الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد محل الشاهين

قحطان محمد صالح الهيتي

2016 / 1 / 31
سيرة ذاتية


أحمـد محـل الشاهين ، ويحلـو لبعض أصدقائه من الشباب بتسميته بـ(عمي أحمد). ولد في هيت في بيت معروف في القلعة (الولاية) باسم بيت محل الشاهين في يوم من أيام عــام 1925، وفيها كـبر ونشأ محبا لهيت ولأهلها. لم يتخرج من مدرسة أو من جامعــة ، بل هــو خريج مدرســة الحيـــاة التي تعلــم فيهــا النبل والمحبة والود والوفاء.
-
لا أعتقد بأن مسؤولا إداريا أو تربويا أو موظفــا عمــل في هيت منذ خمسينـات القرن الماضي حتى نهايتــه لم يعــقد صداقة وثيقة مع العم أحمد، الكل كانوا أصدقاءَه لدماثة خلقه،وأريحيته ،وطيبته وحسن معشره ولطفه.
-
وبالرغم من أنه كاسب وليس موظفا إلا أنه كان يتمتع بعضوية شرف دائمة في نادي الموظفين في هيت، فهو من روّاده الأوائل، وكان مواظبا على الحضور الى الحــد الذي جعــل أصـدقاءه ومحبيــه يفتقدونه في اليوم الذي يغيب فيه.
-
ذاكرته وقّادة، وضحكته متميزة، ذات طابع خاص، وبّحَّة صوته منحته وقارا في الحديث والإلقاء والغناء. وكان حافظا للشعر الشعبي والفصيح، وراوية للكثير من الحكايات. فهو كما الصندوق الأسود فيه الكثير من قصص المدينة وأسرارها، وهو بمثابة سجل حافل بالأحداث التاريخية،وسجل (نفوس) لأهل هيت ؛ فكان يعرف الأجداد والجدّات، والاباء والأمهات، والأبناء، والأحفاد.
-
ولا اعتقد بأن هيتيا مهما علا شأنه ومرتبته العلمية والوظيفية لم يكن صديقا للعم أحمد، ولم يكن محبّا له، سائلا عنه، بارا به وفيا له. كما تميّز العم أحمد بعلاقاته الحميمية مع شيوخ ووجهاء وأبناء العشائر في نواحي وقرى هيت فكانوا يُجلوُنه ويُعزّوه.
-
كانت له طقوسه الخاصة، سواء في جلساته في نادي الموظفين، او في دكانه الذي كان في موقع متميز في المدينة، حيث اتخذ من أحـد دكاكين الســوق العصري في هيت منذ أن بني في بداية ستينات القرن الماضي حانوتا له، فكان دكانه على درب (اليمرون)، فالنازلون من السور والصاعدون اليه ، والذاهبون الى الشـاقوفـة او الى نــادي الموظفــين والعائدون منهما يمرون عليه؛ فكل الطرق تؤدي الى دكان العم احمد. كما أن المسافرين من هيت والعائدين اليها يمرون من أمام دكانه حيث كانت الساحة المقابلة له هي كراج النقل الخارجي في المدينة.
-
تمييز بالمتاجرة بأرقى أنواع السكائر والعطور وبعض المواد السورية،ولم يكن يغش،ولم يُساومه مشــترٍ على ســـعر بضائعه لأن الجميع يعرفون هامش الربح الذي كــان يُضيفه على كلفــة بضاعتــه؛ فقد كان شعاره (القناعة كنز لا يفنى).
-
وتميز عمي أحمد بملبسه الهيتي البسيط : الدشداشة والسترة، والغترة البيضاء او اليشماغ مع العقال. مشيته متميزة، وحركة يديه حين يتكلم متميزة، ومخارج حروف كلامه موزونة ودقيقة.
-
سريع البديهية، يرد على الحوادث التي تذكر في خلال الأحاديث بمثلٍ شعبي أو ببيت شعر. كما كان يجيد الغناء الريفي و( البستات ) ويعرف أطــوار الغنـــاء، ويَطْرَبُ مع المطربين الكبار. لقــد كان العم أحمد ذاكــرة هيتية تتكلـم عن الماضي بلسان صادق أمين.
-
هذا هـو أحمد محل الشاهين كما عرفته، رجــلا شــهما، وتاريخا شـفهيا، وكم أنا وأنتم اليوم بحاجة اليه لنستمع الى حكاياته، والى ليالي سَمَرهِ الجميلة في نادي الموظفين فــي مدينتنا الخالــدة الطيبة هيت التي توسّد تربتها في يوم السبت 20 / 12 / 2008.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القط لاري حارس مكتب رئيس الوزراء في بريطانيا • فرانس 24


.. رئيس الوزراء البريطاني الجديد يبدأ زيارة إلى أجزاء المملكة ا




.. وجه فرنسا يتغير.. زلزال سياسي بعد اقتراب أقصى اليمين من الحك


.. هل يعاني نجوم إنجلترا مع ساوثغيت؟ ولماذا انهار الأتراك في ال




.. حزن يخيم على عائلة مقدسية أثناء هدم الاحتلال منزلهم