الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد العبادي، ألم تسمع بدراسة الجدوى الإقتصادية؟!

ضياء رحيم محسن

2016 / 1 / 30
الادارة و الاقتصاد


تعد دراسة الجدوى الإقتصادية للمشاريع، التي يروم المستثمرون وأصحاب المشاريع بالإضافة الى الحكومات، مسألة بالغة الأهمية، ذلك لأنها توضح لهم مقدار المبالغ التي سينفقونها على المشروع المزمع إقامته، بالإضافة الى الفترة التي سيتم فيها تسديد المبالغ المصروفة (نقطة التعادل)، وهل أن المشروع سيدر ربح إقتصادي أم لا.
من هنا فإننا لغرض إقامة أي مشروع خدمي كان أو إنتاجي، يجب علينا عمل دراسة جدوى إقتصادية لهذا المشروع، يتم فيه بيان تكلفة المشروع، ومدى فائدته للمحافظة المزمع إقامة المشروع فيها، بالإضافة الى الفترة التي سيتم فيها إسترداد المبلغ المنفق على المشروع.
تحاول الحكومة إقامة مشروعات في عدد من المحافظات عن طريق الإستثمار، وهو أمر جيد وخطوة رائعة لأنها تعود على تلك المحافظات بالنفع إقتصاديا، لكن هذا الكلام سيكون منطقيا لو كانت هناك فعلا دراسة جدوى إقتصادية من هكذا مشاريع، فمعلوم أن المسافات بين محافظات العراق لا تكاد تكون كبيرة، فلو أخذنا مثلا محافظتي النجف وكربلاء المقدستين، فالمسافة بينهما لا تتعدى ال90كيلومتر، هاتين المحافظتين تستقبلان زوار من مختلف بقاع العالم لأهميتهما الدينية لدى الزائرين، هذا العدد يحتاج الى مرافق خدمية كبيرة لإستيعابه، وبنظرة بسيطة نجد عدد الفنادق في هاتين المحافظتين لا يكاد يستوعب عدد الزائرين لهما، في حين نرى أن مطار النجف يستطيع أن يستوعب عددا أكبر مما يستقبله الأن، ومع هذا تتغافل الحكومة عن إقامة فنادق تستوعب الزائرين، وتتجه لإقامة مطار في محافظة كربلاء.
بحسبة بسيطة نجد أن المطار المزمع إقامته في كربلاء، سيكلف مئات المليارات من الدولارات، لكن الجدوى الإقتصادية منه لا تكاد تذكر لوجود مطار النجف الأشرف، فكان من باب أولى أن تقوم الحكومة المحلية بالطلب من الحكومة الإتحادية إستبدال هذا المشروع، بمشروع أخر يتمثل ببناء فنادق في محافظة كربلاء، حيث نجد أن محافظة النجف الأشرف التي يستقبل مطارها الزائرين، ليست فيها فنادق كافية لإستيعاب هؤلاء الزائرين، وبملاحظة أن الزائر لن يذهب مباشرة لزيارة المرقد الشريف، حيث يحتاج لفترة راحة من عبء السفر، سنجد أن الزائر سيستخدم واسطة نقل تقله الى محافظة كربلاء، وتعيده مرة أخرى الى النجف الأشرف، الأمر الذي يعني تشغيل أيدي عاملة كثيرة من أبناء المحافظتين.
إن إقامة مطار في كربلاء لن يوفر فرص عمل، بالقدر الذي ستوفره الفنادق التي تقام في كربلاء، كما أن هذا الأمر ينسحب على بقية المحافظات العراقية، والتي تتوفر فيها فرص سياحة دينية ليست للمسلمين فقط، بل من بقية الديانات السماوية، فمثلا في ذي قار نجد أن السياحة التاريخية لها صيت كبير، بالإضافة الى ما تملكه من صبغة دينية بالنسبة للمسيحيين، ما تحتاجه ذي قار هو بنى تحتية وتتمثل في إقامة الفنادق التي تستوعب عدد الزوار الذي قد يتجاوز المائة مليون سائح سنويا، ولا ينحصر الأمر على هذين المرفقين المهمين، ذلك لأن المعروف أن الأهوار في أغلبها تقع في محافظة ذي قار، ومحافظة ميسان القريبة منها، بالتالي فإننا هنا نلفت عناية الحكومة الى هذه الفرصة الإستثمارية، التي لو إستثمرت بصورة صحيحة، لدرت مليارات من الدولارات لن تتوقعها الحكومة.
فما هو رأيك دكتور حيدر العبادي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024


.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر




.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل


.. العربية ويكند الحلقة الكاملة | الاقتصاد مابين ترمب وبايدن..و




.. قناطير مقنطرة من الذهب والفضة على ضريح السيدة زينب