الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الباستا مقابل الإقامة

عباس مدحت محمد البياتي

2016 / 1 / 31
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الباستا مقابل الإقامة

مشاكل المهاجرون يفتعلها الذين يتحكمون بهم من إداريون ومسؤولون أصحاب العقود والذين هم بحد ذاتهم تجار يبحثون على الفلس الزائد على حساب المسكين المهاجر والذي يدور في دوامة الإقامة وظرف العائلة المشتتة ومشاكل الوطن.
لماذا يقع اللوم على المهاجرين ولا يقع على الذين يديرون الكمبات؟ لماذا تقع مشاكل تصل لحد الجريمة دون أن يبحثوا عن المسببات الرئيسة. ربما أنا لا ألوم الذي قتل الفتاة اللبنانية. وأنا على يقين من أن الفتاة اللبنانية بريئة من كل ذنب. المسبب الرئيسي لقتلها من شغلها في كامب كل أفراده من المراهقين وهي بينهم تدور كالوردة الجميلة كل منهم يود ان يشم عبيرها.
انقل لكم بعض ما يتعرض له المهاجرون.
أولا: الكل السيء
المهاجرون لم يكونوا جوعى لكي يذلونهم بنوعية الأكل ، كثيرة هي المشاكل التي تحدث نتيجة سوء التقدير للمقابل ،حين لا تقدر القادم و تعامله ككلب ليأكل ويسكت. تلك هي المشكلة الرئيسة في معظم الكمبات.
تصور عندما تطعم المهاجرون خمسة أيام الباستا ( المعكرونة أو الأسبكتي) و الذين هم في بلدانهم لا يأكلوها بالسنة مرة. أو البطاطا المسلوقة أو المقلية بقشورها كيف يتقبلها الفرد، او نوعية اللحم الرديء و الذي لا يرضى به الكلب لو قدم له.
ضيفة دون ترحاب ، صرنا نقرف أسمها و المشكلة نحن منقطعون عن العالم الخارجي حيث أقرب مدينة تبعد عنا أكثر من ثلاثون كيلومتر وهي كنيستا.
هنا الباستا صارت شعار المطعم الأول، صارت صديقة ملازمة لهواجسنا ،صارت صديقة لا تأتي سوى بالضيق و الارهاق و التعب النفسي. صرنا نتوجس منها خيفة ، غدت كظلنا ، مرافقة لنا، حتى باتت تزورنا في أحلامنا ككابوس مرعب ، تزيدنا قرفا في الحياة و إزعاج نفسي في سلوكياتنا.
ثانيا: عدم التعامل باحترام .
كرامة الأنسان عزيزة و غالية ، وفي معظم الكامبات الذين يديرون الإدارة أو المطعم أناس جهلة ليسوا بمستوى المهاجرون والذين معظمهم خريجو الجامعات ، وحين يطلبون شيء ما ومن حقهم أن يحصلوا على ذلك الشيء فلن يحصلوا عليه إلا بأذلالهم.
أذكر لكم قصة حدثت أمامي: شاب سوري طلب من العامل المشرف على صب الأكل للمهاجرين، طلب منه قرص خبز إضافي ، فلم يعطيه العامل ، وعندما الح عليه الشاب السوري ، ذهب وأستدعى المدير وعمل مشكلة على قرص خبز ... لم يخطئ فكتور هيجوا عندما كتب قصة البؤساء، فعلا المهاجرون هم البؤساء.
ثالثا: المحسوبية في التعامل.
الإداريون يتعاملون بوجهين، يقدرون البعض ويصدون عن البعض. وتلك المشكلة الحساسة هي التي تزرع البغض في نفوس المهاجرون. ...
مثال على ذلك ... ينقلون البعض للمستشفيات البعيدة بسيارات الكامب دون أن ينقلوا الأخرون والذين لهم نفس الظرف. يستدعون البعض للحفلات واللقاءات دون ان تكون للآخرين نصيب في ذلك.
أليست تلك هي المشكلة الحقيقية؟
لماذا هذا العقاب النفسي ، الا يكفي بأنا مهجرون و مهاجرون في نفس الوقت، متعبون نفسيا، مشغولون بعوائلنا التي تلاقي الموت في العراق و سوريا.
الا يكفي بأن فكرنا مضطرب بسبب الفراق و الوحدة.
الا يكفي بأنا لسنا طرف في أي قرار يتخذه المعنيون بحقنا سواء كان ذلك بالسلب أو بالإيجاب.
الا يكفي المحسوبية التي يتصرف بها البعض، اقصد المفاضلة بين المهاجرون.
يا ترى ! هل أصبحت الباستا شرطا للحصول على الإقامة الدائمة في السويد؟
وهل لهؤلاء الحق في إذلالنا؟

الكاتب: عباس مدحت محمد البياتي
18-1-2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر