الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصير / قصة قصيرة

محمد الطيب بدور

2016 / 2 / 1
الادب والفن



احتقنت عيناها بوخز حرارة الدموع في صبيحة يوم ممطر...نظرت الى راحتيها ...و الى خزانتها الصغيرة...جمعت بقية كتب و منشورات...و دفعت بها في رف بمكتبها الذي يتوسطه حاسوبها ...وسيلتها..في الاتصال بالعالم الذي لا تدركه جيدا...
سلمى...شارفت على الأربعين...صاحبة شهادة عليا...لم تترك بابا الا طرقته...استسلمت لليأس
و لسوء الطالع...أدركها الزمن ...و تبخرت معه احلام عائلة متواضعة الدخل ...و تعاظم شعورها بالغبن و هي تقرأ في عيني والديها نفاذ الصبر...الصمت المطبق على المنزل يضغط بأوزاره و يكتم ارادة تعجز عن تغيير الواقع...
كان عليها أن تساعد والدها المريض على تحمل أعباء الحياة اليومية ...فرص الشغل أدارت لها ظهرها..و لكنها في هذا اليوم مقدمة على مكروه لابد منه...هي لا تحتقر الشغل ...و لكن ليس أي شغل...
و بخطى متثاقله...خرجت من المنزل...الى الطريق المجاورة ...بين أخذ و رد...حتى أرست سيارة
النقل الريفي ممتلئة ..كالعادة بعاملات الفلاحة...احتجزت مكانها على مضض...و استقبلت وابل الأسئلة
و نظرات الاستغراب...أنت ؟ بهاتين اليدين ؟ يدي القلم...؟ تمسكت بالصمت...حتى المزرعة...و بدأ يوم كاد لا ينتهي...كان على العاملة أن تنقل بواسطة أكياس...أكداس السماد و ذره في أماكن محددة...
رائحة السماد المتعفن يزكم الأنوف و يلتصق بالبدن...خامرتها أفكار ..منها العودة ...و لكنها و أمام
ما تحدثه النسوة من هرج و فكاهات و عزم على الشغل جعلها تواصل بدمع لا يكاد ينشف...تداريه
في صمت....بعض الحكايات لمرافقاتها ...جلبت اهتمامها...أصغت لكل شيء...لأم تنهض فجرا لاعداد
غداء ينتظر عائلة مازالت تغط في النوم...لأخرى تضع كل يوم تحت وسادة ابنها النائم مصروف يومه
في المقهى...لفتاة..يطالبها والدها بتغيير هاتفه الجوال القديم... و هي التي عجزت عن استكمال مستلزمات جهازها و تأخر زفافها....
حكايات غريبه...يزيدها غبار السماد و رائحته شعورا بالقهر...و العجز...كانت تقف أحيانا لتستقيم
من جديد...و تقرأ بملامح العاملات معها...زوال البشرة الناعمة ....و ضياع جمال الأنثى...تشقق اليدين و الرجلين ينذران بكبر مبكر...و عيش لم ترسمه الدراسة و لا الشهادة و لا الحق في الحياة...
و في غفلة ..منها...لاحظ صاحب المزرعة ..توقفها أحيانا...فاقترب منها و قال : لماذا الشهادة يا ابنتي اذا كان هذا هو المصير ؟ عليك انتظار زوج يقبض في آخر اليوم...و لا يهم ان كانت رائحة السماد

ستزكم أنفه عندما تعودين مهدودة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي