الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل مشروع وطني للقضاء على الطائفية في العراق

عمار الهاشمي

2005 / 11 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في خضم الصراع الطائفي والاجتماعي والفكري الذي يعيشه العراق بعد سقوط صنم بغداد وكمثال على هذا الصراع الذي كان اصلا موجود في الفترة السابقة لكن لم يظهر الى العلن كما ظهر حاليا , فقد حدثني صديق مقرب الي كانت والدته دكتورة صيدلانية تعمل في معمل ادوية سامراء منذ عشرون سنة وكانوا يعيشون في سمراء منذ هذا التاريخ وكانت تملك صيدلية هناك ولها علاقات ودية وحميمة مع جيرانها لكن فجأة بمجرد دخول القوات الامريكية الى العراق وسقوط بغداد وأنتشار أعمال العنف في العراق ومع انتشار الفكر التكفيري في المناطق التي تسمى بالمثلث السني أخذت هذه الجماعات تضايق عائلة الدكتورة وقامت بتفجير صيدليتها وبدأ الجيران بمضايقتهم وأخذوا ينادونهم بالشروقيين ( مصطلح ينادى به الشيعة في العراق ) وكأن العشرون سنة التي مضت لم يكن لها اي تاثير , فظهر الحقد الطائفي الدفين الذي ازيح الغبار عنه بمجرد سقوط صنم بغداد.
هذا مثال بسيط على الصراع الطائفي الموجود في العراق لذلك من اجل القضاء على هذا الصراع بجب ان نتعرف على اصل الشكلة التي ولدت هذا الصراع والابتعاد عن تصريحات السياسيين وأفكارهم لانها لا تعكس الواقع الحقيقي للمجتمع العراقي بل انها مجموعة من المجاملات على حساب ومصلحةالوطن العليا من اجل الحصول على مكاسبهم السياسية لذلك نلاحظ ان القليل منهم يتجرئ ويتكلم عن الواقع الطائفي الموجود في العراق لان اي منهم يخاف ان يتهم بالطائفية في حالة كشفه لهذه الحقيقة.
لذلك انادي جميع المثقفين وخصوصا علماء الاجتماع والتاريخ ان يأخذوا دورهم ويحاولوا الوصول الى أصل هذه المشكلة واعادة فراءة حقيقية للتاريخ العراق بصورة تحليلية بعيدا عن الانحياز لانك عندما تكتشف المسبب لاي جرح فيمكنك معالجة هذا الجرح بكل سهولة.
باعتقادي البسيط ان المشكلة الطائفية تبلورت في العراق بعد سقوط بغداد على يد هولاكو ومن ثم انهيار الامبراطورية المغولية وظهور امبراطوريتين كبيرتين هما الامبراطورية الفارسية والعثمانية حيث تبنت كل من هاتين الامبراطوريتين احد المذهبين ( السني او الشيعي) فبدء

الصراع بينهما وكان مركز الصراع هو العراق فأنهارت الحضارة في العراق ودخل في حروب مستمرة لمدة تتجاوز الستة قرون عاش فيها العراق مأساة لا يكن ان توصف .
وفي هذه الفترة تم كتابة أغلبية المصادر الفقهية للمذهبين وعليكم ان تتخيلوا أعزائي لو ان احد الامبراطوريتين انتصرت واستتب لها الامر وبأمر من الامبراطور الى الفقهاء ان يكتبوا ويؤرخوا لمذهبهم فماذا يمكن ان يكتبون وللذين يريدون ان يطلعوا على ذلك فما عليهم الى قراءة الكتب الفقهية للمذهبين والتي كتبت في هذه الفترةالتاريخية وهول ما كتب فيها من تطرف طائفي مقيت.
لذلك فعلى المثقفين لذين ذكرت أختصاصهم سابقا وبالتعاون مع فقهاء المذهبين المعتدلين بأعادة قراءة تاريخية لمجمل الاحداث في هذه الفترة المهمة للعراق , وعليهم الاطلاع على على ما كتب في هذه الفترة وخاصة ما كتبهالمستشرقون والرحالة الاجانب بأعتبارهم جهة محايدة امثال ( ستيفن لونكريك , بروكلمان , كريسي , بورتر ) وغيرهم كثير او قراءة بعض الكتب العربية لشخصيات معتدلة والتي ارخت لهذه الفترة امثال الموسوعة المهمة لعالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي ( لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ) .
لذلك اتمنى وجود اشخاص يتبنون هذا المشروع الكبير من اجل مصلحة الشعب العراقي العظيم ومن اجل مصلحة الاجيال القادمة في المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأمريكي يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح


.. طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول




.. سيفا الأمير عبد القادر المسروقان يعرقلان المصالحة بين الجزائ


.. صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تشعر بالإحباط الشديد إزاء وقف واشطن




.. مظاهرة مرتقبة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي بمدينة ما