الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاهيم ورؤى من (العصر الجديد ) 6

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2005 / 11 / 12
العلاقات الجنسية والاسرية


المحور الاجتماعي / الاسرة : الجزء الرابع
أما يتعلق برؤيتنا لأسلوب ونمط تصاميم الملابس المناسبة واللائقة بانسان العصر الجديد بشكل عام والمرأة بشكل خاص والتي هي احدى الموضوعات ذات الاهمية في الجانب الاجتماعي فاننا نثبت أدناه المباديء العامة لرؤيتنا بهذا الخصوص :
ـ من الناحية المبدأية كل انسان له الحرية الكاملة في ارتداء ما يشاء من ملابس انطلاقا من مباديء حقوق الانسان ومبدأ الحرية الشخصية التي يتمتع بها كل فرد في المجتمع والتي لا يقيدها سوى وقوع الضررالمادي أو المعنوي دون وجه حق لدى الاشخاص الطبيعيين الاخرين
ـ الملبس ليس غاية بحد ذاته وانما هو وسيلة تتحقق من خلالها ثلاث غايات , الاولى حماية الجسد من مؤثرات المناخ والبيئة المؤذية والضارة , والثانية ستر ما لا يليق كشفه من مناطق الجسد لاسباب تتعلق بآداب اللياقة والذوق العام وليس لكون الجسد عورة كما هو شائع , والثالثة اضافة لمسة جمالية على صورة الجسد
ـ الجسد منحة من الطبيعة , ونحن لا نملك الحرية في الغاء أو تغيير هذه المنحة أو تعديل مواصفاتها الا بحدود ضيقة جدا , كما أن الطبيعة عندما تمنح فأنها لا تراعي معايير العدالة والمساواة في المنح , الطبيعة تمنح وفقا لقوانينها مع عدم استبعاد حالة العشوائية في المنح , وفي ظل العشوائية لن يكون هناك وجود للعدالة والمساواة , ومن هذا المنطلق نحن نرى عدم وجود أي مبرر للشعور بالخزي والعار أو بالخجل والحياء من أي شيء تمنحنا اياه الطبيعة لان ارادة الاختيار معدومة , كما نرى ضرورة عدم استغلال الجسد كوسيلة للتفاخر والتباهي
ـ القيمة الانسانية متساوية وان اختلفت مواصفات الاجساد البشرية , والغرائز الجسدية متشابهة وان اختلفت الاحتياجات الجسدية , ونحن نشجع على ممارسة الرياضة والرقص لانهما يمنحان الجسد قوة وحيوية داعمة للقيمة الانسانية , ونرفض استغلال الغرائز الجسدية كمهنة للارتزاق منها لانها تنطوي على اساءة للقيمة الانسانية
ـ الجمال صفة تليق بالبشر , ان سعي الانسان لامتلاك الجمال هو سعي مقبول ومشروع لان الطبيعة لا تمنحنا كل ما هو جميل وفقا لرؤيتنا ولادراكنا . ولاننا نمتلك القدرة على التمييز الحسي للقيم الجمالية فاننا نمتلك حق الاختيار أزاء معطيات الطبيعة المحيطة بنا , ان قيمنا الجمالية ليست في حالة توافق دائم مع الواقع التكويني والتشكيلي لهذه المعطيات , ومن هنا تحصل حالة الافتراق بين الذات والموضوع والتي ينجم عنها التمرد والرفض لهذا الواقع والسعي نحو التغيير .
ـ الزينة نعتبرها ضمن متطلبات الصورة الجمالية للمرأة حيث التوافق بين الجسد والملبس والزينة , ولكن لدينا رأي في نوعية المواد المستخدمة لاغراض الزينة , فنحن نرفض استخدام المواد الثمينة كالذهب والماس والاحجار الكريمة لاغراض الزينة لكي لا تستغل القيمة المادية للزينة كمعيار للقيمة الانسانية , ويتم الاستعاضة عنها بمواد ذات قيمة سعرية منخفضة ولكنها ذات قيمة جمالية عالية من حيث اسلوب التشكيل والتلوين . ان الزينة وفقا لرؤيتنا يجب أن تكون في قيمتها الجمالية وليس في قيمتها السعرية ولا ينبغي اقحام المعايير السعرية في تحديد القيم الجمالية , فالبشر بمختلف مستوياتهم المادية لهم الحق في التمتع بالقيم الجمالية ولا يجوز استغلال القيم المادية للزينة في اظهار الفوارق الطبقية بين البشر والاساءة الى القيمة الانسانية
ـ بالنسبة لتصاميم الملابس التي يرتديها البشر نعتقد يجب ان يراعى فيها نقطتان مهمتان : الاولى تجنب الكشف عن مناطق الاثارة الجنسية من الجسد , فمثل هذا التصرف يعتبر نوع من أعمال الاستفزاز تجاه الاخرين من خلال اثارة غرائزهم وهو تصرف غير لائق , النقطة الثانية المهمة هي تجنب عرض مناطق الاثارة الجنسية من الجسد بطريقة مثيرة حتى وان كانت غير مكشوفة
ـ الجنس غريزة طبيعية حالها كحال غريزة البحث عن الغذاء , هذا مع العلم بان الغذاء نفسه الذي يتناوله الانسان يتحول جزء منه الى شحنات جنسية ذكرية او انثوية وهذه الشحنات يتوجب تصريفها الى خارج الجسد لكي يتخلص الجسد من الضغوط التي تسببها هذه الشحنات واحداث حالة الاستقرار الجسدي والنفسي , وان اعمال الاثارة الجنسية هي اثارة لهذه الشحنات واثارة لضغوطها وفقا لقوانين الطبيعة وهذه الاثارة تندرج ضمن الاعمال الاستفزازية
ـ المرأة كيان انساني حر ومستقل , وهي ليست ملكا لأهلها ولا تابعة لهم , كما انها ليست ملكا لزوجها ولا تابعة له , بل هي شريك معه في بناء الاسرة , والشراكة ليست بالضرورة دائمية طول العمر وانما الذي يعطيها الديمومة هي المصالح المشتركة فطالما كانت المصالح المشتركة قائمة فان مبررات وجودهذه الشراكة تبقى قائمة , وعلى الانسان ان يدرك انه ليس من حقه الاستيلاء على حقوق وممتلكات الاخرين بالباطل , كما أنه ليس بوسعه بلوغ كل ما تشتهيه نفسه .
ـ ان قضية حرية المرأة ليست قضية تخص المرأة فقط , بل انها قضية تخص المجتمع عامة . اننا عندما نطالب بحرية المرأة ومساواتها في الحقوق والواجبات مع الرجل فان مطلبنا هذا ليس مكسبا لصالح المرأة فقط , بل انه في نفس الوقت لصالح الرجل أيضا . ان منح المرأة حريتها سيمنحها القدرة على العمل والتحرك والانتقال سعيا لكسب العيش بكل حرية دون وصاية ودون قيود , كما انه سيؤدي الى رفع اعباء كبيرة عن كاهل الرجل وهي أعباء اقتصادية واعباء نفسية . فالانسان الذي تحرمه من حريته وتحبسه بين أربع جدران ستكون أنت ملزما بتوفير احتياجاته الحياتية ومستلزمات معيشته وهذا يشكل عبأا اقتصاديا , كما ان الانسان الذي تعتبره أنت من ممتلكاتك الشخصية فانك ستكون مضطرا لمراقبته وحراسته بشكل مستمر ودائم خوفا عليه من الضياع أو الضرر وهذا يشكل عبأا نفسيا ,ان السبب الرئيسي في حرمان المرأة من حريتها ومن مساواتها بالرجل راجع الى النظرة الدونية لها باعتبارها مصدرا للعار ونظرة الاستهانة بقدراتها العقلية والبدنية باعتبارها كائن ضعيفا ناقص العقل وفقا للمفاهيم والاعراف الاجتماعية والدينية , وهذه النظرة جذورها العميقة تمتد الى العوامل الجنسية , واعتبار ان الجنس هو معيار الشرف , وهي مفاهيم متخلفة ولا يصلح التعامل بموجبها في عصرنا هذا . ففي نفس الوقت الذي يمارس فيه الرجل سطوته وهيمنته على المرأة انطلاقا من مبدأ ( الرجال قوّامون على النساء ) فان الرجل يمارس دور الوصي والساعي الذي يسعى ويكد نهارا وليلا لتوفير احتياجات المرأة المحبوسة في المنزل ان كانت زوجة أو ابنة , وكذلك يمارس دور المرافق والحارس الشخصي للمرأة اثناء خروجها من المنزل للمحافظة عليها وصونها لان شرف العائلة رهنا بسلامتها . وليس مستغربا ان تجد نساءا يعارضن منح المراة حريتها ومساواتها بالرجل لان الاعراف والمواريث الاجتماعية والدينية قد كرست في المرأة صفة الاتكالية على الرجل وتحميله جميع الاعباء والمسؤوليات كنتيجة لمبدأ ( الرجال قوّامون على النساء ) فتنازلت المرأة عن حريتها وقيمتها الانسانية مقابل تمتعها بالوصاية وعدم تحمل المسؤولية , ونحن في العصر الجديد نرفض هذه النظرة المتخلفة الى المرأة , ونسعى الى مساواة المرأة بالرجل في جميع الحقوق والواجبات , وازالة أي تمييز بينهما امام القانون وفي جميع مجالات الحياة , وجعل كل انسان بالغ وعاقل مسؤول عن اعالة نفسه وتوفير مستلزمات معيشته الشخصية بالدرجة الاولى ان كان متزوجا أو غير متزوج وأن يتحمل مسؤولياته تجاه الاشخاص القاصرين المسؤول عنهم بموجب القانون ويتحمل مسؤولياته تجاه المجتمع , ولا نرضى لأي انسان أن يكون عالة على غيره في معيشته لان مفهوم الاعالة مفهوم لا يليق بالانسان البالغ العاقل في هذا العصر .
ـ الشعر لدى المرأة ليس عورة لكي تقوم بتغطيته , ولكن يجب عدم استغلاله للمباهاة والتفاخر لان الشعر منحة من الطبيعة وما تمنحه الطبيعة يبقى ملكا للطبيعة ولايكون في محل المباهاة والتفاخر
ـ توصيتنا بان تكون الملابس التي يرتديها الانسان ذكرا كان أم أنثى ان تكون عديمة الاثارة الجنسية , وان تكون ملبية لمتطلبات العصر الحالي من حيث سهولة الحركة والانسيابية في ارتدائها وخلعها ولا تشكل عائقا امام حركة اليدين او الساقين في حالة السير وفي حالة الجلوس وفي مجتمعنا نرى نساءا يرتدين ملابس خليعة تنطوي على اساءة للياقة والذوق العام وهناك على العكس منهن نساءا محجبات بطريقة تسيء الى قيمتهن الانسانية لان الجسد ليس عورة والمرأة ليس عار ينبغي حجبه . ونحن مع اعترافنا واقرارنا بالحرية الشخصية التي يتمتع بها كل انسان في ما يرتديه من ملابس أو زي معين فاننا نود ان نعبر عن رأينا بخصوص الزي المناسب الذي ينبغي الالتزام به انطلاقا من مبدأنا في ان الملابس بمختلف التصاميم والتشكيلات لا تعتبر من معايير الاخلاق والفضيلة ولكن لها علاقة باللياقة والذوق وهذه ينبغي مراعاتها في الاماكن العامة , ومن هذا المنطلق نعتقد بضرورة توفر الشروط الاتية في تصاميم الملابس للرجال والنساء في الاماكن العامة :
1 ـ ان تحجب هذه الملابس المناطق التالية من الجسد حجبا كاملا ( الصدر ,البطن , الظهر , الزندين , الفخذين )
2 ـ ان لا تكون الملابس التي تحجب هذه المناطق من الجسم مصنوعة من قماش شفاف يكشف عما تحتها
3 ـ ان لا تكون هذه الملابس التي تحجب هذه المناطق من الجسم ذات تصميم ضيق بطريقة مجسمة لما تحتها لكي لا تجذب الانظار وتشحذ الخيال
4 ـ ضرورة ان تكون منطقتي الفرج والعجز وكذلك منطقة الثديين محجوبة بشكل جيد بحيث لا تجلب الانتباه ولا تجذب الانظار ولا تثير الغرائز
5 ـ لا حاجة لحجب الشعر ولكن ينبغي رفع الشعر اذا كان طويلا لكي لا يكون وسيلة لجذب الانظار
6 ـ لا حاجة لحجب الساقين ولكن ينبغي ارتداء جوارب طويلة لتغطية بشرة الساق لكي لا تكون وسيلة لجذب الانظار
7 ـ يفضل ارتداء السروال لانه يتميز بامكانية جيدة لحجب الساقين مع توفر السهولة في الحركة مشيا أو جريا , ويفضل ارتداء قميص طويل فوق السروال لغرض حجب مناطق الفرج والعجز والفخذين بشكل جيد
هذا هو رأينا في تصاميم الملابس , واننا مع احترامنا لحرية الانسان في ما يرتدي فاننا لا نبغي من هذه المقترحات سوى التعبير عن احترامنا للجسد الانساني ورفض استغلاله لدوافع اقتصادية او استخدامه كمعيار للقيمة الانسانية , لان القيمة الانسانية تحددها ثلاثة معايير وهي ( الفضيلة والمعرفة والعمل )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير