الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السبسي- أحد جناحي -طائر الغنوشي- يحارب الشعب واليسار

هيثم حمدي

2016 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


"السبسي" أحد جناحي "طائر الغنوشي" يحارب الشعب واليسار


لازال الإئتلاف الرجعي الطبقي العميل بقيادة النهضة والنداء يعيش أزمة خطاب سياسي تنكشف تفاصيلها كلما خاطب الشعب التونسي إذ تعارضت تصريحات حكومته وتضاربت مواقفها المبنية على الكذب والنفاق، أما رئاسة الدولة فقد اختصرت في شخص "السبسي" الذي كلما خاطب "التوانسة" إلا وكشف عن عدائه لهذا الشعب وقواه الثورية هذا ماكان واضحا وجليا عندما وصف الشباب الثائر ب"المخربين والمليشيات" ، في الإحتجاجات الشعبية الأخيرة التي فجرها الشهيد المعطل عن العمل "رضا اليحياوي" ولم يكتف رئيس/ رخيص الدولة بذلك بل قال أن هذه الإحتجاجات مشبوهة وهناك أطراف سياسية وراءها غير عابئ بهموم الشباب المعطل عن الحياة والأمل ليجعل مؤسسة رئاسة الدولة تعود إلى صورتها القديمة في فترة المخلوع بن علي رئاسة الفرد الواحد الذي يضرب بالحديد والنار ويكمم الأفواه، فالتونسيون لم ينسوا خطاب بن علي يوم 13جانفي 2011 عندما وصف الشباب الثائر في بوزيد والڨ-;---;--صرين ب"العصابات" ولم يقف "السبسي" عند هذا الحد من الإحتقار لشعبه بل ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير حيث لم ينجح في أن يكون رئيسا لكل التونسيين إذ قدم خطابا إستئصاليا في تصريحه الأخير من البحرين قال فيه :"هناك أيضا يسار متطرف وهو أيضا أشرس من التطرف الإسلامي ونحن كذلك نقاومه ."
خطاب حمل في طياته عديد الإيحاءات السياسية في شكل رسائل للرجعيات العربية والولايات المتحدة الأمريكية ولليسار بالوطن العربي وخاصة اليسار بتونس المتمثل أساسا في القوى الفاعلة سياسيا مثل الجبهة الشعبية التي إتهمت جزافا بالتحريض على العنف والتخريب خاصة في الإحتجاجات الأخيرة وتم تكفير قياداتها في أكثر من مناسبة وفي تحليل الدلالة السياسية لمعنى "اليسار المتطرف" في خطاب السبسي يمكن أن نفهم ضمنيا أن المقصود بذلك حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الذي دفع ضريبة خطابه المنحاز للطبقات المفقرة وعدائه الشديد لليمين الديني ممثلا في حركة النهضة ومن لف لفها إذ تم إغتيال قيادته السياسية الشهيد "شكري بالعيد" بعد أن كفره شيوخ النهضة واتهم بالوقوف وراء كل الإحتجاجات الشعبية وتم توصيف حزبه باليسار الإستئصالي/المتطرف وبناء على ذلك يمكن أن نفهم أن خطاب السبسي من البحرين هو تجسيد لخطاب زعيم الإخوان المسلمين بتونس "راشد الغنوشي" في مؤتمر نداء تونس بسوسة الذي قال فيه:"تونس طائر بجناحين النهضة والنداء." خطاب كشف عن مايتهدد تونس في المستقبل من ضرب للحريات والحقوق الإقتصادية والإجتماعية جراء "هذا الطائر" كما يعبر تصريح السبسي كذلك عن أن رئاسة الجمهورية منذ حكومة الترويكا تواصل نفس النهج المعادي للقوى التقدمية في تونس فنحن لايمكن أن ننسى تصريح الرئيس السابق المنصف المرزوقي بقناة الجزيرة القطرية حين قال :"لو وصل العلمانيون إلى الحكم سيواجهون بثورة تنصب لهم المشانق ." بالإضافة الى أن كلمة السبسي تعبر أيضا عن إختناقه سياسيا خاصة بعد إنقسام حزبه وهو في "زواج سياسي" مع النهضة ويأتي كذلك هذا الخطاب الإستئصالي إلتزاما بالتحالف الإسلامي لمقاومة الإرهاب بقيادة خط العمالة الأمريكية بالمنطقة "تركيا،السعودية،قطر" ولا يخفى على أحد أن تركيا تخوض حربا بلا هوادة ضد التنظيمات اليسارية كحزب العمال الكردستاني ...
بالإضافة إلى أن عداء السبسي لليسار يفسر أهمية هذا التيار وفعاليته السياسية والدور التاريخي الذي يلعبه في إستكمال المسار الثوري الشيء الذي جعله يقترب شيئا فشيئا من حصوله على ثقة الشعب كبديل وطني خاصة على المستوى الإجتماعي باعتباره تعبيرة سياسية عن عموم المهمشين والمعطلين وصغار الموظفين والفلاحين.
ختاما تعتبر هذه التصريحات الإستئصالية ضد القوى التقدمية تجسيدا لعجز الإئتلاف الحاكم عن خدمة الوطن والشعب وأن الطائر الذي تحدث عنه راشد الغنوشي له جناحان لكنه لايطير ولايمكن له أن ينهض بتونس أو أن يجيب نداءها.

#هيثم حمدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قررت مصر الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا في هذا التوقيت؟ |


.. بيسان ومحمود.. أجوبة صريحة في فقرة نعم أم لا ??????




.. دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية في 21 مايو/أيار


.. -مطبخ مريم-.. مطعم مجاني ومفتوح للجميع في العاصمة اللبنانية




.. فيديو مرعب يظهر لحظة اجتياح فيضانات مدمرة شمال أفغانستان