لحم سوري مشبعّ بالزيت الحلبي ومعطّرة بتوابل الشام ومغمور في وعاء كبير من الوطنية , وهناك لحم سوري عفنّ تفوح منه رائحة التفسخ الأخلاقي , وتخرج منه ديدان الخيانة , ومنقوع في سطل كبير من بول البعير . المائدة واحدة والحضور واحد واللحم واحد ولكن بطعمين مختلفين تماما , لدرجة أنك حين تقارن بين اللحمين لن يجادلك أحدهم في نوعية اللحم الأفضل ولكن سيخطر على بالك سؤال , كيف في لحظة ما تحول اللحم السوري من هذا إلى هذا , كيف صار أن من شرب من ماء بردى وأكل الزعتر الحلبي وحلاوة الحمصية والزيت الادلبي , قد تقيأ كل هذا كي يشرب من بول البعير ويأكل من قاذورات ما يرمونه له وهو مثل الكلب يهزّ ذيله فرحا بالعظمة التي يمصمصها , ويلحمس على قدمي سيده امتنان وعرفانا بكرمه .

ما يزعجني حقاً في هذه المائدة , كيف تجتمع الطهارة مع الرذيلة والشريفة مع العاهرة والوردة مع السكين والرأس مع القدم والموجب مع السالب , كيف تجتمع الأضداد على شيء لن يصلوا له أبدا , لأنهم بالأصل أضداد والنهاية دوما تكون مفتوحة وربما معروفة سلفا , فمن قرأ تاريخ المؤتمرات السابقة , سيعرف أنه لا يوجد نهاية لأنه في الأصل لا يوجد طريق لأجل هذه النهاية , ولكني أقرّ وأعترف أن هذا المؤتمر ما هو سوى كسر للعظم لشيء اسمه المعارضة السورية , بعدما سلخوا منها لحمها الرخيص وباعوا كل شحومها ودهنها في أسواق الكلاب . أقرّ وأعترف ربما يكون هذا هو العشاء الأخير لشيء اسمه المعارضة السورية .

في العشاء الأخير للسيد المسيح كان هناك يهوذا اسخريوطي واحد , فما بالك اليوم إذا كان لدينا عشرون اسخريوطي يجتمعون مع من يدافعون عن الوطن , بمعنى أن هناك عشرين احتمال لطعنة السكين وعشرين احتمال لجهة الغدر وعشرين احتمال للوضاعة في الحديث وعشرين احتمال لجلسة القدمين وعشرين احتمال للتصفيق وعشرين احتمال لقذارة الوجوه في الوقت الذي لا يوجد سوى احتمال واحد أمام من يدافعون عن الوطن وعن شرف الوطن وعن تاريخ الوطن, أن يمارسوا عملهم الطبيعي فيما يفعلوه منذ خمس سنين, وهو الدفاع عن الوطن وعن شرف الوطن وعن تاريخ الوطن.

نعم ففي الوقت الذي سيضع فيه عشرون اسخريوطي شروطهم على الطاولة مع عشرون خنجر بقرب كل شرط , سيقوم من يدافعون عن الوطن بوضع شيء واحد فقط على الطاولة , هو حذاء الجندي العربي السوري , لأنه الشيء الوحيد الذي أثبت أنه دواء ناجح مع كل اسخريوطي سوري باع لحمه الرخيص لملاهي الدعارة السعودية واستمتع بخسته ووضاعته أمام الجلدات التي يستلذّ بها . أثبت هذا الحذاء أنه الجواب الشافي لكل سؤال خبيث يتوارى خلف شعارات الحرية والوطنية والعدالة , أثبت هذا الحذاء طوال خمس سنين أنه الكلمة الفاصلة بيت الحق والباطل .

-
-
-

على حافة المعارضة السورية

العشاء الأخير للسيد المسيح
كان فيه يهوذا اسخريوطي واحد
والعشاء الأخير مع المعارضة السورية
أجتمع فيه عشرون اسخريوطي جاحد

بلال فوراني











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال