الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تنصحوا فاطمة ناعوت

ماجدة منصور

2016 / 2 / 2
كتابات ساخرة


لا تنصحوا فاطمة ناعوت
رقص قلبي فرحا و أنا أرى مقالة الأستاذة فاطمة ناعوت تتألق ثانية على صفحات الحوار و صفحات ضمائرنا وقلوبنا التي ترتجف كقلوب العصافير حين نرى و نلمس ما حلَ بمنارة فكرية
كالأستاذة فاطمة.
تابعتها بكل كياني و تحسست صدق وجدان هذه الاستاذة و شفافية خلقها و كبرياؤها و أدركت أن عصر فاطمة ناعوت قد ...أشرق.
رغم كل هذا الظلام الذي يلفنا من المي ...للمي..ظهرت فاطمة
أدركت أيضا أن (ليلة القبض على فاطمة) آتية...لا ريب فيها.
لم يكن مسلسل ليلة القبض على فاطمة يستند الى قصة خيالية ...بل كانت فاطمة و كل الفاطمات...قد أصبحن بطلات الحكاية من البداية...للنهاية.
هاهو مسلسل (ليلة القبض على فاطمة) يعود إلينا حيا ...نابضا و إن إختلفت تفاصيله...و زمانه و مكانه.
نصحني بعض أصدقائي بأن أبتعد عن فاطمة و مشاكلها....وقال لي أحدهم بأن فاطمة( كافرة)....و صرح بعض المثقفين لي همسا...بأن هناك حسابات قديمة و أنه قد حان الوقت الآن
و الآن اللآن و ليس غذا...لتصفية حسابات قديمة.
وكما يقولون: فإننا شعوبا تأخذ بثأرها بعد أربعون عاما...وحين نهم بالرحيل،بعد أن أخذنا ثأرنا، فإننا نخبط دماغنا بالحائط...من شدة فرحنا...ثم ننظر الى السماء..و نقول: إستعجلنا....يلعن أبو العجلة.
رغم كل التحذيرات بالإبتعاد عن فاطمة ناعوت الى أن ماحصل معها قد هزَ وجداننا و خاصة لأن الأستاذة هي إمرأة...مفكرة...و أنثى...و أم أطفال...تعشق بلدها في كل ما تقولوه.
لقد نصح بعض الأساتذة الكبار الأستاذة فاطمة بالرحيل....و كأنهم بذلك قد استدعوا ذكرياتي حين رحلت عن سوريا...غصبا عني.
لا تنصحوا فاطمة بالرحيل أبدا ففاتورة الرحيل أكبر من أن تستطيع الأستاذة دفعها و خاصة أنها تربت على ضفاف النيل الخالد و في حضن الحضارة الفرعونية العظيمة والتي مازالت تفصح
لنا عن أسرارها المكنونة...يوما بعد يوم.
لا تُخرب الأوطان...إلا حين رحيل أبناؤها عنها....ولنا في سورية أسوة حسنة فطيور البوم لم تدخل سوريا إلا حين هجرها أبناؤها الحقيقيين و اللذين يشعون نورا و بهاءا و بهجة و وطنية أيضا.
هربنا الى أقاصي الأرض و تركنا سوريانا الجميلة لحرامية الوطن و سراق الضمير بعد أن هرمنا و تعبنا من كل طيور الظلام التي حولت أيامنا الى ...هباب اسود.
إذا رحلت فاطمة ناعوت....على من ستشرق الشمس يا ترى!!!!أم أنه لن يكون لنا شمسا أبدا...لأن لون أيامنا سيصبح موحدا...سيصبح لونها سوداء كلون أيامنا الساقطة في آبار العفن.
إن الجامعات العربية و العالمية أيضا ترمي لنا في الطرقات ملايين من الشباب و الشابات اللذين يحملون مؤهلات علمية...ولكن كم فاطمة ناعوت ستتخرج من جامعاتنا!!!!!الجواب..لا أحد.
ليس لأن فاطمة ناعوت هي الأفضل بل لأنها نسيج خاص قد تم غزله في طبقات الجو...العليا.
لا ترحلي يا فاطمة مثلما رحلنا لأن من يرحل....يبكي كثيرا
إبقي حيث أنت ..في السجن...في البرد...في الظلام...عيشي قهر الأيام و إنظري حولك...لأنك ستجدي الحقيقة و هي تحوطك من كل جانب.
ستصدمك الحقيقة ....حقيقة ما وصلنا اليه من ظلم و بؤس و فقر و عذاب و إجرام بحق بعضنا...بعضا.
لا تنصحوا فاطمة ناعوت بالرحيل فأنا على ثقة تامة بأن بقاع الأرض كلها....قد عرضت على فاطمة ناعوت أن تطير اليها و لكن فاطمة رفضت أن تغادر وطنها لأن جذورها عميقة...تشبه
حضارتها...فهي إبنة النيل العظيم الذي طالما رموا فيه أجمل النساء علًهم بذلك يوقفون فيضان النهر الخالد.
لكن النهر الخالد...مازال يفيض و مازال يثور...وسيظل يغضب و يثورو يفيض الى الأبد.
لا تنصحوا فاطمة ناعوت بالرحيل...لأنه برحيلها...ستتشح النساء باللون الأسود...و سيرتدي جميع رجال....العمة و الجبة و القفطان و سنتحول الى أمة من المهرجين...والله.
لتنصبوا مشانقكم و جهزًوا سجونكم و لتقطعوا رؤوسنا فنحن قد سئمنا العيش طالما أنتم تخنقون فينا الكلمة....الكلمة التي أودعها الله في وجداننا و ضميرنا.
هذه إمرأة تقارعكم الحجة بالحجة...فلما تشهرون عليها سيوفكم و هي لم ترتدي حزاما ناسفا بل التقطت قلمها كي تدون للتاريخ كله...ضيق أفقكم و عصبيتكم المتجذرة فيكم...الى عاشر جد.
لا ترحلي و إبقي حيث أنتي فمصر البهية لن تقف تتفرج على إبنتها وهي تساق للذبح نتيجة قرار (قاض صالح) يتعبد ل الله كثيرا و إلاَ تحولت العبادة لمطرقة...تطرق الرؤوس و تصادر الضمير
و تشق القلوب و من ذا الذي....يشق على قلوبنا.
من ذا الذي يشق...على قلوبنا!!!!
يحيا الإنسان...في كل عصر و زمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز