الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفارق في قبول السلطه الحديثه بين المسيحيه و الإسلام السني تحديدا

أحمد العروبي

2016 / 1 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لان الدين إبن بيئته فالنظام في الدين المسيحي هو إبن الإمبراطوريه الرومانيه و الغريب إنه هو نفس النظام الذي نشأ عليه نظام السلطات الحديث حيث يتم تقسيمها لسلطه تشريعيه و تنفيذيه و قضائيه
في النظام الروماني كان هناك قاضي لكل منطقه و مجلس تشريعي و حاكم يمثل السلطه التنفيذيه نتيجه لهذا المسيحيه حينما زاد أعدادا أتباعها و أصبحت تحتاج للتنظيم فكان لديها العامه و هم عموم المؤمنين و رجال الدين و هم المشرعون و الاسقف و هو يقابل القاضي في النظام الروماني , المسيحيه عموما لم تأخذ هذا النظام فقط بل حتي الملابس و المدنيه و العالميه الرومانيه كلها أشياء ورثتها المسيحيه من الإمبراطوريه الرومانيه

في المقابل (الإسلام) لانه إبن بيئته فكان من الصعب عليه قبول النظام الحديث هذا و حتي محاولة بعض الخلفاء لاجبار الدين علي أن يقبل شئ مثل هذا كانت تفشل بمجرد أن يموت الخلفاء أو تنتهي دولهم نفسها , النموذج الاشهر هنا هو حاله السلطان العثماني سليمان القانوني الذي أبتدع منصب (المفتي) و الذي يقابل الاسقف في المسيحيه حتي يضبط الدين بقدر الإمكان كذلك أنشأ قانون غير ديني (مدني) يفصل فيما لم تكن الشريعه واضحه فيه (بدلا من سؤال الفقهاء عن كل شئ) هذا النظام كان من الافضل أن يقبله الجميع في العالم الإسلامي و يضيفوا عليه لكن لم يحصل هذا ففي النهايه سلطه الاسقف الإسلامي (المفتي) لم تكن أصيله فيه كما في المسيحيه بل كانت مستمده من السلطان أو الخليفه و الذي بمجرد أن يضعف تضعف سلطته هو عكس الاسقف المسيحي

كذلك القوانين و التشريع و كل شئ هي مستمده من السلطان فحتي لو حصلت علي مباركه المفتي لا يكون لها قيمه طالما سلطه السلطان ضعيفه بينما في المسيحيه يكفي أن نذكر نموذج وليام الفاتح حينما حول غزوه لبريطانيا لحمله صليبيه فرغم أن البابا لا يملك سلطه عليه و لا علي بريطانيا إلا إن مباركته فقط كانت كافيه لحشد جيش ضخم لغزو بريطانيا المحكومه بالزنديق هارولد

نظام السلطه المعقد دخيل علي الإسلام الذي يري إنه دين كل الازمان و لذلك الإسلام رفض هذا النظام و فضل نظامه البدوي القديم (فهو إبن بيئته) و لذلك أيضا لن يمكن أن يتم تحدث نظام السلطه في مجتمع مسلم إلا بالقوه المفرطه كالتي إمتلكها سليمان القانوني و الامويين من قبله الذين إرتكبو عديد المذابح لتحويل العرب من القبليه للمدنيه .
حاليا لدينا مجتمع مسلم واحد إستطاع أن يحل هذة المشكله و هو المجتمع الإستثنائي الشيعي و الدين الشيعي له أصول فارسيه مدنيه أكثر منها عربيه بدويه (كالسني) أفادته كثيرا في نظام دولته السياسيه الاولي حاليا (إيران)

في النهاية ما أقوله ليس في صالح المسيحيه أكثر من الإسلام و لو إني أعترف دائما إنها تفوقه لكن ما حصل للمسيحيه هو حظها أن تنمو في بيئه الدوله الاكثر حداثه و تطورا في التاريخ الإنساني حتي الثوره الفرنسيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة